تنمية بشرية

حياتنا ” مونديال ” … بقلمي …

وأنا أتتبع مجريات مباريات المونديال… أخذتني لحظة تأمل في حال هذه الفرق المتبارية وبشراسة لنيل الكأس الذهبي
الذي يصبو اليه كل فريق وكل دولة.

تأملت بعمق وخرجت بخلاصة مفادها أن حياتنا الدنيا تشبه الى حد كبير هذه المنافسات الرياضية .
كيف ذلك ؟؟؟ سأوضح لك عزيزي القارئ.
كل منا يسعى جاهدا كي يضع كرته في المرمى… الكرة هي أعمالنا … والمرمى هي ميزان الحسنات . مع الفارق طبعا.
فالانسان مهما بلغت درجة صلاحه ، إلا أنه يشوبه شيء من الضلال الذي يتجلى في الأخطاء التي يرتكب.
لأن كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون .
والقليل جدا من تجده يصوب الهدف مباشرة نحو المرمى ، لأنه هداف أصلي ومحترف… وهذه صفة لا يمتلكها الا الأنبياء والرسل
صلوات الله عليهم أجمعين .
أما من دونهم من بني البشر ، فنجد كل واحد منهم يحاول جاهدا كي يصوب الكرة نحو المرمى… لكنه لا يفلح ،
مرة على اليمين ، مرة على اليسار ، مرة تطير الكرة عاليا…
لأن سنة الله في خلقه ، أنه لا بد لابن آدم من زبد راب يشوبه… كما أنه لابد للبستان من أشواك تنبت بين الأشجار المثمرة
والأزهار العطرة…
ومع كل توبة وعودة وإنابة الى الله يذهب الزبد جفاء ويتطهر ابن آدم من خطاياه ، فترجح كفة حسناته على كفة سيئاته.
لعبة كرة القدم لعبة جماعية كما هو معلوم…يحرص كل لاعب فيها على ألا يؤتى فريقه من جهته وبالتالي ينهزم.
وكذلك الأمة الاسلامية … عبارة عن أفراد وجماعات . وكل مسلم فيها يقف على ثغرة من ثغور وأبواب هذا الصرح العظيم.
فليحذر كل واحد منا أن تؤتى هذه القلعة من جهته.
كمثل بعض اللاعبين الحمقى الذين يسجلون ضد فرقهم…مثل هذا كمثل الذي يعبد الشيطان بحجة أن يتقي شره…
وما أكثر الراقصون على جراح الأمة الذين يسجلون ضد أمتهم ، بأعمالهم الضالة المضلة.!!!

وعند فوز الفريق الاسباني بالكأس … رأيت كم بكى اللاعبون الاسبان…
ولن أنسى ما حييت دموع الحارس “كاسياس” التي كانت تنهمر بغزارة…
وفي المقابل ، كان الفريق الهولندي يبكي وبحرارة…
هؤلاء يبكون من شدة الحزن… وأولئك يبكون من شدة الفرح. سبحان الله.
وكذلك سنكون غدا يوم القيامة …فريق يضحك فرحا بدخوله الجنة … وفريق يبكي كمدا وحسرة وندامة.
وعندما حمل الفريق الاسباني مدربهم “ديل بوسكي” فرحا به وبانجازه، قلت :
يا أ الله …كم هو رائع أن تقود فريقا نحو الفلاح الحقيقي … يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.
رأيت كيف استقبلتهم العائلة الملكية بكل حفاوة وفخر… بمن فيهم اللاعب “اينيستا” الذي سجل هدف الفوز…
هذا فرح بنعيم الدنيا الزائل … فكيف بالله عليكم سيكون فرحنا غدا يوم القيامة بنعيم الآخرة الحقيقي الذي لا حزن بعده…
إن نحن عملنا وشمرنا السواعد لذلك ؟؟؟
طبعا لا مجال للمقارنة.
وبعد… من يعقد العزم منذ اليوم على أن يصوب نحو المرمى … وينال الكأس ؟؟؟
.
.
.
.
وليد اللحظة … وإهداءا لكل تنموي مسلم يريد الجنة ونعيمها.
أحبكم في الله.

منقوووووووووووووووول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى