تحكي أسطورة هندية قديمة أن رجلا طيبا وجد بيضة نسر في الخلاء، و قد سقطت بعيدا عن عشها الأصلي فأخذها و وضعها في عش إحدى دجاجات مزرعته فمرت الأيام و فقس البيض فرأى النسر الصغير النور وسط مجموعة من
كتاكيت المزرعة فعاش بينهم و كبر وسطهم. مكث النسر وسط الدجاج، طيلة حياته، يبحث عن الديدان في التراب نهارا و يأوي إلى الخم ليلا، حتى الأصوات التي صار يصدرها لا تختلف كثيرا عن قوقأة الدجاج، و عندما كان يحاول الطيران، لا يطير أبعد من بعض أمتار مثله مثل أي دجاجة في المزرعة. وبعد سنين كبر النسر الصغير. وفي أحد الأيام و هو ينبش التراب برجله في ساحة المزرعة رأى طائرا جميلا يحلق بطريقة رائعة في السماء، يرتفع و ينخفض في الأجواء بمهارة عالية، فتساءل النسر: ” يا له من طائر فخم و ساطع ليتني أستطيع التحليق مثله”. لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج، إنه النسر ملك الطيور، قوقأت دجاجة كانت بجانبه: ” أما أنت فلا تعدو كونك دجاجة مزرعة فلا تحلم كثيرا فلن تكون يوما نسرا مثله”.
> هكذا توقف حلم نسرنا عن التحليق في الأعلى و قضى حياته و هو يعتقد أنه دجاجة مزرعة و مات دون أن يحقق حلمه، بل مات تماما كما يموت الدجاج. فهل تعرف أنت نفسك من تكون، قد تكون نسرا يعيش وسط الدجاج. إنك إن ركنت إلى واقعك السلبي تصبح أسيراً لما تؤمن به. فإذا كنت نسراً وتحلم لكي تحلق عالياً في سماء النجاح، فتابع أحلامك ولا تستمع لقوقآت الدجاج المحبطة فما أكثرها في واقعنا.. وما أكثر الدجاج الذي يقوقئ بالليل والنهار همه إحباط العزائم وقتل الرغبات والمواهب.لذا، حاول وحاول فما الفشل إلا مرحلة من عمر النجاح. . فإن توقعت النجاح مع الإصرار تنجح وإن توقعت الفشل تفشل. خطط لحياتك، وارسم أهدافك وسر نحوها بخطى حثيثة ولا تلتفت وراءك ودع الدجاج يلهو في التراب باحثا عن الديدان. فأجدادك عمالقة صنعوا حضارة من أعظم الحضارات.. فأنت ابن الكثير من العظماء الذين صنعوا التاريخ وأصروا على النجاح فنجحوا..فبإمكانك المضي على خطاهم فأنت تملك عرقا من عروقهم.