تسعى وزارة البترول والثروة المعدنية، إلى تأسيس أول شركة لتصنيع الفوسفات وتحويله لحمض الفوسفوريك، من خلال تعظيم القيمة المضافة لخام الفوسفات، بدلا من تصدير الفوسفات “مادة خام رخيصة” واستيراده من جديد بأسعار أعلى، وهو ما يتضح من خلال رئاسة وزير البترول للجمعية التأسيسية لشركة الوادى للصناعات الفوسفاتية والأسمدة، أمس الاثنين.
لكن ما هى أهمية المشروع بالنسبة لمصر
تصدر مصر نحو 3.8 مليون طن سنويا من خام الفوسفات -بحسب بيانات العام المالى 2015-2016 – بقيمة لا تتجاوز 200 مليون دولار، وهى القيمة التى تعد زهيدة جدا بالنسبة للاهمية الاستراتيجية لخام الفوسفات، ولهذا جاء التفكير فى إنشاء شركة تقوم بتعظيم القيمة المضافة من الفوسفات المصرى بمحافظة الوادى الجديد، وذلك لتصنيع حامض الفوسفوريك كمرحلة أولى، والأسمدة الفوسفاتية كمرحلة ثانية من المشروع.
وتأتى أهمية هذا المشروع بمثابة إحياء لاستثمارات قديمة، وإعادة الروح لمشروع فوسفات أبوطرطور فوسفات مصر حاليا، واستغلال كل التسهيلات والبنية التحتية الموجودة وهو ما يساهم إيجابيا فى خفض تكلفة المشروع.
وبحسب بيانات صادرة عن البنك الدولى فإن سعر طن الفوسفات عالميا ارتفاع فى شهر فبراير الماضى بنسبة 14.2 % ليصل إلى 360 دولار مقارنة مع مستواه فى نهاية 2016 إذ كان يبلغ 315 دولارا.
500 ألف طن سنويا
تبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروع من حامض الفوسفوريك تصل إلى حوالى 500 ألف طن سنويا، وتبلغ التكلفة الاستثمارية التقديرية للمشروع 900 مليون دولار، ويوفر حوالى 2000 فرصة عمل مباشرة و3000 فرصة غير مباشرة، ويخصص الإنتاج بالكامل للتصدير بما يحقق دخلا سنويا يقدر بـ336 مليون دولار.
وهل إقامة المشروع يعنى إيقاف تصدير الفوسفات؟
بحسب مصدر مطلع بقطاع البترول فإن فلسفة إنشاء شركة الوادى للصناعات الفوسفاتية والأسمدة هى استغلال المادة الخام من الفوسفات متوسط ومنخفض الجودة فى تصنيع حامض الفوسفوريك والأسمدة الفوسفاتية، بالإضافة إلى الاستمرار فى تصدير بكميات قليلة خام الفوسفات المرتفع الجودة، وهو ما يعبر عنه المصدر بقوله “تصدير وتصنيع على التوازى”.
ولماذا لا يوجد شريك أجنبى لضخ استثمارات قوية فى المشروع؟
تقوم شركة الوادى للصناعات الفوسفاتية والأسمدة، برأس مال مصر خالص، حيث تساهم فى الشركة الجديدة كلا من شركة فوسفات مصر بنسبة 25%، وبنك الاستثمار القومى بنسبة 10%، وشركة أبوقير للأسمدة والصناعات الكيماوية بنسبة 10%، وشركة غاز الشرق بنسبة 10%، وشركة بتروجت بنسبة 10%، وشركة إنبى بنسبة 10%، وشركة الأهلى كابيتال القابضة بنسبة 20%، والهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية بنسبة 5%..
وتستعد وزارة البترول وهيئة الثروة المعدنية خلال الأسابيع القليلة المقبلة لإعلان عن نتائج مناقصة لاختيار أفضل العروض المقدمة من شركات إسبانية، وأمريكية وصينية، وبلجيكية، لبناء المصنع.
وكشف المصدر أن الوزارة أعلنت عن الجمعية التأسيسية للشركة الجديدة بعد انتهائها من فحص وتقييم جميع الدراسات الخاصة بالمشروع، والتى استمر إعدادها نحو عامين ونصف العام تقريبا.
ومتى سيبدأ الإنتاج بالشركة الجديدة؟
بحسب المصدر فإن تنفيذ وتصميم وإنشاء المصنع يستغرق فترة لن تقل عن عامين ونصف العام، قائلا سنكون فى بداية عام 2019 بدأنا الإنتاج من الشركة الجديدة.
ويدخل الفوسفات فى صناعات مهمة منها صناعة الأسمدة الزراعية مثل سماد السوبر و صناعة المنظفات بإضافة إلى بعض الصناعات البتروكيميائية، وتعد اليابان من الدول الكبار المستوردة للفوسفات.
كان وزير الصناعة الصناعة و التجارة، منير فخرى عبد النور قال: إن مصر تعانى من خسارة فادحة نتيجة تصديره لفوسفات الخام بدون تصنيع و يجب الاستفادة منها فى صناعة الأسمدة.
ويصل حجم الاحتياطى المصرى إلى 3 مليارات طن، وتحتل مصر المرتبة السادسة بين دول العالم فى إنتاج الفوسفات، ويأتى فى صدارة الدول الصين، تليها المغرب، ثم تأتى الولايات المتحدة الأمريكية فى المرتبة الثالثة، ثم روسيا، ويأتى خلفها البرازيل.