تنمية بشرية

كيف نقلل من المدح ونكثر من التأكيدات الايجابية

كيف نقلل من المدح ونكثر من التأكيدات الايجابية

توضيح مفهوم التاكيدات وكيف يتم استخدامها كبديل عن المدح المتكرر وأحيانا المبالغة به.
هناك نوعين من التأكيدات.
__________________________________________________ ________

 

النوع الاول التأكيدات غير الشفهية التى تشمل الايحاءات بالوجه والجسم لكى تعطى اشارة واضح وتوضح للشخص المقابل بانك رأيته . الصوت والحركة وهزة الرأس أيضا تأكيدات ايجابية واضحة مثلا التلويح باليد لطفلك عندما يلعب ويلتفت باتجاهك وهنا تلوح بيدك مع ابتسامه تظهر بوضوح انا أراك ياصديقى. واستمر فى اللعب وانا باقى هنا. هذه التاكيدات لها أهمية كبيرة جدا عند الطفل فى شعوره بانه ذو أهمية عندك وبالتالي تعطيه الامان والراحة فى الاستمرار باللعب.
والنوع الثانى هي التأكيدات بالكلام يتم التعبير عن ما نريده ونرغب به و التأكيد على صفاتنا ومهاراتنا مثلا انك مصغى جيد او انا كنت هادئة فى العمل او.الام تقول لطفلاها :لقد فعلت حسنا بمساعدة اختك فى الرسم
التأكيدات الايجابية تعطينا الاحساس بالراحة والادراك والامان. والطفل منذ نعومة اظافرة يسعى اليها ويحتاجها فى بناء شعوره الذاتى وكذلك تعلمه كيف يستخدم هذة التاكيدات مع اهلة وأصدقائه في المدرسة والعب مثللا.

الاحساس بالقيمة الداخلية وهى الاساس للقيمة الذاتية وهو يختلف عن الاحساس عن انك تستطيع فعل او انجاز عمل معين. الفرق بين الاحساسين الاول يمس وجودي وشعوري وذاتي والثاني يمس قدراتي وثقتي بامكانياتي.ساعطي مثلا واقعيا يتداول الحديث عنه فى الدنمارك. كفوا يا أهالي عن مدح اطفالكم اكثر من المستحق.فانه مدمر للشخصية.

الطفل الذى يأتى برسم لأمه, الأم تبدأ بالمديح قائلة: “ما أجمل الرسم”، مع العلم ان الأم تعرف جيدا بانه رسم طفلها وليس رسم بيكاسو. الرسم بالنسبة للاطفال هو الجلوس مع الأصدقاء والتعبير عن مشاعرهم وافكارهم وتجسيد واقعهم . الطفل يتدرب على الرسم ويعرف جيدا ان الكبار افضل منه وعندما يقرر الطفل ان يعطي الرسم لأمه او للمربين ليس بهدف الحصول على الاعجاب والدهشة من قبل الآخرين وإنما يريد الانتباه انا موجود فى هذا العالم, اشعر واتألم ورسمي هو هدية الى أمى لذلك الافضل على الأم أن تقول شكرا وتبدأ التحدث مع الطفل عن الرسم مثلا الالوان تعجبني انا أحب النخيل , الشمس حزينة.فالحوار الذى يدور مع الام والطفل للحظات لها مكانه ايجابية كبيرة فى العلاقة بين الأم والطفل.
علينا ان نكثر من التأكيدات اليومية . إنى افرح عندما ترتب الأشياء بدلا من القول انت حباب وشاطر.

اني أحب ان تأتى على الموعد, انه يبدو ممتع ركوب الدراجة, بدلا من انك سائق ماهر وتسبق والدك. يبدو انك لاتتحمل الخسارة بدلا من أن أشجع إبنى لكى يفوز ومن ثم اصفق له فرحا على فوزه. فى الدنمارك , التربيون حاليا يطلقون على الاطفال الذين لديهم عوق تسمية أطفال لديهم العوق بدلا من الاطفال المعوقين. لان بالقول طفل معوق تمس ذاته, شعوره وأحاسيسه, والطفل المعوق كانسان له كيانه ووجوده لا يختلف عن الآخرين .وانما العوق يمس إحدى القدرات والامكانيات التى تعيقه عن أداء بعض المهارات.
أما التأكيدات السلبية، فهي التأكيدات الكلامية التي تنتقد سلبا الشخص على تصرف معين مثلا,انك غبي تعني انك لاتنفع لشيء والأهل الذين يستخدمون التأكيدات السلبية لاتعطي للطفل أي هدف أخلاقي وانما سيفقد او لايحصل على بناء داخله الذاتي.

وبالتالي سيكون أكثر اتكالية ولا يستطيع الاستقلالية لانه لايجروء على الايمان بمبادراته وأفعاله المقبولة.مثلا الأم التى تعمل سويا مع ابنتها التي تبلغ الخامسة من العمر. تبدأ الأم بإعطاء التأكيدات :” انا سأصب الطحين فى الصحن العميق وانت تصبين الحليب وتضعين الشوكلاتة عندما اقول لك”، ولكن كميلة لاتستطيع الانتظار فى صب الشوكلاتة.
االتأكيدات الايجابية، علينا ان ننتظر الى ان يصبح البيض والطحين سويا ومن ثم نضع الشوكلاتة في الأخير.
التأكيدات السلبية. كلا ليس الان.

كثير من الاهل لاحظ , عندما يطلب من الطفل عن الكف عن عمل لا نحب نحن الاستمرار به , نجد أن الطفل يستمر بالنشاط دون توقف كانه لم يسمع شيء مما قلناه مثلا كف عن الصراخ. توقف عن رمي الكرة على الشباك.توقف عن اللعب بالطعام.. وكثير من الجمل غيرها ولكن تأثيرها احياننا غير مجدي وبالعكس احيانا تلعب هذه الجمل دور معاكس وتزعج الطفل وتجعله يعاند ويستمر في عمله ….

وللحصول على نتائج اكثر إيجابية من الافضل الطلب من الطفل القيام بفعل آخر، مثلا اقول:
بدلا من الكف عن الصراح قل تكلم بهدوء
كف عن ازعاج اختك قل كن حباب والعب معها.
لاتلعب بالكرة فى الصالة قل العب بالكرة فى الحديقة
لا ترسم على الحائط قل خذ هذه الورقة وارسم هنا.
هذه الطريقة فى الكلام تحتاج الى تدريب يومي فهي مختلفة عما تعلمناه ولكن المتخصصون فى علم النفس والتربية اليوم يؤكدون على فهم هذا الاسلوب واستخدامه مع أنفسنا او مع الآخرين لحصولنا على هدوء داخلي عميق وبنفس الوقت نعطي الطفل مزيدا من الهدوء والفهم والأمان النفسي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى