مال واقتصاد

محافظ البنك المركزي: تدريب العمالة وخلق بيئة رقابية شديدة ينهض بالصناعة

قال طارق عامر محافظ البنك المركزى المصري إنه يجب أن نتخذ خطوات جادة من أجل تضافر جهودنا كمؤسسات تمويل وسلطات رقابية لدفع بلادنا لتحقيق مزيد من التقدم وتعزيز أواصر التعاون فيما بيننا.

وأضاف عامر اليوم الإثنين، خلال مشاركته في المؤتمر السنوي لبنك التنمية الأفريقي أن رسالتنا الأساسية من مصر إليكم هي أننا أتينا هنا لنقدم المساعدة والدعم بكل طريقة ممكنة، فنحن لم نأتِ هنا لكي نأخذ وإنما جئنا لدعم مؤسسة مهمة وهي بنك التنمية الأفريقي، وبحث كيفية تمكين هذه المؤسسة من مساعدتنا على تحقيق آمال وتطلعات مجتمعاتنا في أفريقيا.

وأوضح أن علاقتنا وروابطنا مع نظرائنا في كوريا الجنوبية على قدر كبير من الأهمية، وكذلك قدرتنا على الاستفادة من تجارب المعرفة والتنمية الرائدة التي شهدتها هذه الدولة، أعتقد أن هذا الأمر هام للغاية، وهناك الكثير من المجالات والأفكار التي لمسناها هنا والتي يمكن أن تساعدنا في تحقيق ما نصبو إليه.

وتابع عامر: أعتقد أن ما نحتاجه في أفريقيا هو المزيد من الانضباط وتعزيز القدرة على تقديم الخدمات عالية الجودة على مستوى الحكومات، نظرًا لأن الحكومات هي التي تخلق البيئة المواتية للنمو وفرص العمل والاستثمار.

وأكد محافظ البنك المركزي المصري أنه من المهم والضرورى تطبيق الحوكمة الرشيدة في المؤسسات الحكومية، والتي ستساعدنا على التصدى للفساد بكل ما يسببه من أضرارًا بالغة ليس فقط لأنه يؤدى إلى إهدار المال ولكنه لأنه أيضا يعوق التقدم والتنمية ويفسد بيئة الاستثمار، ويؤدي إلى تعطيل الأعمال واضطرابها، فمن غير الممكن أن يوجد انضباط في بيئة معطلة ومضطربة نتيجة للفساد، لذا، فإن الإصلاح الهيكلي وحوكمة مؤسساتنا الحكومية قد أصبح أمرًا واجبًا وحتميًا، وهو ما نعمل على تحقيقه الآن في مصر، بعد أن قمنا بتنفيذ برامج الإصلاح النقدي وضبط أوضاع المالية العامة.

وأكد: لدينا الموارد ولكننا نحتاج إلى خلق بيئة يمكن من خلالها لخبراء الحكومة والتكنوقراطيين أن يعملوا بدون أن يواجهوا مقاومة، فمن الطبيعي عندما تحارب الفساد أن يقاومك، ومن هنا، فإننا نريد أن نخلق بيئة تمكن الخبراء من العمل والإنتاج بدون مقاومة.

ولفت إلى أننا نريد أن نمد أسواقنا ومستثمرينا بالعمالة المدربة، فالعمالة المدربة أمر بالغ الأهمية، ومن ثم فإنه يتعين علينا أن نركز على تنمية الموارد البشرية، ولقد كان تركيزنا منصبًا على الأدوات، والآلات والمعدات، ولكنني أعتقد أنه من المهم جدًا أن نوجه تركيزنا على تنمية شبابنا الموهوبين من مهندسين، وفيزيائيين وغيرهم الذين يمكنهم أن يحققوا قيمة مضافة لمجتمعاتنا، وأن يقدموا تكنولوجيا ذات صبغة محلية خاصة بنا.

وأشار عامر إلى أنه يجب أن نستثمر في إجراء الأبحاث وتطوير مهارات هؤلاء الشباب من أجل النهوض بالصناعات الخاصة، كما لابد أن يكون هناك أيضا ضوابط رقابية جيدة تتيح مراقبة القطاع الخاص والأسواق وتمنع حدوث الانتهاكات، لهذا فإن إعادة هيكلة هذا الجانب يتطلب وجود سلطات رقابية كبيرة قادرة على تحقيق الانضباط على مستوى الصناعات المختلفة لصالح المجتمع، لكى يحصل المجتمع على خدمة جيدة وسريعة، ويستطيع أيضا المستثمر الحصول على تلك الخدمة، سواء كان المستثمر وطنيًا أو أجنبيًا.

وأكد أن النظام الضريبي على مستوى القارة مهم كذلك، ونحن في مصر نؤمن أن الدول الأفريقية يمكنها أن تستفيد من بعضها البعض، ونحتاج إلى أن يكون لدينا مزيد من الإيمان والثقة، وأن نتعاون سويا، ونعمل على فتح طرق التجارة بين الدول الأفريقية، وذلك من خلال الاستثمار في البنية التحتية ومرافق النقل والمواصلات، حتى يمكن نقل السلع والخدمات عبر أسواقنا بتكلفة معقولة. فنحن بحاجة إلى أن نركز على عدد قليل ومشترك من القضايا وأعتقد أيضًا أننا نملك الموارد المالية اللازمة للنجاح في هذه القضايا.

وتابع محافظ البنك المركزي المصري: وأتمنى أن أري ذلك يتحقق على أرض الواقع يوم ما، لأنني أعتقد أن هذه ربما تكون أحد فرصنا المميزة، فنحن لا نملك رفاهية الوقت، والعالم يتطور من حولنا بسرعة كبيرة، لذا، آن لنا أن نتحرك، وإنني آمل أن تقوم السلطات في كل دولة بدعم وتمكين صانعي السياسات على الصعيد الاقتصادي، فهذا أمر مهم جدا، بحيث يكون لديهم الصلاحيات والسلطات اللازمة للاضطلاع بمسئولياتهم، وتحديد هذه المسئوليات بوضوح، حتى يمكننا أن نمضي قدمًا، فبدون التمكين، وبدون إرادة سياسية لا يمكنا أن نمضى قدًا ونحقق آمال وطموحات شعوب قارتنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى