تنمية بشرية

اضطراب الشراء القهري

اضطراب الشراء القهري (CBD) يعرف بهوس التسوق والشراء الذي يسبب عواقب وخيمة ، ومعظم الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب تتطابق صفاتهم بمعايير اضطراب المحور الثاني .
يوجد اضطراب الشراء القهري بنسبة 5.8 % من سكان الولايات المتحدة الأمريكية ، وتشكل نسبة الإناث منهم حوالي 80%.

الخصائص
وفي كثير من الأحيان يكون اضطراب الشراء القهري مرتبط بالمزاج و القلق، و تعاطي المخدرات و اضطرابات الأكل ، فبداية هذا النوع من الاضطراب تحدث في نهاية فترة المراهقة وبداية سن العشرين ، وهو يعتبر عموما اضطراب مزمن ، وهو أيضاً شبيه باضطراب الوسواس القهري و الاكتناز و الهوس ، ولكنه أيضاً يختلف عنهم ، ولا يقتصر الشراء القهري على الأشخاص الذين ينفقون مايتجاوز مقدرتهم المالية بل يشمل أيضا الأشخاص الذين يقضون وقتاً أكثر من اللازم في التسوق أو الذين يفكرون في شراء الأشياء بشكل مزمن ولكنهم لايشترونها ، تشتمل العلاجـات الواعدة لاضطراب الشراء القهري أدوية مـثـل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية (SSRIs)، وعلى مجموعات الدعم مثل جمعية المدين المجهول.

علم النفس التطوري
وقد أشار علم النفس التطوري إلى أن ‘الشراء القهري يبدو بأنه منتشر في العالم’ وأن ‘غالبية المصابين هم من النساء’، كذلك أشار إلى أن هناك ‘أوجه التشابه والاختلاف بين الشراء القهري وأشكال أخرى من الاستهلاك القهري’.وبناء على ذلك فإن ‘الشراء القهري هو آلية لتعزيز المزاج’، وفي الواقع ‘معظم عمليات الشراء التي قامت بها امرأة في حالة من الاضطراب تبدو وكأنها مرتبطة بمنتجات تحسين المظهر، مما يوحي أن “حلقة” ذلك السلوك القهري تتعلق بالمخاطر الاجتماعية المرتبطة بعدم ثقتها بجاذبية مظهرها’.

البحث عن الهوية
من جانب علم النفس الاجتماعي فإنه ‘يمكن للشراء المفرط والمطلق للسلع الاستهلاكية أن يفسر على أنه شكل من أشكال البحث عن الهوية ونموذج مبالغ فيه للبحث عن الهوية من خلال شراء السلع المادية التي تعتمد على سلسلة متصلة من عمليات شراء يومية ناتجة عن دوافع نفسية’.وعلى خلفية ‘تحولات الثقافة الاستهلاكية خلال العقود القليلة المنصرمة ، فإن هذا النموذج يركز على تأييد القيم المادية وعجز الهوية باعتبارها عوامل الضعف للشراء القهري’.
أما في سياق العولمة للنظام الاستهلاكي ‘المتخصص في توليد رغبات الناس ثم منحهم اياها ، وبالتالي حكم العالم’–حيث أننا جميعا مشجعون لـمقولة ‘نتسوق حتى نسقط أرضاً’؛’لنلتمس العزاء في شراء ممتلكات مادية’ – إن الشراء القهري يطرح تساؤلاً وهو، ‘هل هو أقلية مرضية أم مشكلة جماعية ؟’. ففي ‘عالم الليبرالية الاقتصادية تعامل المصارف انعدام المسؤولية المالية كسلعة قيمة أو كقروض رخيصة في كل مكان’، ، ولقد كانت مصدر الفخر الاجتماعي لتكون قادرة على قول ‘بطاقتي الائتمانية تحولت من اللون الأحمر إلى الأرجواني’-فعندما ‘لايقوم المستهلكون بشراء المنتجات بشكل مبالغ.. إلى الهوية الشخصية ‘–مثل هذا النوع من ‘ البحث عن الهوية خلال الاستهلاك فإنه يتشكل مع البنية تحتية للثقافة الاستهلاكية…[مثل] كونه بعدا هاما للشراء القهري ‘.

الشراء عن طريق الإنترنت
إن إمكانية الشراء عن طريق شبكة الإنترنت مكنت ‘الشراء القهري من أن يكون اتجاه مستقبلي يؤثر على المستهلكين الشباب من كلا الجنسين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى