توقعت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) انتهاء موجة ارتفاع أسعار السلع الزراعية عالميا ، إلا أن المنظمتين دعتا فى تقريرهما للتوقعات الزراعية للفترة من 2016 الى 2025 إلى الحذر نظرا لأن احتمال حدوث تقلب كبير فى الأسعار لا يزال قائماً.
كما توقعت المنظمتان ارتفاع حجم التجارة العالمية فى السلع الزراعية بنسبة 1.8% سنوياً خلال السنوات العشر المقبلة، مقارنة مع 4.3% سنوياً خلال العقد الماضي، كما اشارت الى ان أسعار السلع الغذائية للمستهلكين ستكون أقل تقلباً من أسعار المنتجين الزراعيين خلال العقد المقبل.
وتوقع التقرير ارتفاع استهلاك السكر فى الدول النامية بنسبة 15% للفرد مع ارتفاع استهلاك منتجات الألبان بنسبة 20% خلال الفترة المقبلة، بجانب ارتفاع إنتاج المحاصيل عالمياً بنسبة 1.5% سنوياً.
وعلى المستوى العالمى فإنه من المتوقع أن تلبى زيادة الإنتاجية، الطلب المتزايد على الغذاء والأعلاف للسكان الذين تتزايد أعدادهم وقدراتهم المالية ويتوقع أن يسهم تحسّن نوعية المحاصيل فى نحو 80% من الزيادة فى الانتاج.
وطبقاً للتحليلات الأساسية فى التقرير، فإنه فى ظل السيناريو الحالى والذى تنمو فيه الإنتاجية الزراعية بالوتيرة الحالية ولا يتم القيام بتحرك كبير لخفض الجوع، فإن النمو المتوقع فى توفر الأغذية سيؤدى إلى خفض عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية فى العالم من نحو 800 مليون شخص حالياً إلى اقل من 650 مليون شخص فى 2025.
وتشير التحليلات إلى أنه فى منطقة جنوب الصحراء الافريقية فإن معدل نقص التغذية سينخفض بنسبة تتراوح بين 23 و19%، ولكن بسبب النمو المتسارع فى أعداد السكان، فإن هذه المنطقة ستظل من بين المناطق التى تشهد زيادة فى عدد السكان الذين يعانون من الجوع على المستوى العالمي.
وطالب التقرير بضرورة اتخاذ خطوات حاسمة لتغيير الوضع الراهن، والا لن يكون من الممكن القضاء على الجوع بحلول 2030 وهو الهدف العالمى الذى تبناه المجتمع الدولى مؤخراً.
وتشير التوقعات الى أن معظم صادرات السلع الغذائية ستبقى حكراً على عدد قليل من الدول، بينما ستتوزع الواردات على عدد أكبر بكثير رغم أنه من المتوقع أن تبقى الصين هى السوق الرئيسية لبعض السلع مثل حبوب الصويا، وركز التقرير على أهمية وجود أسواق تعمل بشكل جيد لتمكين الأغذية من الانتقال من المناطق التى يوجد فيها فائض إلى المناطق التى تعانى من نقص.
وأكد أنجيل جوريا الأمين العام لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ضرورة الحذر نظراً لأن التغيرات فى الأسواق قد تحدث بشكل سريع والأولوية الرئيسية للحكومات حاليا هو تطبيق سياسات لزيادة الإنتاجية الزراعية بشكل متسق ومستدام، ووضع سياسات زراعية صحيحة إذا أردنا إنهاء الجوع ونقص التغذية فى العقود المقبلة، وضرورة زيادة الإنتاج الزراعى بشكل كبير لتلبية الاحتياجات المتزايدة على الطعام والأعلاف والمنتجات الخام الضرورية للاستخدامات الصناعية، ويجب أن يتم كل ذلك بطريقة مستدامة.