لا شك أن الحفاظ على الصحة العقلية والقدرة على التفكير الجيد وعدم التأثر بأعراض الإرهاق الذهني جميعها من الأشياء المهمة التي نسعى جميعًا إليها، فهذه الحالة من التركيز تجعلنا نحيا حياة أكثر إنجازًا وأكثر إنتاجية، وتمكننا من
إنجاز أعمالنا والتواصل بفعالية مع محيطنا الإجتماعي، وفي دراسة حديثة نشرتها صحيفة التايمز البريطانية توصل أكثر من 400 عالم الى مجموعة من التوصيات البسيطة التي يسهل تطبيقها، فهناك خمسة أنشطة اجتماعية وشخصية يوميًا من الممكن أن تساعد على تحسين الصحة العقلية، تمامًا مثلما تفعل الفاكهة والخضروات على تعزيز الصحة الجسدية كما ذكرت الدراسة .
حيث يجب أن يحاول الناس أن يتصلوا ببعضهم بفعالية، وأن يكونوا نشطاء، وأن يراقبوا تطور بيئاتهم، ويستمروا في التعلم ويقدموا لجيرانهم ومجتمعاتهم ما يستطيعون من خدمات، وتتضمن الدعوة إلى الملاحظة ووضع اقتراحات بخصوص تحقيق الجمال والاستمتاع باللحظة، سواء من خلال السير إلى العمل أو تناول الغداء أو التحدث مع الأصدقاء. ومن أمثلة التعلم إصلاح دراجة أو محاولة عزف الموسيقى على آلة موسيقية.
وكما تقول فيليسيا هاببيرت، أستاذة علم النفس في جامعة كامبريدج، والتي شاركت في جزء من مشروع الدراسة، بأن هناك سؤالاً مهم يدور حول ما يجب على الشخص عمله من أجل تحقيق الصحة العقلية. حيث قالت: لقد وجدنا خمسة أشياء من الممكن أن تؤدي إلى المحافظة على الصحة العقلية للأشخاص. ولكل منها دليل يؤيدها. إن تلك الأعمال بسيطة جدا لدرجة أن كل شخص يجب أن يحرص على أدائها يوميا مثل تناول خمس قطع من الفاكهة والخضروات يوميا. أما من ينتقدون تلك التوصيات فقد قالوا بأنه لا يجب عليهم أن يقدموا وصفا للسلوك الفردي بهذه الطريقة. إن المضمون معناه أنه إذا لم تفعل ذلك فسوف تصاب بأمراض عقلية خطرة.
وقد استقصى المشروع طرق تحسين القدرة العقلية للبشر، والتي شبهها البروفيسور بيدنجتون بالحساب المصرفي للعقل. ونحن بحاجة إلى أن نعرف ماذا يمكن أن نضيف لهذا الرصيد، وما هي الأنشطة التي من الممكن أن تؤثر على هذا الرصيد وتضعفه. ومن بين القضايا الأخرى التي تلقي عليها الضوء ذلك الرباط القوي بين المرض العقلي والديون. فنصف البريطانيين الذين يشكون من الديون يعانون من اضطراب عقلي.
حيث ذكرت راشيل جينكنز، من معهد علم النفس في لندن، والتي أشرفت على هذا الجزء من التقرير بأنهم توصلوا إلى أن هناك علاقة بين قضايا الصحة العقلية وانخفاض الدخل، ولكن ما أظهره البحث الحالي بشكل أكبر هو أن تلك العلاقة من المحتمل أن تعود إلى الديون. كما ذكر كاري كوبر، أستاذ علم النفس التنظيمي والصحة النفسية في جامعة لانكاستر، ومنسق مساعد في التقرير أن الأشخاص الذين يفضلون العمل بمرونة هم الأكثر قناعة بوظائفهم والأكثر صحة والأكثر إنتاجًا.
الخطوات الخمسة… خطوات إلى السعادة:
-تواصل مع الآخرين: حيث أن تكوين علاقات تفاعلية إجتماعية ناجحة مع أفراد الأسرة والأصدقاء والزملاء والجيران سوف يثري حياتك ويؤازرك نفسيًا بشدة، وهو الأمر الذي سوف ينعكس ايجابًا على صحتك الذهنية .
-كن نشطًا: فممارسة الرياضة والهوايات مثل زراعة الحديقة أو اصلاح بعض الاجهزة في المنزل أو حتى تمشية صغيرة يوميا سوف تجعلك تشعر بالصحة واللياقة الجسدية ومن ثم الذهنية .
-كن شغوفًا: إن ملاحظة ومراقبة ما يحدث حولك ومحاولة التفاعل معه بشكل ايجابي يعزز قدراتك الذهنية، كما أن مراقبة مواطن الجمال في الأشياء المحيطة بك والتفكير بها يعد من الأمور الايجابة على هذا الصعيد؟
-تعلم: إن الاستمرار في التعلم وتلقي معارف جديدة يعد من العوامل الحاسمة في تنشيط القدرات العقلية، وليس بالضرورة أن يقتصر هذا التعلم على أشياء معقدة، إذ يكفي تعلم العزف على آلة موسيقية مثلاً أو إصلاح دراجة أو تعلم الطهي، فكل هذا يفيد الشخص حيث أن التحدي وتحقيق الإشباع يحققان المتعة والثقة بما يعزز قدراتنا.
-أعطِ الآخرين: إن مساعدة الأصدقاء وحتى الغرباء بكافة وسائل المساعدة الممكنة ماديًا أو بالمؤازرة المعنوية للتخفيف عنهم، والمشاركة في الاعمال التطوعية جميعها تجعل الانسان يشعر بقيمة كبرى للحياة وتجعله يشعر بأعلى درجات الرضا عن الذات، وجميعها تنعكس ايجابًا على صحتنا الذهنية وقدراتنا العقلية.