تنمية بشرية

البطة تشكو والنسر يحلق فوق الجميع !!

البطة تشكو والنسر يحلق فوق الجميع !!

كنت في خط الانتظار لركوب سيارة من المطار إلى الفندق .

فكان نصيبي سيارة في غاية النظافة ، يلبس سائقُها ملابسَ غاية في الأناقة .

نزل السائق من السيارة وفتح لي الباب الخلفي للجلوس ، وقال :

” اسمي أحمد ، وأنا سائقك هذا الصباح ،

ريثما أضع حقائبك في صندوق السيارة تستطيع أن تقرأ واجباتي المدونة في هذه البطاقة .”

قرأت في البطاقة : ” أسعد الله أوقاتك : مهمتي أن أوصلك إلى هدفك : بأسرع طريقة ، وأكثرها أماناً ، وأقلها كلفة ، وبجو ودي مريح .”
جلس أحمد خلف عجلة القيادة بهدوء ، وقبل أن يتحرك بالسيارة نظر إليّ في المرآة

وقال : هل ترغب في فنجان قهوة ، لدي ثيرموس لقهوة عادية وآخر لقهوة بدون كافين!

فقلت مازحاً : شكراً أنا أفضل المشروبات الباردة .

فقال : مرحباً لدي مياه غازية عادية ، وأخرى بدون سكر ، وعصير برتقال ،

فقلت أفضل عصير البرتقال ، فناولني كأس العصير .

ثم قال : بسم الله ، وبدأ المسير .

وبعد دقيقة ، ناولني بطاقة عليها قائمة المحطات الإذاعية

وقال تستطيع أن تختار ماتريد أن تسمعه من الأخبار أو الموسيقى ، أو الدردشة حول ما تراه في الطريق ، أو عما يمكنك أن تزوره في المدينة ، أو أتركك مع أفكارك ، فاخترت الدردشة .

وبعد دقيقتين ، سألني عما إذا كانت درجة التبريد في السيارة مناسبة ، ثم قال إن لدينا حوالي أربعين دقيقة ، فإن شئت القراءة فلدي جريدة هذا الصباح ومجلتا هذا الأسبوع .

قلت له يا سيد أحمد : هل تخدم جميع الزبائن بهذه الطريقة دائماً؟!
فقال للأسف بدأت هذه الطريقة قبل سنتين فقط. وكنت قبلها مثل سائر السائقين لمدة خمس سنوات .

معظم السائقين سياراتهم غير نظيفة ومنظرهم غير أنيق ، ويصرفون كل وقتهم بالشكوى والتشاؤم وندب الحظ .

وجاء التغيير الذي قمت به عندما سمعت عن فكرة أعجبتني أسمها : ” قوة الاختيار”

وتقول : ” بإمكانك أن تختار أن تكون بطة أو نسراً

البطة تشكو بؤسها ، والنسر يرفوف مبتهجاً ، ويحلق عالياً .”

فقررت أن أمارس التغيير شيئاً فشيئاً حتى وصلت إلى ما ترى.

أشعر بالسعادة ، وأنشر السعادة على الزبائن ، وتضاعف دخلي في السنة الأولى ، ويبشر دخلي هذا العام بأربعة أضعاف . والزبائن يتصلون بي لمواعيدهم ، أو يتركون لي رسالة على الهاتف ، وأنا أستجيب .

 

إنها فكرة عظيمة : توقف عن أن تكون بطة تندب حظها وتكثر الشكوى ، وابدأ مسيرك لتكون نسراً سعيداً تحلق فوق الجميع ، لن تحقق ذلك مرة واحدة ، أبدأ الخطوة الأولى ، ثم واصل المسير ، خطوة خطوة ، ولو خطوة واحدة كل أسبوع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى