تنمية بشرية

إطلالة على الماضي

إطلالة على الماضي

 

 

 

 

 

كلنا عُشنا ايام الطفولة البريئة , ضحكنا لعبنا تخاصمنا تصالحنا غير مكترثين بما يجري حولنا من مجريات الحياة , وها نحنُ كبرنا واصبحنا شبابا نشعر بكلِ ما يجري حولنا من احداث على الواقع من مشاكل الحياة التي لا تنتهي ابداً ,درسنا وتعلمنا واصبح كل منّا متجها نحو مخطط ومسار معين قد رسمه لحياتهِ,ولكن تقعُ احداث تلعب دورها فإما تأخذنا بعيداً عن ما كنا نحلم به وتهدم فينا كل طموح وإما ترفعنا الى عالي القمم ,ويرحل العمر سنه تلو الآخرى مخلفا وراؤه ذكريات حزينه كانت ام سعيده .

 

حتى يصل بنا قطار العمر لمرحلة من اعمارنا نتمنى فيها الرجوع الى حقبةٍ ما في عمرنا بما تحمله هذه من ذكريات متعلقه ربُما باماكن او اشخاص او مواقف اثرت بنا او ما زلت تؤثربنا في حياتنا , مرحلة يصبح فيها الإنسان على مشارف الشيخوخه , حيثُ يواجه فيها الانسان الانحدار الجسماني إذ يبدأ جسمه بالذبول ,وتفقدُ البشرة رونقها وتألقها وهنُا يطالع كبير السن مرآته ويرددُّ ألا ليتَ الشبابُ يعود يوما فيرجعُ بفكرهِ الى مرحلة ما من مراحل حياته كانت لها جلُّ التأثير ويحاول ان يعيش تلك المرحله بجميع تفاصيلها وكأنه لازال شابا قد انتهى للتو من دراسته الجامعية , او دخوله في السلك الوظيفي وانخراطهِ في العمل , او زواجهِ من فتاة احلامه ,ويستحضر كيف كان قويا حازما محبوباً من قبل الجميع وكيف كانت حياتهُ مرتبة بعيدا عن الفوضوية التي يعيشها الآن , تلك النظرة في المرآه تدهش المسنُ بعلامات التجاعيد التي إعتلت وجهه والشيبُ الذي يكسو رأسه والإنحناء في ظهرهِ وشعوره بالغربة والخوف ولا سيما عند الافتقاد لشريكة حياته وإبتعاد الابناء عنه لكثرة طلباته وعجزهِ وترديده للكلام اكتر من مرة .

 

في مرحلة الشيخوخة يحاولُ المسن ُ ان يزين ما بقي له من ايام بعطر ذكريات ايام الشباب , وكأنه بذلك يتشبث بخيوط الامل للتغلب على عجزه الذي خلفته الايام والسنون له .

 

.

 

بِ قلم : الصمت الدافىء

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى