البورصة خارج نطاق الأحداث الهامة.. فلم تعد تتأثر بالأخبار السعيدة كما كان يحدث في الماضي.. فعلي الرغم من الزيارة الناجحة للرئيس عبدالفتاح السيسي لألمانيا.. لم تتحرك المؤشرات للصعود تأثراً بنجاح هذه الزيارة تراجعت جميع المؤشرات خلال حركة تعاملات الخميس. الخبراء حاولوا تفسير هذه الظاهرة الغريبة والعجيبة.. واعترفوا بأن المضاربات هي التي تحكم المقصورة الآن بعيداً عن كل قواعد العمل بالبورصة وأشاروا إلي ان المستثمرين يعملون الآن علي توفير السيولة استعداداً لطرح 600 مليون سهم من أسهم شركة أعمار العقارية قبل نهاية هذا الشهر. خارج الأحداث ياسر سعد طلبة رئيس شركة الأقصر للأوراق المالية يعترف: بأن البورصة لم تعد تتأثر بالزخبار السعيدة.. فعلي الرغم من نجاح زيارة الرئيس السيسي لألمانيا إلا أن هذا الحدث القوي.. لم تهتز له المؤشرات خلال جلسة الخميس وهي آخر جلسة لتعاملات الاسبوع وشهدت هذه الجلسة هبوط المؤشر وتراجع المؤشر الرئيسي ايجي أكس 30 بواقع 40.1% ومؤشر 70 بمقدار 0.84% ومؤشر 100 بنحو 0.71% وخسر رأس المال السوقي للأسهم المقيدة داخل المقصورة حوالي 2.2 مليار جنيه في حين بلغت خسائر البورصة علي مدار الأسبوع نحو 1.3 مليار جنيه. واعترف طلبة أيضاً أن حالة المضاربات هي التي تسيطر علي المقصورة مشيراً إلي ان المؤسسات وصناديق الاستثمار تحولوا من مستثمر وصانع للسوق وقت الأزمات الي مضاربين يبيعون الأسهم بكميات كبيرة جداً وقت الصعود المفاجيء ثم يشترون وقت الهبوط. قال: ان تطبيق آلية شراء الأسهم وبيعها في الثاني والتي ستطبق ابتداء من يوم الخميس القادم ستساعد في عمليات دوران رأس المال بعد ان كان المستثمر ينتظر يومين لكي يبيع ما اشتراه في الجلسة. أحمد ابراهيم الخبير في البورصة يقول: ان المستثمرين سحبوا جزءاً من استثماراتهم لتوفير السيولة استعداداً لطرح حوالي 600 مليون سهم من أسهم شركة أعمار العقارية قبل نهاية هذا الشهر في شكل طرح خاص يمثل 85% من قيمة ال 60 مليون سهم والباقي للطرح العام. أضاف ابرهيم: ان طرح المنتجات الجديدة من الشركات العملاقة خطوة جيدة جداً لانعاش البورصة لأننا بنضخ دماء جديدة في شرايين حركة التعاملات. قال: ان اللامنطقية هي التي تسود البورصة الآن فنجد المؤشرات ترتفع في ظل أحداث مؤسفة أو ارهابية والعكس صحيح وهذا الكلام غير موجود في أي بورصة في العالم. أضاف: هناك حركة تبادل للكراسي الموسيقية بين المستثمرين المصريين والعرب والأجانب باتجاهات البيع والشراء وهذا طبيعي في ظل تذبذب المقصورة. تباين في الأداء قال اسلام عبدالعاطي “الخبير المالي” ان السوق المصري شهد أداءاً متبايناً خلال مجمل جلسات الاسبوع. حيث يظل الموشر الرئيسي عند مستوياته تقريباً التي أنهي بها جلسات الأسبوعين الماضيين ويستقر المؤشر EGX30 حول مستوي 8991 نقطة. وذلك بمعدل تغير يقارب الصفر. وذلك بعد الأداء المبهر الذي حققه السوق خلال جلستي ما بعد الاعلان عن تأجيل الضريبة علي الأرباح الرأسمالية المحققة بالبورصة وذلك خلال الأسبوع قبل قبل الماضي. وأشارإلي المؤشر الرئيسي ارتفع لأكثر من 5.6% خلال جلسة واحدة. ومنذ ذلك الحين مازال السوق في اطار عرضي من الأداء. حيث يسيطر عليه المضاربون قصيري الأجل في استثماراتهم.. وأضاف انه حتي الآن فالاستقرار المطلوب لن يكون خلال هذه المرحلة. حيث تسيطر موجات من جني الأرباح علي السوق بمجرد مشاهدة بعض الارتفاعات. وذلك بفعل الاسهم التي تم شراؤها بأسعار متدنية للغاية. فتكون فرصا جيدة لجني الأرباح خلال هذه الارتفاعات وبالتالي تصبح المحصلة صفرا وتشهد بعض الجلسات ارتفاعات ثم تأتي مباشرة عمليات جني الأرباح لتمحو هذه الارتفاعات. مما يحدث شد وجذب فيما بين قوي الطلب والعرض حيث يغيب عن المستثمرين ثقافة الاستثمار. وتحل محلها ظاهرة المضاربات البحتة والتي تشكل خطرا علي السوق. ونتيجة لذلك ما نشهده حاليا من تذبذبات عنيفة سواء في الانخفاض أو في الارتفاع. يستغلها البعض في تحقيق أرباح قصيرة الأجل دون مراعاة للاثار السلبية علي باقي السوق وعلي مستقبل سوق المال بشكل عام. أضاف انه من الملاحظ ان السوق مازال يدور في دوائر مفرغة لنفس المستويات السعرية دون نمو ملحوظ وذلك بفعل التوقف الملحوظ في عجلة الاقتصاد المصري وحيث لا جديد علي الساحة يمكن ان يدعم من الأداء العام للسوق. سواء علي صعيد الشركات المدرجة والمشكلة للسوق أو علي صعيد الاقتصاد الكلي. والذي مازال في أمس الحاجة الي التكاتف من قبل جميع طوائف الشعب المصري لتحسين هذا الاقتصاد المتداعي.