تنمية بشرية

السعادة مامعناها وماهي

 يسعد مساء وصباح الجميع موضوع المهمه المستحيلة عن السعادة

السعادة: معنىً لا يمكن الوصول إليه بكنوز الذهب والفضة؛ لأنها أغلى من الذهب، والفضة.
السعادة: كاللؤلؤة في أعماق البحار، تحتاج إلى غواصٍ ماهر يُتقن صنعة الاكتشاف والغوص.
السعادة: هي مواقف، وكلمات، وتطلعات، ونظرات في الحياة بواقعية وأمل وتطلع وإشراق.
ابحث في داخلك ففي أعماقك السعادة، وفيها الينبوع الذي لا ينضب.
دَوَاؤُكَ فِيكَ وَمَا تُبْصِرُ

وَدَاؤُكَ مِنْكَ وَمَا تَشْعُرُ

وَتَزْعُمُ أَنَّكَ جُرْمٌ صَغِيرٌ

وَفِيكَ انْطَوَى الْعَالَمُ الْأَكْبَرُ
لكن دعنا نسأل أولاً: ماذا تعني السعادة؟!
في استفتاء أُجري على حوالي 16 ألف شخص، سُئلوا ماذا تعني لهم السعادة؟
– 38% قالوا: السعادة تعني: الحب.
– 28% رأوا أن السعادة هي: الرضا.
– بينما قال 17%: إن السعادة هي: الصحة.
– وقال 7 %: إن السعادة هي: الزواج.
– وقال 5%: إن السعادة هي: المال.
– وقال 3%: إن السعادة هي: الأطفال.
– وقال 2%: إن السعادة هي: السفر.
يقول الأستاذ الأديب عباس محمود العقاد: إن له صديقاً رساماً ؛ يتخيل الأشياء، فتخيل السعادة ذات يوم، ورسمها فتاة في سن العشرين, تركض ذات اليمين، وذات الشمال في توقّد وحركة وحيوية، وشعرها يتطاير يمنة ويسرة، وهي في قمة السرور واللهو والبهجة، وعرضها عليّ؛ فقلتُ له لا أتخيل السعادة كذلك.
أولاً: هذا يمكن أن يُعبّر عنه بأنه لهو أو طرب أو متعة.
لكنّ السعادة شيء آخر.
إن السعادة: أقرب إلى التجربة والخبرة منها إلى الغَرَارَةِ والمراهقة والجهل.
إن السعادة: أقرب إلى سن متقدم منها إلى هذا السن الذي فيه كثير من بهجة الشباب وعنفوانه وقوته.
وثانياً: أن السعادة فيها كثير من معنى الاكتفاء، ومعنى الهدوء، ومعنى الحزن.
فهي ليست بسبيل إلى الضجيج, وإلى الصخب.
السعادة: ذوق, ووجد, وإحساس في داخل المرء, في قلبه، في ضميره.
لا يمكن أن نضع لها تعريفاً، كما يوضع عادة في كتب العلم تعريف لكل علم من العلوم.
السعادة: لا تُرسم بالحدود والتعريفات.
ربما تطرق السعادة بابَنا، لكنها متنكرة فلا نعرفها، ولذلك لا نفتح لها.
وربما تأتي السعادة ويعيشها الإنسان بكل قواه العقلية والنفسية والبدنية، ولكنه لا يشعر بها.
كسعادة الأطفال الصغار الذين يسعدون بحياتهم، ولهوهم وبراءتهم وألعابهم وبساطتهم، ومع ذلك ربما لا يشعرون بهذه السعادة، فإذا كبروا وقرءوا وعقلوا سمعوا عن شيء اسمه السعادة، فبدءوا يبحثون عنه وكأنه شيء مفقود.
لو كانت السعادة بالمال والذهب والفضة والدولار والرصيد لكانت الجبال والمناجم أحرى بالسعادة منا، فإن فيها الشيء الكثير من ذلك.
لو كانت السعادة بالجمال والنضرة والحُسن والزينة والبهاء لكانت الطواويس أحرى منا بالسعادة، ولكانت الورود والزهور والرياحين والشقائق أجدر منا بها.
ولو كانت السعادة بالبطش والقوة، وجهارة الصوت والصولجان لكانت الوحوش أتم سعادة من الإنسان.
وإذا كانت السعادة هي الأخلاق الفاضلة، والأقوال الرشيدة، والأعمال الصالحة، والجاه العظيم، والعقل الراشد؛ فإن الإنسان أحق بها.
إن السعادة:-
– بسمةُ طفلٍ طَهُورٍ.
– أَو لَهَجُ لسانٍ صادقٍ بكلامٍ طيبٍ, أو ذكرٍ للهِ عز وجل.
– أَو خَفْقَةُ قلب متسامحٍ تجاهَ إخوانِهِ المسلمين.
– أو هَدِيَّةٌ بِلَا مَنٍّ ولا أَذَى.
– أَو كَربٌ يَكْشِفُهُ ربُّكَ عز وجل عنك وعن إخوانك المسلمين.
– أَو هَدفٌ نبيلٌ يتحقق لك أو على يدك أو على يد غيرك من المسلمين.
– أو ساعةُ جهدٍ وعناءٍ وعرقٍ، تَعْقُبُهَا راحةٌ ويتلوها نجاحٌ.

السعادة هي:- ” شعور بالبهجة والاستمتاع منصهرين سوياً “، والشعور بالشىء أو الإحساس به هو شىء يتعدى بل ويسمو على مجرد الخوض فى تجربة تعكس ذلك الشعورعلى الشخص، و ” إنما هى حالة تجعل الشخص يحكم على حياته بأنها حياة جميلة ومستقرة خالية من الآلام والضغوط على الأقل من وجهة نظره “.

 

 

وهناك محفز للسعادة والذى يؤدى إلى نوعي السعادة:

1- السعادة القصيرة أى التى تستمر لفترة قصيرة من الزمن.
2- السعادة الطويلة التى تستمر لفترة طويلة من الزمن ( هى عبارة عن سلسلة من محفزات السعادة القصيرة )، وتتجدد باستمرار لتعطى الإيحاء بالسعادة الأبدية.

أما الوسيلة التى تحفز الإنسان على إحساسه بالسعادة هى كيفية التأمل لوضع أهداف للنفس ليتم تحقيقها:

الشخص المشغول دائماً والمثقل بأعباء العمل، فالطريقة الأكثر فاعلية له لكى يكون سعيداً ويبتعد عن الاكتئاب الذى يكتسبه مع دوامة العمل هو إحراز تقدم ثابت ومطرد لأهداف وضعها لنفسه.

وعلى الرغم من أن ذلك يبدو بسيطاً أو سهلاً، إلا إنه أسلوب صعب للوصول من خلاله لتحقيق السعادة. وبالطبع تختلف الأهداف من شخص لآخر، لكن الوسيلة فى تحقيقها تتشابه عند مختلف الأشخاص ألا وهى التقدم الثابت والمطرد للوصول لأهداف ذات معنى. ووجود معنى أو مغزى لهذه الأهداف هو الذى يحقق السعادة وليس وضع الأهداف فى حد ذاتها، لأن الشخص بإمكانه إحراز نجاحاً فى أهداف وضعها لنفسه لكنها لا تخلق لديه الشعور بالسعادة.
ويأتى تفسير الأهداف ذات المعنى أو المغزى ” أهداف متوازنة لضمان تحقيق متطلبات السعادة “.

 

1- التمتع بالصحة الجيدة.

2- دخل كافٍ لمقابلة الاحتياجات الأساسية.

3- وجود عاطفة فى حياة الشخص.

4- انشغال الشخص بعمل منتج أو نشاط.

5- أهداف للحياة محددة وقابلة للتحقق.

6- السلوك الطيب للشخص من عوامل تحقيق السعادة لنفسه.

7- بالإضافة إلى المتطلبات السابقة، ينبغى أن يتوافر لدى الفرد المقدرة على إغفال مسببات التعاسة فى حياته.

فإذا كنت أغنى أغنياء العالم ويتوافر لديك المال ولكن فى غياب التمتع بالصحة أو الإغفال عن فن إدارة العلاقات مع الاخرين فلن تصل للسعادة.

 

1- افتقاد إحدى عناصر متطلبات السعادة.

2- الإخفاق فى تحديد الأهداف فى الحياة ( مهما كانت نوعية هذه الأهداف ).

3- وجود الحسد.

4- العلاقات السيئة.

5- الوحدة تدمر السعادة ولايجعل الإنسان يصل إليها.

6- الخوف من آراء الاخرين.

 

توصلت الدراسات إلى أنه هناك عدد من العوامل التى تساهم فى استمرارية السعادة أو الذى نطلق عليه مفهوم ” السعادة المستدامة “، فالأمر لا يقف عند حد تحقيقها فقط بل الأهم هو المحافظة على استمراريتها.
بعضاً من هذه العوامل:

* تقدير الذات.

* الشعور بالسيطرة على مجريات الحياة الذاتية.

* وجود العلاقات الحميمية الدافئة ( علاقة الزواج أو الصداقة … الخ ).

* القيام بعمل مرضٍ.

* القيام بأنشطة ترفيهية تُسعد النفس.

* السلوك الحميد والصحة السليمة، مرتبطان بتحقيق السعادة واستمرارها أيضاً.

* الاعتدال فى أى شىء.

* الاهتمامات غير الشخصية.

ومن هنا نجد أن الطريقة الفعالة لإحراز السعادة، هو وضع أهداف لكل متطلب من متطلبات تحقيقها واستمرارها ثم تفنيد التقدم ومتابعته تجاه كل هذه الأهداف.

 

1- الاستمتاع بالآخرين:

هذا مفهوم جديد لتحقيق السعادة، لِمَ لا تتعلم الاسمتاع بالآخرين لأن هذا يحقق السعادة للشخص .. لكن ما هى وسائل إدراك الاستمتاع بالآخرين؟

* إذا نظرت لأطفالك أو أية اطفال تلهو فى الحديقة، ألن تجد نفسك تبتسم وتشعر براحة داخلية عند رؤية ابتهاج الطفل وبراءته فى اللعب.

* ألم تنظر إلى شخص كهل يستند على عصاه وهو يتنزه ويعطيك شعور بالرضاء النفسى.

* ألم ينتابك شعور بالمتعة عند رؤية شخص متأنقاً يلبس سترة جديدة أو يضع عطراً فواحاً.

* ألم يُعجبك شخصاً وسيماً أو فتاة جميلة.

* ألم تشدك البساطة فى موقف أو تصرف.

* ألم ترتاح عند حديث مع زميل أو صديق.

* ألم تسعد بوجود صحبة معك.

* ألم تتمنى النجاح لشخص تحبه.

كل هذه ممارسات للسعادة أو أنماط يحقق بها الإنسان سعادته التى من الممكن أن يلتفت إليها حتى وإن كانت تحقق له ” السعادة الوقتية ” إلا أن تعلم الاستمتاع بكل ما يحيط بك هى وسيلة من وسائل معرفة السعادة.

2- النسيان مرادف جديد السعادة:

النسيان مفتاح آخر هام من مفاتيح السعادة، والشخص الذى يكتسب المزيد من المعلومات يفقد السعادة.
النسيان المتعمد هنا يكون الحل، ولمزيد من الفهم: هل بوسع أى شخص أن يكون سعيداً إذا تعمد أن يتذكر أن أطفاله الذين يلهون أمام عينيه ستموت فى يوم من الأيام؟ أو التفكير المضنى عن الإصابة بمرض أو ضياع ثروة مالية؟ وبوجه عام، هل سيسعد الإنسان إذا فكر بأسلوب مأساوى فى كافة تفاصيل حياته .. فالتجاهل أو النسيان المتعمد يحقق السعادة.

3- التواكل لا يحقق السعادة:

والتواكل هنا معناه الاعتماد على الآخرين فى تحقيق السعادة الذاتية له، كما الحال مع المشاهير فسعادتهم الأساسية تعتمد على الإطراء والإعجاب ممن حولهم وترتبط السعادة عند هذه الأشخاص أو بما نسميه بالحالة المزاجية الإيجابية على أشخاص آخرين .. فلا ينبغى أن ترتبط بالمواقف المؤقتة التى يعيشها الشخص فينبغى أن تكون نابعة من داخله.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى