يقول علماء النفس إن الحزن لا ينبغي أن يقلقنا بشكل مفرط. فمن الطبيعي أن يشعر الإنسان بالحزن عندما يفقد أحد أفراد أسرته، أو عندما يضطر لمغادرة بيته نهائيا.
فالحزن مؤشر لوجود شيء عزيز علينا رحل عنا أو تغير. لكن مع مرور الوقت، يختفي هذا الحزن.
كثيرا ما نخلط بين هاتين الحالتين، الأمر الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تفسيرات سيئة تؤدي إلى سوء فهم خطير أحيانا.
1 – الاكتئاب هو اضطراب نفسي.
يقول علماء النفس إن الفرق الرئيس بين الحزن والاكتئاب هو أن الاكتئاب اضطراب نفسي في حين أن الحزن هو ببساطة انفعال يُحدِثه وضعٌ يجعلنا نتألم.
الاكتئاب يتضمن الحزنَ أيضا
من البديهي أن الاكتئاب يتضمن الحزنَ بين العديد من أعراضه، لكنه يحمل أعراضا أخرى كثيرة: اللامبالاة، والقلق، والحصر النفسي، ومشاعر اليأس.
الحزن حالة ظرفية تختفي عاجلا أم آجلا
لكن الاكتئاب يستمر لفترة أطول، لأنه يؤدي إلى حالة مزمنة تغلق على الشخص في مناخ عام من الضيق النفسي.
ويقول خبراء علم النفس إن الشخص لا يمكن أن يكون تشخيصه اكتئابًا إلا إذا استمرت الأعراض هذه لمدة 6 أشهر على الأقل.
2 – الحزن حالة نفسية مؤقتة
ويقول الأخصائيون إن الحزن حالة عابرة، رغم أنه من البديهي أن تستغرق في بعض الأحيان وقتا طويلا.
على عكس الاكتئاب فهو رد فعل نفسي عادي وطبيعي لا يشير إلى أي اضطراب عقلي.
فالحال ببساطة، أنه أمام ظروف صعبة، أو بمواجهة جروح نفسية تَسبّب فيها شخص معين قد يطفو هذا الانفعال من دون التمكن من تجنبه.
الحزن يختفي مع مرور الوقت.
3 – اللامبالاة والاكتئاب.
اللامبالاة (الفتور النفسي) هي عدم وجود طاقة وإرادة للقيام بعمل ما.
وهذا الشعور يصيب الأشخاص المكتئبين الذين يشعرون بعدم الرغبة في أداء مهامهم اليومية.
على سبيل المثال، هناك حالة الشخص المكتئب الذي لا يرغب في الذهاب إلى عمله فقط لأنه يشعر بعدم القدرة على مغادرة سريره عند الاستيقاظ صباحا.
الحزين لا شهية لديه للعمل .
هذا الشعور لا يحدث عندما يكون الشخص حزينا. فالحزين حتى عندما يشعر بهذا الانفعال يستطيع الاستمرار في أداء واجباته العادية، على الرغم من أنه سيؤدي هذا الواجب دون شهية وبروح معنوية هابطة.
4 – إذا ذهب الحزن بعيدا جدا …
من البديهي أن شيئا قد يجر إلى شيء آخر، إذا ظل الشخص حزينا لفترات طويلة.
فقد تؤدي هذه الحالة في نهاية المطاف إلى الاكتئاب.
الشخص الحزين يبكي، ولديه الانطباع بأنه بلا جدوى، وأن العالم أصبح رماديا، وأنه لم يعد يملك أي أمل.
من الحزن إلى الاكتئاب.
إذا استمر الحزن مع مرور الوقت، فقد يؤدي ذلك إلى حالة من الاكتئاب العميق.
فائدة الانتظار
لهذا السبب يفضل علماء النفس الانتظار بعض الوقت قبل التأكيد أن الشخص يعاني من الاكتئاب.
فمن الطبيعي أن يشعر الإنسان بالحزن يوما، أم يومين وحتى أسبوعا. ولكن، أن يظل الشخص حزينا لمدة شهرين فالأمر ليس طيبا لأي كان.
اختلافات واضحة
يتضح من هذه المقارنة أن الاختلافات واضحة جدا بين الحزن والاكتئاب، حتى لو كان أحدهما من أعراض الثاني.
الحزن لا يحتاج إلى علاج نفسي
وينصح علماء النفس أنه يجب علينا أن نعرف إذا كان الحزن لا يتطلب علاجا نفسيا فإن الاكتئاب يجب أن يعالج بالطرق النفسية المناسبة.
في سياق الحزن، قد يكون الدعم من الأقارب، وتغيير الجو كافيا لمعالجة الحالة.
أما في الاكتئاب فإن الأمور تدور بشكل مختلف تماما