مال واقتصاد

المصرفيون: البنوك في انتظار تمويل المشروعات الجادة التعامل في أذون وسندات الخزانة ليس الهدف الوحيد خطط الدولة الحالية مشجعة وأستحداث منافذ جديدة

أكد رؤساء البنوك استحداث منافذ تموينية جديدة لتمويل المشروعات لتوظيف السيولة المتراكمة داخل البنوك وقالوا ان المستخدم حاليا لا يتعدي 40% من اجمالي الودائع المتراكمة في الجهاز المصرفي والتي تتعدي 1300 مليار جنيه واشار إلي أن تمويل أذون وسندات الخزانة المصرية ليس غاية للبنوك لأنه بحجم ما يتم تحقيقه من عوائد فإن الضرائب عليها كبيرة وتلتهم نسبة كبيرة منها.

يقول هشام عكاشة رئيس مجلس ادارة البنك الأهلي المصري ان الودائع في بنكه تعدت 400 مليار جنيه وتكلفة الودائع مرتفعة ولابد من حسن توظيفها لتحقيق عوائد لأصحاب المدخرات وللبنك مشيرا إلي أن المرحلة المقبلة سوف تشهد انفراجة في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتجزئة المصرفية كاشفا عن خطط البنك الأهلي للتوسع في هذا المجال.
وارجع عكاشة اسباب انخفاض الاقراض للمشروعات خلال السنوات الثلاثة الماضية للظروف السياسية والاقتصادية التي صاحبت ثورة يناير والانكماش الاقتصادي الذي قلل الطلب علي الاقراض.. وقال: ان المرحلة القادمة وبعد الاعلان عن خطط الحكومة في تنمية محور قناة السويس وإنشاء شبكة طرق جديدة بالاضافة إلي الاعلان عن انشاء تجمعات جديدة في العلمين وغيرها سوف يفتح المجال أمام النشاط الاقتصادي والعمراني ولن تكون البنوك بعيدة عن التعاطي مع هذه التوجهات بتوفير الاقراض والمساندة لخطط التنمية المقترحة.
واشار عكاشة إلي أن البنوك ساندت الدولة بتمويل أذون وسندات الخزانة خلال الفترة الماضية وهذا دور قومي للبنوك واضاف انه بالرغم من عوائد النشاط التي تخطت 7 مليارات جنيه حققها البنك الأهلي من تمويل هذا النشاط العام الماضي الا ان الضرائب عليها مرتفعة ودفع البنك ما يزيد علي 5.3 مليار عن هذه العوائد إما في اقراض المشروعات فالأمر يختلف كثيرا لأن تمويلها يحافظ علي معدلات نمو جيدة وفرص تشغيل مناسبة بجانب ربحية مقبولة للبنوك.
وتظهر أزمة السيولة عندما عرض 26 بنكا منتصف الاسبوع قبل الماضي حوالي 120 مليار جنيه في ودائع البنك المركزي لاجل اسبوع والتي يمنح عليها المركزي عائد 75.9% وفي المقابل قبل المركزي 60 مليارا من البنوك فقط بنسبة تخصيص 27.50% وكانت هذه النسبة هي الأقل والتي قبلها المركزي منذ تفعيل العمل بهذه الآلية في نهاية .2013
واشار منير الزاهد رئيس بنك القاهرة إلي أن البنوك في انتظار المشروعات الجادة لتمويلها مثل تنمية محور قناة السويس وقال ان معدلات السيولة داخل الجهاز المصرفي تخطت حاجز 700 مليار جنيه وقال ان بنك القاهرة يتوسع في تمويل المشروعات الصغيرة لافتا النظر عن تخصيص 2.1 مليار جنيه خلال العام الحالي لتمويل اصحاب هذه المشروعات واضاف ان البنك قدم 1.7 مليار جنيه لتمويل 2.1 مليون قرض متناهي الصغر مشيرا إلي أن البنك بدأ في تمويل هذا النشاط بإنشاء 10 فروع في منطقة الوجه القبلي وزادت علي مدار الأعوام التالية لتصل إلي 117 فرعا ووحدة تمويل في 26 محافظة.
أوضح الزاهد ان الهدف من تمويل هذه المشروعات الوصول إلي أكبر قاعدة من العملاء وتشجيع الحرف المتنوعة لافتا إلي أن المستفيدين من القروض متناهية الصغر بلغ 415 ألف عميل منهم أكثر من 100 ألف امرأة واشار إلي أن البنك يمنح تمويلا يبدأ من 1000 جنيه إلي 75 ألف جنيه يتم سدادها علي فترات تمتد حتي 36 شهرا بأقساط ثابتة وبدون ضمانات عينية مؤكدا ان هذا البرنامج وفر اكثر من 500 ألف فرصة عمل ودفع عجلة الإنتاج مما كان له بالغ الاثر في نمو الاقتصاد القومي.
وعن مشكلة المصانع المتعثرة وعدم دخول البنوك لتعويمها لتعود للإنتاج مرة أخري قال السيد القصير رئيس بنك التنمية ان مشكلة المصانع المتوقفة علي العمل ليس بسبب السيولة فقط فهذه المصانع تعاني من مشكلات مع التأمينات والضرائب والمحليات وغير ذلك من المشكلات.. قال البنوك مستعدة لتعويم هذه المشروعات بعد دراسة أوضاعها وأسباب الاخفاق ووضع خطط للهيكلة والتطوير والمنافسة وأضاف: يجب علي جميع الجهات الادارية ان تتوقف عن اتخاذ الاجراءات ضد هذه المشروعات مشيرا إلي أن في حالة ضخ أموال من البنوك في هذه المشروعات نكتشف ان التأمينات علي سبيل المثال حجزت عليها ففي هذه الحالة لا جدوي من ضخ الأموال مادامت لا تحقق الهدف من ضخها.
وأكد شريف علوي نائب رئيس البنك الأهلي ان البنك بصدد اعادة هيكلة الاقراض بحيث يتم توجيه جزء أكبر للمشروعات الصغيرة والتجزئة المصرفية وقال ان 20% من المشروعات تستحوذ علي 80% من قيمة الاقراض وعدد الشركات الكبيرة ثابت والبنوك تسعي إليها والآن وضع البنك الأهلي خططاً لزيادة نسبة اصحاب المشروعات الصغيرة المستفيدة من برنامج التمويل موضحا ان 80% من اصحاب هذه المشروعات يحصلون علي 20% من قيمة الاقراض واشار إلي أن البنك سيقدم 62 شركة تحصل علي تسهيلات بقيمة 900 مليون جنيه استفدت من برنامج التمويل وانتقلت من الشركات الصغيرة إلي الشركات الكبري.. موضحا ان البنك انشأ وحدة للدعم الفني لتقديم المشورة لاصحاب المشروعات لتحقيق الاستدامة والتواجد وقال علوي: ان تمويل مثل هذه المشروعات يحقق للبنوك الاستدامة المصرفية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى