أول خطوة على طريق تأسيس شركة ناشئة ناجحة يحقق فيها عنصرى البقاء والنموّ فى عالم الأعمال، هي اختيار الفكرة الملائمة التي تستهوي رائد الأعمال المبتدأ..
وإليك أولاً مجموعة من العناصر الأساسية التى يجب أن تتأكد من توفرها فى الفكرة، قبل الأنطلاق بها نحو أى خطوة على طريق التنفيذ..
أولاً.. على الفكرة الجيدة أن تأتي لتلبي إحتياجات ومتطلبات المستفيدين منها، والذين إما أن يكونوا من الأفراد أو الشركات، فعليك أن تعرف الجهة المستهدفة من فكرتك، وذلك بتحديد وجهتها القائمة على نظرة شمولية لوضع السوق الحالي واحتياجاته.
ثانياً.. يجب أن يكون حجم السوق كافياً لتلبية رؤية وطموح الشركة الناشئة، فقد يكون هناك فجوة في السوق، ولكن هل يوجد سوق في هذه الفجوة؟، بمعنى آخر، هل هناك فرصة لنمو هذه الشركة وتوسعتها؟، وما مقدار هذا النمو؟، وكم سيستمر؟.
ثالثاً.. على رائد الأعمال معرفة ما أذا كان بإمكانه تنفيذ هذه الفكرة وحده، أو أنه بحاجة لتكوين فريق عمل.
رابعًا.. على رائد الأعمال أن يعي قدرة فكرته على مواكبة التطوّر والنموّ بعد فترة من الزمن.. (وهذه الجزئية هى ما سوف نتحدث عنها اليوم بمزيد من التوضيح).
حنسًا لديك فكرة لبدء شركة ناشئة مستقبلية خاص بك؟، متحمس كثيراً، أليس كذلك ؟. عليك بقراءة هذا المقال أولاً.. هل تمتلك ما يتطلبه بدء تأسيس شركة ناشئة؟.. اختبر نفسك
إن وجود فكرة شركة ناشئة لديك هو أمر جيد، ولكن من المهم للغاية أن تعزز فكرة شركتك المستقبلية، الذى تنتوى تأسيسه، عن طريق تحسين وتطوير الفكرة عبر أختبارها قدر الإمكان، فبقدر ما يكون الحماس دافعًا لك، يكون من المجدى دائمًا أن تاخذ وقتًا كافيًا لأختبار الفكرة قبل أن تقرر الإلتزام الكامل بتنفيذها، فيجب عليك أيضاً أن تناقش الفكرة، وتتمتع بالمرونة الكافية؛ حتى تحصل على المزيد من الأفكار، التى تستطيع أن تواجه السوق والمنافسين بها.
والآن حان الوقت لكى أعرض عليك عشرة أساليب تمكنك من تحسن وتطور فكرة شركتك الناشئة المستقبلية، وهى كالتالى..
1- الحديث مع الأصدقاء والأقارب والأشخاص المحيطين بك
لا تنفرد برأيك تجاه فكرة شركتك المستقبلية، بل قم باستشارة الأهل والأصدقاء والخبراء في القرارات التي تنوى اتخاذها فى هذا الصدد؛ لأن ذلك سوف يساعدك جداً في اتخاذ قرارات إستثمارية صائبة، حيث أن الرؤية المخلصة من قريب أو صديق أو شخص موثوق به قد تجنبك أهدار الجهد والمال.
أن الحديث مع العائلة والأصدقاء والأقارب يزودك بمعلومات عن الفرص المتاحة من خلال أعمالهم وإيضًا عن الإحتياجات المطلوب إشباعها فى المناطق التى يسكنون فيها، ولهذا أطلب من أصدقائك ومعارفك تحرى الصدق والأمانة والوضوح التام، وأشرح لهم السبب، ودعهم يطرحون الأسئلة، ولا تحاول الدفاع كثيرًا عن فكرتك، اتركهم يقدمون تعليقاتهم واقتراحاتهم، وحاول أن تستفيد اكبر فائدة ممكنة منها، سجل آراءهم لكي تقوم بدراستها فيما بعد، وأحتفظ بهذه الملحوظات في كراسة واحدة، واقرأها مراراً وتكراراً.
5 قواعد للحصول على أفضل طريقة عرض لمشروعك
2- الحديث مع عملائك المحتملين
يعتبر عرض النماذج والأنماط الأولية على عملائك المحتملين من أفضل الوسائل لأشراكهم في تطوير وتحسين فكرة شركتك المستقبلية، حتى وإن كنت قد توصلت إلى فكرتك الجديدة، لا تغفل أبدًا عن الحصول على التوجيه بسؤال المستخدمين المُنتظرين لمنتجاتك.
حيث يستطيع عملائك المُستهدفين أن يزودوك بمقترحات لتعزيز الفكرة التي تبحث عنها دون عناء البحث، هذا في حال لم تستطع التوصل وحدك الى تلك المشكلة التي تُؤرق عملائك، لتقوم بتقديم حل لها في منتجات وخدمات شركتك المستقبلية..
فيمكنك أن تسألهم بطريقة مباشرة عن أهم ما يبحثون عنه، وعن ذلك الأمر الذي سيغير حياتهم نحو الأفضل، وقم بعرض البدائل على عملائك، وأجعلهم يعربوا عن الأسباب وراء تفضيلهم شيئًا دون أخر.. لاحظ إن ذلك الفعل قد يحقق لك ذلك بعض طلبات الشراء المبكرة.
3- الإحصاءات العشوائية
تعد مقابلة العامة في الشارع، وسؤالهم عن أرائهم طريقة رائعة لأختبار فكرة المستهلك والعميل المحتمل لك.. بالطبع يتعين عليك الأستئذان أولًا، قبل أن تفعل هذا في سوق تجاري خاص. وبوجه عام، يسعد الناس أن يتوقفوا للأعراب عن أرائهم.
4- القراءة والبحث في مصادر المعلومات
حاول أيضاً أن تقرأ المقالات المتعلقة بفكرة شركتك الناشئة، وأبحث في مصادر المعلومات المختلفة لدى غرف التجارة والصناعة ومراكز البحث وجمعيات الأعمال والإحصاءات الرسمية والتقارير والدراسات، وغيرها عن أي شيء له علاقة بموضوع فكرة شركتك.
5- استخدم محركات البحث في شبكة الإنترنت
أصبحت شبكة الإنترنت أداة هامة للغاية للبحث عن جميع أنواع المعلومات؛ لذلك أستعن بها للبحث عن مؤسسات تجارية ذات نشاط مماثل لنشاط شركتك المستقبلى، مما يمكنك من فحصه ودراسته، إذ يمكنك البحث عن غالب ما يتصل بفكرة شركتك، عن طريق كتابة الكلمات الأساسية المتصلة بها في المكان المخصص لذلك.
كما أنه ليس هناك مجال لطرح الكثير من الأفكار الجديدة، فالأرجح أن فكرتك قد طرحت من قبل في مكان أخر، فأبحث عن المنتديات المتخصصة المناسبة على شبكة الانترنت، كما أن على الأرجح أن بعض الإكاديميين في مكان ما يتناولون مجال شركتك بالبحث، لذا عليك بالولوج إلى منتديات الإكاديميين على الإنترنت للاطلاع على ما يتوصلون اليه من أراء في هذا المجال.
لا تقلق من إضاعتك الكثير من الوقت في تصفح الإنترنت، فعندما تنطلق شركتك الى أرض الواقع، ربما لن تجد الوقت الكافي للقيام بهذا الأمر.
6- دراسة المشاريع المشابهة وقابل أصحاب المشاريع الناجحين
راقب المشاريع والشركات المشابهة، وحاول معرفة أساليب عملها والتكنولوجيا المستخدمة فيها وعدد العاملين والعملاء وساعات العمل والموردين، إلى غير ذلك من المعلومات، وستمكنك هذه المعلومات من فحص فكرة شركتك وتقويتها.
7- اسال وكالات الدعاية والإعلان
تقضى وكالات الدعاية والإعلان وقتها بأكمله في البحث عن أفكار لتسويق الأشياء الجديدة . قم بدعوة ثلاث من تلك الوكالات؛ لتعمل على الترويج لشركتك المستقبلية. فلا شك أن أسئلتها وتعليقاتها وأفكارها سوف تسهم في بلورة تفكيرك نحو فكرة شركتك المستقبلية؛ فإذا وجدت لدى البعض منها أفكارًا إبداعية، تعاقد على خدماته على الفور.
8- استعن بمجموعات الدراسة والتقييم
بامكان جماعات الدراسة والتقييم المتيسرة أن تشجع الناس على التفكير في شركتك ومناقشة فكرتك؛ فهذه المجموعات تبحث حرفيًا عن الإجابات التي تسعى أنت للحصول عليها، كما توجد لدى بعضن الباحثين غرف خاصة..
حيث يمكن تسجيل هذه الإجتماعات من اجل نسخها أو تحليلها فيما بعد، هذه المجموعات متوافرة في مساحات العمل المشتركة لرواد الأعمال، وحاضنات الأعمال.
9- أسع لنشر فكرتك في مقال صحفي
قد تستحق فكرتك الجديدة أن تنشر؛ لذلك اطلب من محررى الصحف التي يهتم عملاؤك بقراءتها أن يعرضوا ملامح من شركتك، وسوف يؤدى عرض التصور الخاص بك إلى تحفيز التعليقات حوله، بل وربما بعض الاستفسارات كذلك؛ حيث لا تقل ردود افعال المحررين اهمية عن تلك الخاصة بالقراءة.
10- نفذ فكرتك بغض النظر عن النتائج
أحيانًا ما يصدق أحساسك الغريزى رغم اختلافه عن نتائج أختبارات السوق؛ فإذا كان قرارك هو أن تنفذ فكرتك فحسب، فأحرص على أن تكون المجازفات المتوقعة في حدها الأدنى. وإليك بعض الأسئلة التي يجب الأجابة عنها عند إتخاذك قرار تنفيذ فكرة شركتك المستقبلية:-
- كم تبلغ تكلفة عملية تنفيذ هذه الفكرة؟.
- ما حجم السوق المحتمل؟.
- ما المحفزات الخارجية التي تدفعنى إلى الاعتقاد بان هذا هو التوقيت المناسب؟.
- كيف سأتمكن من تمويل الفكرة؟.
- ما المنتج الذي ستكون فكرتى بديلًا له؟.
- ما القدر الذي يتعين علي تحقيقه / توفيره للوصول إلى تغطية التكلفة دون خسائر؟.
- هل سيكرر المستهلك شراءه للمنتج؟.
- من سيقبل على شراء هذا الشروع بعد الأنتهاء من تأسيسه؟.
- ما الذي احاول اثباته من خلال تطويرهذا المشروع؟.
- هل يمكن تنفيذ الفكرة بصورة أبسط؟.
وفى النهاية.. لنفترض أنك قد قمت بإنشاء شركتك الناشئة، وقد حقق نجاحًا ملحوظاً في بداياته، لا يجعلك هذا تظن أن أمور التجارة تظل ثابتة طوال الوقت، و لابد أن يكون شغلك الشاغل هو التطوير والتحديث، لأن السوق يظهر به بضائع جديدة و منافسين جدد طوال الوقت..
والكل يحمل أحلاماً مثلك تماماً و يريد أن يحققها، و المنتصر في النهاية هو من يطور و يجدد، وليس من يسعد بالأرباح، ولا يريد أن يبذل جزء منها في تحقيق التميز اللازم؛ للإستمرار في المحافظة على النجاح.