تنمية بشرية

عادي بن عادي ..عاش عادي ومات عادي

    كان هناك طفل عادي .. اسمه جبر بن عادي بن عادي .. ولد صغيرا كما يولد باقي الأطفال و عندما بلغ من العمر 6 سنوات دخل ” جبر بن عادي بن عادي ” إلى مدرسة عادية ..نجح في الصف الأول الابتدائي بتقدير عادي ..ثم

انتقل إلى الصف الثاني الابتدائي ..ثم الثالث ..وهكذا أنهى المرحلة الابتدائية بشكل عادي…وبطريقة عادية انتقل بعد ذلك طيب الذكر ” جبر بن عادي بن عادي ” إلى المرحلة المتوسطة ..ثم الثانوية .. وتخرّج من الثانوية العامة بتقدير عادي .. والتحق ” جبر بن عادي بن عادي ” بالجامعة ..ودخل قسم عادي …. ثم تخرّج ” جبر بن عادي بن عادي ” من الجامعة بتقدير عادي بن عادي ..و التحق بوظيفة عاديّة’ .. وهكذا استمرت حياته عادية تماما ليس فيها إلا ما هو عادي…وفي يوم من الأيام فكّر بفكرة ……. عادية يفكر بها كل من التحق بوظيفة عادية وهو عادي فكر ”جبر بن عادي بن عادي” بالزواج …..تزوّج ”جبر بن عادي بن عادي” بامرأة عاديّة.. عاشت حياته السابقة بنفس الطريقة التي عاش بها جبر بن عادي فكل شيء في حياته كان (عادي)…. أنجب ” جبر بن عادي بن عادي ” أطفالاً عاديّين .. كان اسم الأول منهم عادي جداً والثاني عادي تماماً والبنت عادية . وعاش ” جبر بن عادي بن عادي ” مع زوجته وأطفاله حياة عاديّة بشكل عادي… ثم حصل أمر غير عادي في حياة جبر بن عادي بقي هذا الحدث يروى في حياته وذلك أن طيّب الذكر ”جبر بن عادي” ، أثناء زيارته لبلد أجنبي عرج على المقبرة، فرأى على شواهد القبور ما أذهله..إذ خُطّ على واحدة منها: (هنا يرقد فلان الفلاني-ولد عام 1917 ومات عام 1985-عمره 3 أعوام) ! ومثل ذلك على بقية الشواهد. فلما سأل عن سر هذا التناقض، أفاده مرافقه العادي بأنهم يحسبون عمر الإنسان بعدد الأعوام التي عاشها سعيداً منجزاً. عندئذ قال للمرافق: وصيتي إذا مُتّ أن تكتبوا على شاهدتي هنا يرقد العادي جبر..من بطن أمه للقبر) ! وبعد ها بوقت قصير ..توفّي ” جبر بن عادي بن عادي ” وفاة عاديّة ….رحمه الله ..وكتبت سيرته الذاتية الخالدة ( رجل عادي, ولد عاديا, وعاش عاديا, ومات عاديا ) . وللأجيال القادمة تم اختصار هذه السيرة العظيمة إلى ” رجل…. ولد…. وعاش… ومات”. وللأجيال بعد القادمة تم اختصارهذه السيرة إلى ”رجل…. ولد… ومات” وللأجيال التي بعد القادمة تم اختصار إلى ”رجل…… مات” واستمر الاختصار إلى أن أصحبت تلك السيرة إلى ”رجل…” وهناك تفكير…. أن يتم اختصارها مجددا, لكن الخوف من ضياع هذه السيرة العظيمة, وضياع تلك الشخصية العظيمة, لكثرة الشخصيات التي مثلها في هذا الزمن……….., ومازال التفكير موجودا للاختصار, فماذا سوف تكون تلك السيرة العظيمة؟

    ما رأيكم

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى