مال واقتصاد

صغار المستثمرين يهربون من نار البورصة إلي الجحيم اختفاء الثقافة الاقتصادية وراء الظاهرة

.. شبح شركات توظيف الأموال.. عاد مرة أخري.. ليحصد ما تبقي من أموال الغلابة وصغار المستثمرين.. الذين هربوا.. من نار الاستثمار في البورصة.. بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بهم.. في الفترة الأخيرة.. ليقلص عدد المستثمرين داخل المقصورة إلي 28 ألف مستثمر فقط مقابل 250 ألف مستثمر. 
“قضية المستريح” كما يطلقون عليه.. الذي التهم أكثر من 2 مليار جنيه من المستثمرين فتحت الباب لمناقشة هذا السؤال الكبير وهوو لماذا يلجأ بعض المستثمرين وصغار المدخرين إلي النصابين لاستثمار اموالهم رغم الحوادث المتكررة حول هذه القضية؟!

حائرون!
أمجد علي مستثمر في البورصة يعترف بأنه هرب إلي البورصة.. بعد انخفاض الفائدة علي الودائع وهو يبحث عن استثمار امواله التي لا تعدي 300 ألف جنيه لكي يصرف علي بيته واولاده حتي لا تتآكل هذه الأموال ويعود للسفر للخارج مرة أخري!!!
وفسر لجوء البعض إلي شركات التوظيف الوهمية.. بحثا علي الارباح المرتفعة الذي يغري بها أي نصاب المتعاملين معه مشيرا إلي ان الظروف الاقتصادية الصعبة أجبرت كثيرا من المستثمرين الذين لا يملكون الثقافة الاقتصادية للوقوع في يد “المستريح” وغيره.
سلامة محمود مستثمر في البورصة يقول: خرجت مؤخرا من البورصة بعد ان خسرت أكثر من 40% من محفظة اوراقي المالية بسبب قرار فرض ضريبة 10% علي أرباح البورصة مؤكدا ان شركات توظيف الأموال الوهمية بدأت تنشط في الفترة الحالية لاستغلال الظروف الاقتصادية والاغراءات التي تقدمها الشركات لحصد أموال المصريين.
28 ألف مستثمر!!
أحمد ابراهيم المحلل في البورصة يقول: إن عدد المستثمرين في البورصة تراجع إلي 28 ألف مستثمر فقط مقابل 250 ألف مستثمر في الماضي.
اضاف: ان الخسائر التي لحقت بالمستثمرين داخل المقصورة بلغت حوالي 35% في ثلاثة شهور.. ويرجع ذلك إلي ضريبة الأسهم وعوامل أخري مثل اشتعال حرب اليمن واستمرار المخاوف حول هذه الحرب لتشمل دولا أخري.
قال: لا يفيد طرح شرائح من شركات البترول الآن.. خصوصاً ان الحالة النفسية للمستثمرين لا تساعد علي ضخ مزيد من الاستثمارات مطالبا بأن تتجه الحكومة إلي تأجيل ضريبة البورصة والاستجابة لنداء الدكتور محمد عمران رئيس البورصة حول هذا الموضوع.
سامي جمال المحلل المالي يقول: إن ظهور شبح شركات توظيف الأموال التي تعمل بعيدا عن الأعين خطر يهدد صغار المستثمرين خاصة ان بعضهم ليس لديه خبرة في عملية الاستثمار بالاضافة إلي ثقافة الطمع.. لأن هناك مثل معروف بأن النصاب يوجد دائما مع وجود الطماع.
قال: من الصعب رصد الحالات التي خرجت من البورصة إلي هذه الشركات.. ولكن هؤلاء النصابين نجحوا في جذب الكثير من صغار المستثمرين رغم القضايا التي تنشرها الصحف حول هذا الموضوع يوميا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى