ذات صلة

جمع

أسعار النفط تسجل انخفاضا وسط توقعات بزيادة إنتاج “أوبك بلس”

سجلت أسعار الذهب الأسود "النفط" في مستهل تعاملات اليوم...

أسعار العملات اليوم الإثنين 2-9-2024 أمام الجنيه المصري

نشر أسعار العملات أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين 2-9-2024،...

تواصل خسائرها.. تعرف على أسعار النفط بالأسواق العالمية

سجلت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم، تراجعا لتواصل...

سعر الذهب فى مصر يتراجع 10جنيهات.. وعيار 21 يسجل 3435 جنيها

تراجع سعر الذهب في مصر اليوم الاثنين بمستهل تعاملات...

هبوط مؤشرات البورصة بختام جلسة الإثنين بضغوط مبيعات محلية وعربية

أنهت البورصة المصرية، تعاملات جلسة اليوم الإثنين، بتراجع جماعي...

الانتحار ظاهرة نفسية

مقال شامل يتحدث عن الانتحار كضاهرة نفسية واجتماعية :

الانتحار.. أعراضُه ومسبباتُه وسبل الحد منه د. آندي حجازي
الانتحار هو قرار يأخذه الشخص من أجل إنهاء حياته بقتل نفسه بإرادته واختياره
لأسباب يعتقدها بأنّ مماته أصبح أفضل من حياته. وفي التعريف السيكولوجي: هو شكل متطرف من سلوك إيذاء الذات الذي يحدث لدى الأفراد المكتئبين بدرجة كبيرة. وفي تعريف آخر: هو نوع من العقاب الذاتي، والانتقام من الذات، وإلحاق الأذى بالنفس من خلال التخلّص منها. والاكتئاب الشديد قد يؤدي إلى تطور فكرة الانتحار لدى الشخص، والتي غالبا ما تُترجم إلى ممارسة عملية. والانتحار ظاهرة قديمة قِدَم البشرية نفسها، عرفتها شعوب شتّى دخلت في طقوسها ومعتقداتها الدينية والفلسفية؛ فالإغريق مثلًا، عَرَّفوا مفهوم الانتحار، ونظروا إليه نظرة فلسفية، وانقسموا حوله بين مؤيد ومعارض. واعتبر أرسطو الانتحار عملًا موجهًا ضدّ قوانين المجتمع والدولة والأعراف الإنسانية المتداولة، ودعا إلى معاقبة كلّ من يقدم عليه. وممّا لاشك فيه أن الأديان السماوية جميعها كانت ضد ظاهرة الانتحار البشري، وخصوصًا الإسلام الذي حرّم قتل النفس. قال تعالى: {ولا تَقْتلوا أنْفُسَكم إنَّ اللهَ كانَ بكمْ رحيمًا. ومنْ يَفْعلْ ذلكَ عُدوانًا وظُلمًا فسوفَ نُصْلِيهِ نارًا وكانَ ذلكَ على اللهِ يَسيرًا} (النساء:29-30). وقال تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (الأنعام:151). وعن أبي هريرة “رضي الله عنه” عن النبي ” صلى الله عليه وسلم” أنه قال: «الذي يخنقُ نفسَه يخنقها في النار، والذي يطعنها يطعنها في النار» (رواه البخاري) وعن جابر بن سمرة أن رجلا من أصحاب النبي ” صلى الله عليه وسلم” أصابته جراح فآلمت به، فدبّ إلى قرنٍ له في سيفه فقتل نفسه؛ فلم يصلِّ عليه النبي ” صلى الله عليه وسلم” .(رواه الطبراني).
أستاذة جامعية أردنية

في ظل الواقع وما يعيشه العالم اليوم من أحداث وتغيّراتٍ وأزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية ومجتمعية، لابد من الإشارة إلى خطورة هذه الظاهرة التي بدأنا نسمع عنها كثيرًا في مجتمعاتنا العربية بانتقال العدوى من المجتمعات الغربيّة، حيث تشير إحصائيات عام 2010 لمنظمة الصحة العالمية أن نحو مليون شخص في العالم ينتحرون سنويًا، أى بما يعادل حالة انتحار واحدة كل40 دقيقة! ما يرفع معدلات الانتحار بنسبة 60% فى جميع أنحاء العالم عن الخمسين سنة الماضية، وأن لكل حالة انتحار20 محاولة انتحار فاشلة تسبقها! وبيّنت منظمة الصحة العالمية أن الانتحار هو من بين الأسباب الثلاثة الرئيسيّة للوفاة لدى الفئة العمرية 15-44عامًا، والسبب الثاني للوفاة لدى الفئة العمرية10- 24عامًا، وعلى الرغم من أن معدلات الانتحار كانت أعلى بين كبار السن من الذكور ممّن هم فوق 65 عاما، إلّا أنّ نسبة الانتحار في فئة الشباب والمراهقة في تزايد مستمر، وتحتل كوريا الجنوبية أعلى نسبة انتحار في العالم، بمعدل13 ألف كوري خلال العام بحد أدنى33 حالة في اليوم، وتحتل اليابان المركز الثالث في العالم!
وفي الوطن العربي وفق ما نشرته «مؤسسة الفكر العربي للدراسات والبحوث» عام 2010 فقد تزايدت نسبة المنتحرين حيث وصلت إلى 4 أشخاص لكل 100 ألف بعد أن كانت 2 لكل100 ألف قبل سنوات، ففي تونس مثلًا، تشير الإحصاءات ذاتها إلى أنَّ عدد حالات الانتحار كبير، ووصل (1354) حالة في العام2010 مقارنة بـ(905) حالات في العام 2008، وفي الأردن سُجّلت (56) حالة انتحاريّة ناجحة بين العامين 2009-2010، و(314) محاولة انتحاريّة فاشلة، أمّا في اليمن فقد وصلت حالات الانتحار نسبة هائلة (3651) حالة ناجحة في الأعوام الثلاثة الأخيرة. وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجيّ، شهدت دولة الكويت في الأعوام الأربعة الأخيرة رقما مرتفعًا حوالي (614) حادثة انتحار، بينما شهدت دولة الإمارات(24) حالة، وسلطنة عُمان (23) حالة، والبحرين (45) حالة، وقطر(8) حالات. وفي مصر أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أرقامًا مقلقة، حيث إن هناك (104) آلاف محاولة انتحار في مصر خلال عام 2009، وأغلبهم من الشباب في المرحلة العمرية من 15 – 25 وتمكّنَ منهم ما يقارب (5000) حالة من الانتحار، لدواعي ضيق فرص العمل أمامهم، وصعوبة التخلّص من الديون، وارتفاع نفقات الزواج.. والأغرب في المغرب حيث ذكرت معلومات إحصائية أكاديمية أن أكثر من مليونين و900 ألف مغربيّ لا يُخفُون رغبتَهم في وضع حدّ لحياتهم، نتيجة للفقر والبطالة وانسداد آفاق العمل المُجدي!

وتشير الدراسات إلى أنّ المراهقين هم الأكثر إقدامًا في فئة الطفولة (أقل من 18عامًا) على الانتحار ويعزون ذلك إلى التفكك الأسريّ، والفشل فى الدراسة، والاكتئاب، والانفصام العقلي. وتبيّن التقارير أن الانتحار يمثل ثلث المسببات المؤدية إلى وفاة المراهقين، بينما يندر الانتحار في السنوات الثمانية الأولى من الطفولة، ويتزايد بشكل كبير في مرحلتي المراهقة والرشد.
ومن المرجّح ان يُقْدم الذكور على انجاز الانتحار على نحو أعلى من الإناث، مع أن الإناث يحاولن الانتحار بشكل يوازي ضعفي محاولات الذكور، فكلاهما يحاول ولكنّ عدد المحاولات الناجحة في الانتحار لدى الذكور أكبر، بينما عدد المحاولات الفاشلة لدى الإناث أكبر. وقد يُعزى ذلك إلى أن الذكور يستخدمون أساليب أكثر شدة كالقتل بالأسلحة أو السقوط من أماكن مرتفعة، بينما تستخدم الإناث طرقًا أقل قسوة كتناول الدواء أو السموم، فيتم إنقاذهنّ في مرات كثيرة. وقد يعود ذلك إلى الطبيعة الاندفاعية عند الذكور أكثر مما لدى الإناث، بالإضافة إلى قدرة الإناث على طلب العون والدعم النفسي من الآخرين، والحصول عليه بسهولة أكثر من الذكور الذين يجدون صعوبةً في التعبير عن أنفسهم وطلب المساعدة من الاختصاصيين أو المقربين، ومثلاً، أظهرت إحصائية عام 1995حول الانتحار في استراليا أن (1872) رجلا قاموا بالانتحار في مقابل (495) امرأة انتحرن، وأنّ الانتحار في استراليا يعتبر السبب الأول للموت بالنسبة للرجال، والسبب الثالث للنساء.
أعراض الانتحار
إن أهمّ ما يُظهره الشخص الذي يفكر في الإقدام على الانتحار هو الاكتئاب والذي يعني (الشعور بالحزن الشديد والتعاسة، والإحباط، والعجز وعدم القيمة، واليأس من الحياة ومن تغيّر الواقع). ومع أن لكل حالة انتحار خصوصيتها، إلا انه يوجد عدد من إشارات التنبيه والأعراض التي يُظهرها المُقْدِمون على الانتحار ومنها: التغيرات المفاجئة في السلوك، التغير في نمط النوم أو نمط الطعام، والإهمال في الدراسة أو العمل، إهمال الشخص لعلاقاته الاجتماعية ولمظهره الخارجي، التحدث عن الانتحار والموت بصورة غريبة، فقد الاهتمام بالأنشطة المعتادة والانسحاب منها، فقد المتعة في الأمور المحببة له، التحدث عن فقد الأمل والشعور بالذنب أو اليأس، نقد الذات، القلق النفسيّ، الخمول، السوداوية، الانعزال والانطواء، الحقد على المجتمع، الشكوى من الصداع، قلة التركيز، التخلّص من المقتنيات الشخصيّة الثمينة (مؤشر مهم)، أحيانًا تعاطي المخدرات والمسكرات، بالإضافة إلى محاولة فاشلة أو أكثر في تجربة الانتحار. إن وجود أيٍّ من هذه المؤشرات يستحق الاهتمام من قبل الآخرين كالوالدين أو المقربين، وإن وجود عدد منها يعتبر مؤشرًا واضحًا على أن الشخص في خطر وعلينا إدراكه.
إن بعض الأطفال عدوانيّون نحو ذاتهم ويتعمّدون إيذاء أنفسهم، ويُهدّدون بذلك أو يقومون به فعلا، ومن السلوكات التي يظهرها هؤلاء: الامتناع عن أخذ دواء ضروري كالأنسولين، والقيام بأعمال المخاطرة المبالغ بها كالقفز من مكان مرتفع، أو عبور الطريق وسط سير كثيف أو مسرع، أو تناول السموم. والذين يعانون من اضطرابات انفعالية يؤذون أنفسهم بشكل أكبر وأشدّ قسوة. فلا يجب على الوالدين التهاون بأي من حالات إيذاء النفس لأنها قد تتطور إلى تفكير جديٍّ في الانتحار.
العوامل المسببة للانتحار
هناك مجموعة من العوامل التي قد تؤدي إلى قيام الشخص بالانتحار أو التفكير فيه، ويمكن إجمالها فيما يلي:
1- الأمراض النفسية والعقلية: والتي منها المرض النفسي الناشئ عن خلل عضوي في الدماغ ينشأ غالبا منذ الولادة، كالشلل الجنوني العام، والتخلّف العقلي، والصرع.. ومنها الاضطرابات النفسية والعقلية وهي تنشأ عن خلل وظيفي، وتشمل:
أولًا: الاضطرابات النفسية، والتي تظهر غالبًا عبر سنوات العمر نتيجة التعرض لصدمات ومشاكل ومنها: القلق، وتوهم المرض، والهستيريا، والخواف (الفوبيا)، والوسواس القهري، والاكتئاب.
ثانيًا: الاضطرابات العقلية (الذهنية) وقد تكون وراثية ومنها: الفصام، وذُهان الهوس الاكتئابيّ. وتلعب الأمراض النفسية والاضطرابات النفسية والعقلية دورًا مهمًا في الكثير من حالات الانتحار لدى المراهقين والراشدين، تقريبا 40% من حالات الانتحار المسجلة.
2- اضطراب الشخصية: وهي ليست أمراضًا نفسية أو عضوية.. وإنما سمات متطرفة تجعل تلك الشخصيات مختلفة عن بقية الناس، وهم لا يشعرون بأنهم يعانون من اضطراب، ولهذا يعاني من يعيشون معهم، ويعانون هم أيضًا من أنفسِهم وتصرفاتهم، وهم لا يستجيبون للعلاجات بشكل جيد لأنهم لا يقتنعون بحاجتهم إليها، ومنهم: الشخصية الهستيرية، والشخصية غير الناضجة انفعاليًا، والشخصية العاجزة، والشخصية الانطوائية، والمدمنون على الكحول أو المخدرات.. وكل هؤلاء يفكرون في الانتحار.
3- المشاكل الأسرية واحترام الذات: قد تؤدي الصراعات الأسرية المتكررة أو الشديدة بين أفراد الأسرة وبالأخص الوالدين، وكذلك عيش الطفل أو المراهق مع زوجة أب قاسية او زوج أمّ قاسٍ، أو تعرض الطفل للضرب والإيذاء أو الحرمان العاطفي بشكل متكرر، أو الإهمال للطفل وحاجته النفسية والجسدية، أو تعرّض المراهق للنقد المستمر أو الاستهزاء وعدم احترام ذاته ومشاعره، وتعليم الوالدين المتدني، وحالات الاغتصاب للنساء.. قد تؤدي جميعها إلى الوصول إلى حالة اكتئاب شديدة ومن ثم التفكير في الانتحار والتخلّص من الحياة.
4- المشاكل الاقتصادية: كالفقر، والبطالة وعدم الحصول على المهن اللازمة على الرغم من الشهادات والمؤهلات، أو فقدان المهنة أو المنزل.. وقد بينت الدراسات حول الراشدين في هونج كونج مثلاً أن 55% من حالات الانتحار يقوم بها عاطلون عن العمل. وأعربت منظمة الصحة العالمية عن خشيتها من أن تؤدي الأزمة الاقتصادية العالمية إلى ارتفاع حالات الانتحار خاصة بعد إقدام بعض رجال الأعمال على الانتحار.
5- الفشل: يعد الفشل المالي كالفشل في سداد الالتزامات المالية أو التعرض للخسائر، أو الفشل العاطفي، أو الفشل الدراسي، أو الفشل الاجتماعيّ، أو الفشل المهني كتأمين وظيفة كريمة والمحافظة عليها، أحد الأسباب الرئيسيّة المؤدية للانتحار، وقد أظهرت الدراسات الدولية أن 60 % من حالات الانتحار كانت بسبب الفشل.
6- الشعور بالذنب أو الوحدة: ويُعتبر هذا سببًا رئيسيٍّا في الانتحار وهو الشعور بالذنب والرغبة في عقاب الذات، أو الشعور بالوحدة والاعتقاد بأن العالم لا يفهمه ولا أحد يشعر به، وبسبب عدم القدرة على توجيه العقاب للآخرين فيوجه العقوبة لذاته، وتكثر هذه الحالة عند المراهقين وغير الناضجين فكريًا أو المضطربين نفسيًا.
7- المشاكل الصحية الخطيرة: فالحالة الصحية لها علاقة مباشرة بالاكتئاب والانتحار، فالمرضى المصابون بأمراض مستعصية الشفاء كالإيدز والسرطان، أكثر إقبالا على الانتحار، وتتراوح نسبتهم بين 15- 18% من بين المنتحرين، أما المدمنون على الكحول والمخدرات فتصل نسبة انتحارهم إلى 15% وفق إحصائيات في المجتمع المصري.
8- أسباب بيولوجية: كاختلالات في التوازن الهرموني وخاصة لدى الفتيات أثناء البلوغ، أو فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، أو اضطرابات في الغدة الدرقية أو في سكر الدم، أو عدم التوازن الكيميائي في المرسلات العصبية.. قد تسبب الاكتئاب أو الانتحار.
9- ضعف الوازع الديني: البُعد عن الدين القويم وضعف الإيمان بالله واليوم الآخر، وقلة التوكل على الله، وسوء الظن بالله، وعدم الخوف من الله تعالى.
10- توفّر النماذج وإساءة وسائل الإعلام في التعامل مع القضية: كطرح قصص لشخصيات شهيرة قامت بالانتحار، يشجع بعض من يعانون من المشاكل النفسية والاجتماعية والاقتصادية على الانتحار.
11- سهولة الوصول إلى المواد المميتة: كالأدوية والسموم والقفز من الأماكن المرتفعة..
التقليل من حالات الانتحار
وفقا لمنظمة الصحة العالمية فإنه: «لا يمكن منع جميع أشكال الانتحار، ولكن يمكن منع غالبيتها، باتخاذ بعض التدابير اللازمة». ولعلاج هذه الظاهرة لابد من تحديد السبب المباشر وراء كل حالة على حدة من الأسباب المذكورة أعلاه، لأنّ معرفة السبب هي الخطوة الأولى للحل، كالطبيب لكي يعالج المريض وتقديم العلاج المناسب لابد أن يعرف السبب، والذين يُعين على ذلك هو التقاط الإشارات التي يرسلها الشخص (أعراض الانتحار)، والتي تعتبر ضوءًا أحمرَ يدل على نية الفرد بالانتحار، ويمكن اقتراح ما يلي للتقليل من الحالات:
1- إيلاء الاهتمام الكافي لجميع التهديدات التي يطلقها الفرد والمتعلقة بإيذاء الذات أو نية الانتحار، فالحالات التي تحدث بدون إنذار قليلة، ومتابعة من سبق لهم القيام بمحاولات انتحارية، من خلال إعطائهم العناية النفسية الكافية، والاستماع لمشاكلهم ومعاناتهم، وتقديم الحلول لهم والدعم المعنوي والرعاية والعطف، وخاصة المراهقين والمرضى.
2- الإنصات للأشخاص المقربين والأصدقاء والأبناء ومن يمرون بظروف صعبة، والتواصل العاطفي معهم، وعدم الضغط على الأبناء بخصوص التحصيل الدراسي، وعدم مقارنتهم بآخرين أو انتقادهم المستمر أو إحراجهم والاستهزاء بهم.
3- معالجة الأمراض النفسية والاضطرابات لدى الفرد كالاكتئاب والفُصام والإدمان .. فلا يجب إخفاء أو إهمال ما يَظهر على الفرد من اضطرابات سلوكية غير مألوفة، فيجدر بعائلة المريض التوجه إلى الطبيب النفسي أو الأخصائي لعلاجه وإدخاله المصحة النفسيّة إن لزم الأمر، وعدم الخجل أو انتظار تفاقم الحالة.
4- عمل برامج تأهيلية علاجية تتشارك فيها الأسرة والمدرسة مع المعالِج النفسي، للنهوض بشخصية المصاب والتركيز على الجوانب الإيجابية لديه، ومساعدته على القيام بدوره في المجتمع، ومتابعته وتحسين ما يمكن تحسينه في محيطه الاجتماعي كتقليل الصراعات الأُسريّة.
5- تعاون الجهات المسؤولة للتقييد الصحفي والإعلامي في نشر قصص المنتحرين وطرقهم المستخدمة، وخاصة المشهورين منهم، والتعامل مع قضاياهم بحذر وعدم إثارتها بطرق محفِّزة، فالانفتاح الإعلامي غير المنضبط الذي نعيشه اليوم يدعو ضعاف النفوس أو صغار السن والمرضى النفسيين إلى تقليد الآخرين والتأثر بهم، وقد يعتبرون الانتحار حلا سريعًا لمشكلاتهم .
6- تعريف الفرد عاقبة الانتحار وحكمه في الاسلام، قال ” صلى الله عليه وسلم” : «تداووْا، ولا تداوَوْا بحرام» (رواه أبوداود). فالانتحار دليل ضعف الإيمان، وقلة التوكل على الله تعالى. ولا أفضل من التربية على الإيمان بالله وباليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشره، والخوف من الله تعالى، والالتزام بما أمر، والمداومة على قراءة القرآن فهو مُطهر للنفوس، وأداء الصلاة فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر والبَغي، وذكر الله تعالى: {…ألا بذكر الله تطمئنُّ القلوب} (الرعد:28).
المراجع:
1- سيكولوجية المراهقة، رغدة شريم، دار المسيرة، عمان، الأردن، ط1، 2009.
2- الصحة النفسية والإرشاد النفسي، سيد محمود طواب، مركز الاسكندرية للكتاب، 2008.
3- تقرير منظمة الصحة العالمية حول الانتحار عام2010.