تعكس تلك المؤشرات الإجابة على التساؤل المتعلق بما إذا كانت المؤسسات تتحرك بعيدا أو اتجاه الإستدامة
ولقد تزايدت المبادرات التي طورت مجموعة من المؤشرات لتقييم أداء التنمية المستدامة للمؤسسات والتي من بينها مبادرة الإبلاغ العالمية.
أنشئت مبادرة الإبلاغ العالمية gri في عام 1997 م، بناء على مبادرة من إئتلاف الإقتصاديات المسئولة بيئيا ceres في شراكة مع برنامج الأمم المتحدة بالمبادرة المذكورة، تجمع الشركات والمنظمات غير الحكومية
والمنظمات والجمعيات التجارية، وممثلي أصحاب المصلحة الآخرين. وتعرف المبادرة المذكورة كمبادرة دولية
طويلة الأجل والتي تهدف إلى تطوير ونشر المبادئ التوجيهية للإبلاغ الطوعي عن التنمية المستدامة، من خلال المؤسسات التي ترغب في معالجة الأبعاد البيئية والأنشطة الإجتماعية ومنتجاتها وخدماتها. والمبادرة المذكورة ترغب
في زيادة تأثير تقارير الإستدامة في التقارير المالية للمؤسسات، حيث أن تصميم المبادئ التوجيهية يهدف إلى التحسين المستمر مما يعكس الأبعاد الثلاثة للإستدامة أو البيئية والإقتصادية والإجتماعية. منذ عام 1997 م ومبادرة الإبلاغ العالمية تعمل على تطوير إطار مشترك للإبلاغ عن الجوانب الثلاثة للتنمية المستدامة.
الجوانب الإقتصادية: الأجور، والفوائد، والإنتاجية للقوى العاملة وخلق فرص العمل والإستعانة بمصادر خارجية
للنفقات، والإنفاق على البحث والتطوير، والإستثمار في التدريب وغير ذلك من أشكال رأس المال البشري؛
الجوانب البيئية: تأثير العمليات والمنتجات والخدمات على الهواء والماء والتربة والتنوع البيولوجي والصحة
البشرية؛
الجوانب الاجتماعية: الصحة والسلامة في العمل، والحفاظ على الموظفين الحاليين، قانون العمل، وحقوق الإنسان
والأجور وظروف العمل على المقاولين من الباطن.
في سنة 1999 م نشرت نسخة أولية من المبادئ التوجيهية للتقرير عن التنمية المستدامة وبعد فترة من
الشروحات الوافية للتجارب والمشاورات المكملة، ظهرت النسخة الرسمية للمبادئ التوجيهية في جوان من سنة
2000 م. وتعتبر النسخة التي نشرت سنة 2002 م كتكملة لمجموعة من التجارب والتحاليل والتشاور ومراجعة
المبادئ التوجيهية التي صدرت سنة 1999 م. وفي سنة 2007 م، تم إدخال عدة تعديلات على المبادئ التوجيهية
لسنة 2002 م. إتخذ كل من الإتفاق العالمي للأمم المتحدة ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والمجلس الأوروبي
للوزراء والمفوضية الأوروبية والمنتدى الإقتصادي العالمي من هذه المبادئ التوجيهية مرجعا في مراسلاتهم لأصحاب
المصلحة، كما أن أكثر من 130 مؤسسة في 21 بلد تعتمد على المبادئ التوجيهية في وضع تقاريرها عن التنمية
. المستدامة
: وترتكز المبادئ التوجيهية لمبادرة الإبلاغ العالمية على المبادئ التالية في الإبلاغ عن الإستدامة
– الشفافية – الدقة
– الشمولية – الوضوح
– سياق الإستدامة – حسن التوقيت
– الشمول التام – قابلية المقارنة
– الوجاهة – القابلية للتدقيق
– الحياد – لكن دون الأهمية النسبية؟
حيث تسترشد هذه المبادئ بالتقليد العريق لمبادئ الإبلاغ المالي غير أنه هناك بعض الإضافات، لاسيما الشمولية(انخراط أصحاب المصلحة المتعددين في عملية الإبلاغ بكاملها) وسياق الإستدامة (النظر إلى أداء الشركة في السياق الأوسع الذي يمثله المجتمع أو المحيط العالمي ) ولكن مبادرة الإبلاغ العالمية ما تزال تفتقر إلى مفهوم “الأهمية النسبية” بوصفها أحد المبادئ التي يستند إليها في الإبلاغ.
روجر ادامز, الأدوات والإرشادات والمعايير فيما يتعلق بالإبلاغ عن المسؤولية الاجتماعية للشركات وعن الاستدامة, 2002م.