تنمية بشرية

:::::: كـــن فارســـا ::::::

الذي يصول ويجول في ميدان القتال.

ويحقق أعلى صور البطولة.
والذي يكتب التاريخ.
ويصنع الأحداث العظام.

أتريدون أن نغوص في أعماقه.
وأن نتغلغل في نفسه وعقله وباطنه.
لنرى المعاني التي تملأ نفسه.
والتي تصنعه.
والتي تحركه في الحقيقة.
تعالوا لنخوض معا هذه التجربة.
***

إنه ممتلئ في أعماقه بصفات عجيبة نادرة.
لا توجد في غيره.
وقد نبتت في أعماقه بسبب مؤثرات خاصة.
لا تتحقق لسواه.
منها:
الإقدام.
والجرأة.
والشجاعة.
والتعفف.
والشهامة.
والنخوة.
والثبات.
وكرم النفس.
وقوة الشكيمة.
وسرعة اتخاذ القرار الحكيم.
والغيرة على الحِمَى.
والزهد في الغنائم.
وإنصاف الخصم من النفس.
وشدة التحكم في نفسه بحيث لا يستخفّه غضب.
والعفو عن الخصم عند التملك منه.
وشدة المثابرة والإصرار.
وعدم الرضى بالهوان أو الهزيمة.
شدة التجرد للمبدأ.
إلى غير ذلك من الصفات والسمات النفسية العجيبة.
التي تستحق أن يعكف عليها عدد من الخبراء النفسيين المتمكّنين.
لحصر تلك السمات النفسية.
وللبحث في أصولها وجذورها في النفس.
وكيفية تكوّنها داخل نفس الفارس.
وفي المؤثرات التي تصنعها.
***

وإذا كانت الصفات المذكورة هي صفات الفارس في ميدان القتال.
فإنها ليست مقصورة على حال القتال فقط.
بل هي صفاته التي يحيا بها عموماً.
والتي يعيش بها في حياته كلها.
والتي تحكم تعامله مع الخلق في كل شئونه.
لأنها تحولت عنده من فروسية القتال ومواقف الحرب.
حتى صارت صفة لروحه.
يمتلئ بها جنانه.
وتمتزج بقلبه وأحاسيسه.
وقد رسخت في النفس.
وتغلغلت فيها.
حتى صارت مكوناً نفسياً متعمقاً ومتجذراً.
لا ينفكّ عن النفس في حال من الأحوال.
أي أن الفارس لا يستطيع أن يحيا إلا فارساً.
وإذا تمتع بخصال الفروسية فإنها لا تفارقه بعد ذلك أبداً.
فلا يمكن بعدها أبداً أن يتحول إلى الجبن.
أو التردد.
أو التهافت على أعراض الدنيا.
أو الميل إلى العدوان والطغيان.
أو انتهاك شئون الخلق.
أو الخسة والمكر.
أو الخداع والغش.
بل هو شديد النفور من كل الصفات النفسية الخسيسة الدنيئة.
لأنه صاحب شمم ونجدة.
وصاحب كرم وترفع.
***

هل فهمتم الآن ما أقصده؟؟؟؟!!!
الذي أقصده..
هو أنني أطلق من هنا.
ومن هذا الموقع.
ومن هذا المقال.
دعوة إلى:
(فروسية الروح)

وأنني أدعو كل من يقرأ هذه السطور
أن يتحول بكل ما يملك من قوة إلى نفسية الفارس.
فإنها والله تدفعه في سيره إلى الله.
حتى تخترق به الحجب.
وهي التي تجعله في تعفف وترفع عن الذنوب والمعاصي.
وهي التي تحفظه من كل الدنايا النفسية الحقيرة.
وهي التي تسمو به فوق القيم الرائجة الفاسدة.
فترتفع به فوق الغش والخداع.
والوهن، والتراخي، والتردد.
والعجز، والكسل.
والغدر، والخيانة.
لأن الفارس النبيل يتعفف ويأنف من هذه السمات النفسية الدنيئة.
لأنه يعافها.
وتنفر منها نفسه الكريمة الأبية.
***

فهذه دعوة نوجِّهها.
وشعار نطلقه.
ونرفعه.
فإذا كنت تريد أن تعيش بنفسية الصحابة الكرام.
وإذا أردت أقرب طريق إلى الله تعالى.
وإذا أردت علاجاً شافياً بإذن الله لكل العلل النفسية الوضيعة.
وإذا أردت باعثاً تنهض به نفسك للتعلق بمعالي الأمور.
وإذا أردت أن تندفع بقوة إلى عمارة الأرض وتزكية النفس.
وإذا أردت أن تسير على الأرض بقدميك.
وتحلق في آفاق السماء بهمّتك وأخلاقك.
وإذا أردت أن تستوعب عصرك.
وتهضم معطيات زمانك.
وتعيش في عصرك هذا كما عاش السابقون في زمنهم.
هل تريد ذلك كله؟؟؟!!!
إذن.
كن فارسا.
***

فإلى كل أصدقائي الشباب.
الذين يبحثون عن حل.
والذين يريدون خطوة عملية.
وإلى كل راغب في السير إلى الله تعالى على بصيرة.
وإلى كل إنسان أتعبه ضعف النفس.
وأضناه ما يملأ باطنه من علل ووهن.
وإلى كل من يريد أن يبني ذاته بناء محكما.
يكون أصله ثابتاً في الأرض.
وترتفع قمته إلى عنان السماء.
وإلى كل من توقف متحيراً مندهشاً، أمام الصحابة الكرام.
يسأل نفسه:
كيف كانوا كذلك؟؟!!
وإلى كل من يريد أن ينهض بنفسه وبمن يعول.
إلى كل واحد منكم.
أهدي هذا الشعار.
وأقدم هذه الدعوة:
كن فارسا

م ن ق و ل
للفائدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى