تنمية بشرية

كيف تقود مشاعرك بسهولة … قصة حقيقية وخطوات عملية

كيف تقود مشاعرك بسهولة …​

قصة حقيقية وخطوات عملية

كانت هناك فتاة متعلقة بشاب على الفيسبوك، ويتحدثون في عدة أوقات، لمدة طويلة..
بدأت الفتاة تشعر بتأنيب الضمير، وأن هذا فعل لا يليق بها، وأنها تخون الله ثم نفسها ثم أهلها، رغم أن الشاب كان يعدها بالزواج، ويبدو صادقا فيما يقول، بغض النظر عن نيته..
وكانت لها صديقة جيدة، تنبهها بلطف بين الفينة والأخرى أن تحسم أمر هذه العلاقة الوهمية، فمن يريد الحلال لا يجد إلا الباب حلا… وأن التسويف ما هو إلا خسارة للطرفين…
كانت تفكر في كلامها حقا، ولكنها بمجرد التفكير في ذلك، تجد قلبها قد انقبض ومشاعرها قد هاجت بالألم والوجع والحزن والتحسر على الفراق، فتسقيه مبررا لتسكره وتستمر فيما هي فيه…
حتى فتح الله على هذه الصديقة في يوم، وقالت لها: لا تتركيه ولكن أرجوك فقط استغفري الله بكثرة مثلا أكثر من ألف مرة في اليوم… وستتزوجينه بإذن الله( لأن هذا ما تشتاق إليه)
وجدت الفتاة ضالتها، فبدأت تستغفر بالآلاف لتعجل بعرسهما وأن يجمعهما الله في نفس البيت…
بعد أسبوعين بالضبط، وجدت لديها رغبة جامحة في قطع التواصل نهائيا… وقبل ذلك وجدت أنها لم تعد تهتم لكلماته الحلوة ولا لرسائله الغرامية الآسرة…
باتت تشعر باستقلالية مشاعر، أصبحت هي المتحكم في مشاعرها …
كيف؟ ولم؟
قطعت الفتاة التواصل مع الشاب نهائيا، فلما سألها متوجعا عن السبب، قالت له: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) سورة الطلاق
كانت سابقا تتمناه من كل قلبها زوجا صالحا يظلل حياتها بكلماته العذبة ورقته التي تأسر مشاعرها، لكنها مع الاستغفار، تخلصت من عبوديتها لنفسها ولسيطرة الشيطان، فباتت أقوى وأقوى حتى أكرمها الله بقطع التواصل…
تمر الأيام والشاب ( وهو ابن حيي ) والفتاة من حي قريب… يتعذب في صمت… ويعاني لأنه فعلا تعود عليها وتعلق بها جدا…
بعد ثلاثة أشهر تمت خطبة الفتاة… وطبعا عرف الشاب بذلك، نظرا لأنه كان يراقبها عن بعد…
وطبعا الفتاة ملازمة لهذا السلاح الفعال والذي يلين الله به للإنسان من المعوقات الجبال…
اكتشفت أن أبوابا تفتح لها بسهولة، وأن الشاب الذي يملك عليها كيانها لم يعد يشغلها نهائيا…
سأل الشاب صديقتها المقربة عن سر تغيرها،بل وسر انقلابها المفاجئ بعدما كانت هي من تكاد تلثم قدمه تعلقا ولهفة على الزواج منه…
عرف الشاب السر فلازمه ليهدأ قلبه ويتخلص من التعلق بها والذي ملك عليه شغاف قلبه…
تزوجت الفتاة برجل آخر، وكانت سعيدة جدا بفضل الله، وكان زوجها رجلا بحق…
وهو أيضا من الله عليه بزوجة صالحة، وأصلح الله حالهما وغير حياتهما بفضله ومنه..​
……………..
الخطوات العملية لقيادة المشاعر:
+ أولا: الاستغفار بكثرة لضبط العلاقة بين القلب والمشاعر والفكر… واستمداد القوة من الله بكل أنواعها…
+ ثانيا: فصل الفعل عن الفاعل، وتصحيح الأفكار والقناعات…
في بداية الأمر: يحمل الاستغفار الفكر ليطهره، وبعد ذلك الفكر يحمل الاستغفار ليعمقه…
وتتيقظ الفطرة بفضل الله وتحلووووووووووووو الحياة بفضل الله
يومكم جنة وهدوء في كنف الله

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى