تنمية بشرية

ظاهره وسواس الاعجاب و التعلق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يختلف سلوك الإنسان باختلاف مرحلة النمو الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي فمع نمو الإنسان تختلف سلوكياته وانفعالاته وأيضا علاقته مع الناس يقول الله تعالى” لقد خلقنا الإنسان في كبد” وأيضا يقول” ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد”
وثمة ظاهرة انتشرت بين الشباب و الفتيات ألا وهي ظاهرة الإعجاب

إعجاب بعض الفتيات بعضهن ببعض أو إعجاب بعضهن باحد الشباب وهكذا العكس من الطرفين ومن الممكن الاعجاب ببعض المعلمات والمعلمين او عالم الشهره بالتلفاز والفضائيات وهي ظاهرة باتت تزعج أرباب التربية وتقلقهم نظراً لبروزها بشكل ملفت وسريع في بعض المدارس والجامعات والان المنتديات ومجتمع الفيس بوك وصفحات الدردشه وغيرها الكثيرا وإنها والله لظاهرة سيئة وغريبة انتشرت انتشارًا واسعًا

وهي فتنة من فتن هذا الزمان الذي ضعف فيه الإيمان وزاحم فيه حب المخلوقين حب خالقهم ولا تكاد تخلو مدرسة او جامعه وخاصة للبنات والشباب من هذه الظاهرة

ومن هنا كان من الضروري التوقف عند السلوكيات السيئة السائدة في المجتمع والتعرف على الأسباب المؤدية إلى هذه السلوكيات ومن ثم إيجاد الحلول الناجعة والمفيدة للقضاء على هذه الظواهر

أسباب التعلق والإعجاب

ولنتعرف أكثر على المشكلة يجب علينا أن نعرف

المقصود بالإعجاب والتعلق

المقصود بالإعجاب:

والإعجاب يطلق على تعلّق الفتاة بفتاة أُخرى او شابا لجمالها أو حسن هندامها أو نحوها من الصفات الظاهرة تعلقاً يؤدي إلى العشق والافتتان

التعلق السوي :

التعلق خاصية إنسانية بل خاصية حيوانية تبدأ مع الحيوان منذ ولادته .

ويرى أحد العلماء الذين اهتموا بدراسة التعلق بين الطفل والأم أن دافع التعلق دافع أساسي كدوافع الجوع والعطش والجنس فعلاقة الطفل بأمه ضرورية لنموه كضرورة الغذاء والشراب .

أسباب التعلق والإعجاب

مراحل التعلق :

يبدأ التعلق مع الإنسان من بداية نشأته فهو ملتصقٌ بأمه مقترنٌ عالمُه بعالَمِها كلما ابتعَدَت عنه بكى يطلبُها فإذا عادت إليه عادت دنياهُ من جديد !!

ثم يحبو في مدارجِ النُّمو فيتعلقُ بأبيه ويرى فيه صورةَ القادرِ الذي يُعَوِّض عجزَه والمالكِ الذي يسد ثغرةَ فقرِه والمثالِ الذي يسعى إلى أن يصوغ نفسه وِفقَ رؤيته .

ثم ينفك عنه الإِسَارُ ويخرج من بيت الأسرة إلى فضاء المدرسة فيتعلق بكثيرٍ من أقرانه أو أساتذته ويرى فيهم نماذجَ لما يُحِبُّ أن يكون عليه أو موضوعاتٍ تمنحُه اللذة

ثم تأتي المراهقة بعواصفها فتتناثر عليه التَعَلُّقَات من كل حدب وصوب .

إذن = فهناك تعلق سوي يعتبر دافعاً أساسياً لنمو الإنسان وبدونه يتشوه بناؤه النفسي وهو الذي يظهر في علاقة الطفل بأمه ثم أبيه ثم إخوته وأصدقائه وبدلاء الأم وبدلاء الأب .

وقد يزداد الأعجاب في شدته ليصبح تعلق مرضيا
والتعلق المرضي هو : الميل المبالغ فيه إلى موضوع من الموضوعات بحيث يفقد المتعلِّق استقلاليته ويتبع المتعلَّق به تبعيةً كاملةً وكأنما تذوب شخصيته عنده .

أسباب التعلق والإعجاب

الصداقة والتعلق :

الأصل في الصداقة شدة التشابه والمشاركة في الطباع والتقارب في الأفكار والعادات وقد حث الدين والعقل والعلم على ” الصداقة ” باعتبارها مطلباً هاماً من مطالب النمو الإنساني

فالصداقة السوية والحب السوي .. ليس فيهما حرج في الدين أو العقل

غير أن الصداقة تتجاوز أحياناً حدَّها المعتاد لها فتنتقل إلى شيء آخر له خصائص أخرى

والحب يتجاوز حده المعقول .. فينتقل إلى تعلق مرضي سلبي بالمحبوب

أسباب التعلق والإعجاب

الفرق بين الصداقة والحب :

ما هي الصداقة السوية .. وما الصداقة المرضية بين أبناء الجنس الواحد ؟

يُعَرِّف إنلجش الصداقة بأنها : علاقة بين شخصين أو أكثر تتسم بالجاذبية المتبادلة المصحوبة بمشاعر وجدانية تخلو عامةً من الرغبة الجنسية.

ويُفَرِّق دافيز بين الصداقة والحب فيقول : إن الحب صداقة ولكنه يزيد عليها بمجموعتين من الخصائص وهما : الشغف والعناية
ولذا فالحب عنده علاقة أوفر إثابة ولكنها أقل استقراراً .

أسباب التعلق والإعجاب

الخصائص المشتركة بين الحب والصداقة :

• الاستمتاع برفقة الطرف الآخر
• تقبل الطرف الآخر كما هو
• الثقة في حرص كل طرف على الطرف الآخر
• احترام الصديق أو الحبيب والثقة في حسن تصرفه
• فهم شخصية الطرف الآخر ودوافع سلوكه وتفضيلاته
• التلقائية وشعور كل طرف بأنه على طبيعته مع وجود الآخر
• الإفصاح عن الخبرات والمشاعر الشخصية

أسباب التعلق والإعجاب

ما يتميز به الحب عن الصداقة :

أ- مجموعة الشغف وتشمل ثلاث خصائص هي :

1- الافتتان : ميل المحب إلى الانتباه إلى المحبوب والانشغال الدائم به والرغبة في إدامة النظر إليه والبقاء بجواره
2- التفرد : تميز علاقة الحب عن سائر العلاقات الأخرى والرغبة في الالتزام والإخلاص للمحبوب مع الامتناع عن إقامة علاقة مماثلة مع طرف آخر
3- الرغبة الجنسية : رغبة المحب في القرب البدني من المحبوب ولمسه ومداعبته وفي معظم الأحيان يتم ضبط تلك الرغبة لاعتبارات أخلاقية ودينية .

ب- مجموعة العناية وتحوي خاصيتين هما :

1- تقديم المحب أقصى ما يمكن إلى المحبوب حتى لو بلغ حد التضحية بالنفس

2- الدفاع والمناصرة عن مصالح المحبوب

ملحوظه هذا الكلام موجه للجنسين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى