خدمات المراجعة كلمة السر في نجاح الشركات
خدمات المراجعة كلمة السر في نجاح الشركات
ساهم العديد من العوامل في نشوء وتزايد الطلب على خدمات المراجعة مثل ضرورة توفير بيانات غير متحيزة عن استخدام الوحدات الاقتصادية لمواردها وانفصال الملكية عن الادارة وتعقد وكبر حجم الاعمال التي يقوم بها الوحدات الاقتصادية , ففي دنيا الاعمال يحتاج المستثمرون الى تجميع الحقائق اللازم لاستخدامها في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية , وغالبا ما تقوم باعداد هذه الحقائق التي تبين المركز المالي ونتائج الاعمال للوحدات الاقتصادية ادارات تلك الوحدات , ولكي تكون تلك الحقائق موضع ثقة من قبل طرف مهني محايد , الذي يتمثل في المراجع الخارجي , فيقوم المراجع الخارجي بابداء راي حول مدى عدالة الحقائق التي يشار اليها بالقوائم المالية في التعبير عن المركز المالي ونتائج الاعمال , فراي المراجع من شانه ان يزيد ثقة مستخدمي القوائم المالية بالبيانات والمعلومات التي تتضمنها .وتجدر الاشارة الى ان هناك عدة اركان يقوم عليها راي المراجع التي تجعل منه موثوقا به ومعتمدا عليه من قبل الاطراف المستفيدة من القوائم المالية , وتعتبر تاهيل المراجع علميا ومهنيا من اهم هذه الاركان , وفي ضوء الطلب على خدمات المراجعة تنشط المهنة على جانب العرض لتبية حاجة المجتمع من هذه الخدمة فالمراجعون يدخلون سوق خدمات المراجعة طبقا لشروط ومتطلبات تفرضها القوانين , والتي يتطلب الوفاء بها حدا ادنى من الاتزام بما تحتوي تلك القوانين من معايير وارشادات وقواعد واداب السلوك المهني للانضمام الى مثل هذا الاسواق والمحافظة على الاستمرار فيه .
وتعدد مستويات خدم المراجعة المطلوبة من قبل الشركا الطالبة للخدم (العملاء) , كما تتعدد مستويات مكاتب بمكتب المراجعة المقدمة لخدمة المراجعة , الا ان كل عميل يعمل على الارتباط بمكتب مراجع معين الذي يتوقع ان يحقق اعلى منفعة له من الحصول على تلك الخدمة , كما ان مكتب المراجعة يقبل الارتباط بعميل في ضوء دالة التكاليف المتعلقة بكل عملية مراجعة التي يعمل على تدنية تكاليفها او اعظيم الايراد المتحقق منها في ضوء العديد من العوامل والخصائص ( خصائص العميل وبيئة المراجعة ) التي تتحكم بسلوكها , والالتزام بالمعايير و الارشادات والقوانين المنظمة للمهنة بالاضافة الى بذل مستوى مناسب من الجهد لتنفيذ مهام المراجعة , كما ان تكاليف المراجعة ومستويات الجهد المبذولة تختلف بين المستويات الوظيفية المكونة لفريق المراجعة وطبقا للمراحل المختلفة لعملية المراجعة .
وفيما يلي سوف نتناول مستويات الجهد المبذولة في تنفيذ مهام المراجعة والتكاليف المترتبة عليها ثم التعر بعد ذلك للمستويات الوظيفية ومراحل المراجعة .
جهد المراجعة :-
يتحدد زمن المراجعة بعدد الايام من تاريخ انتهاء السنة المالية لغاية يوم توقيع المراجع للتقرير , الا ان هذه الفترة قد لا تعكس عدد ايام العمل الفعلية المستخدمة في انهاء اعمال المراجعة نظرا لان تاريخ انتهاء السنة المالية يمكن الا يكون تاريخ عملية المراجعة .
ويتاثر زمن او ساعات المراجعة الفعلية بعدد من العوامل يمكن التحكم ببعض منها فقط , حيث يمكن ان يتاثر بعدد ساعات المراجعة التي تم تحميلها لى عمليات المراجعة السابقة , والتغيرات المتوقعة في عمليات المراجعة الحالية , واستخدام الموازنات في تحفيز اعضاء فريق المراجعة , واتعاب وتكاليف المراجعة , او بسياسات المتبعة في المكتب ,ويؤدي وجود عوامل غير قابلة للتحكم فيها الى مشاكل غير متوقعة من الصعب اخذها في الحسبان التي يمكن ان تؤثر في عدد الساعات اللازمة لانهاء عملية المراجعة ورغم ان المراجعين يحاولون توقع تلك المشاكل , الا انهم لا يستطيعون قط التنبوء بحل تلك المشاكل ان تلك العوامل المؤثرة على زمن المراجعة يمكن اجمالها في اربع فئات رئيسية هي عوامل خاصة بالعملاء , وعوامل خاصة ببيئة المراجعة , وعوام خاصة بالمراجع ( رغم ان بعض المتغيرات قد تتداخل بين هذه الفئات ).
فيمكن ان تشمل العوامل المرتبطة بالعميل متغيرات مثل حجم العميل وتعقد نشاطه والمخاطر المرتبطة به , ودرجة التعاون التي يبديها موظفو العميل , والعميل الجديد او المستثمر , ونوع الصناعة , ووجود ادارة للمراجعة الداخلية لدى العميل فقد اظهرت العديد من الدراسات السابقة ان متغيرات مثل الحجم والتعقد والمخاطرة لهاتاثير كبير على عدد ساعات المراجعة الضرورية لانهاء عمليات المراجعة , وذلك لما يتطلب العملاء الذين يتصفون بكبر الحجم وبتعقد كبير في النشاط وترتفع لديهم درجة المخاطرة من ساعات مراجعة كبيرة , كما ان العملاء الجدد يصعب تحديد وقت المراجعة الداخلين يوثرون على وقت المراجعة من خلال خطر الرقابة بالاضافة الى قدرتهم على اداء بعض اجراءات المراجعة .
اما عوامل المرتبط بمكتب المراجعة فيمكن ان تشمل حجم مكتب المراجعة ونوع ومستوى تكنولوجيا المراجع المستخدم ومزيج الخدمات التي يقدمها المكتب , ومقدرا تخطيط المراجع , فحجم مكتب المراجعة يؤثر في انماط العملاء الذين للمكتب امكانية تقديم خدمة المراجعة اليهم ويستفيد من اقتصاديات الحجم , وبالتالي يمكن اخذ ذلك في الاعتبار عند اعداد موازنة الوقت , كما ان نوع ومستوى تكنولوجيا المراجعة يمكن ان تؤثر في الاستخدام النسبي لساعات المراجعة لاعضاء فريق المراجعة من خلال ادخال التعديلات اللازمة على هيكل برامج المراجعة المستخدمة , ويؤثر مزيج الخدمات المقدمة من المكتب الى عملاء المراجعة على وقت المراجعة من خلال فيض المعرفة وتوافر انواع اخرى من المعرفة رغم ان البعض لم يتوصل الى دليل يؤكد وجود فيض في المعرفة عند تقديم خدمات اخرى الى عملاء المراجعة , كما ان توجهات مكتب في الاعتبار تؤثرعلى التاكيدات المقدمة لاعضاء فريق المراجعة على اهمية الاتزام بالموازنة وضرورة تحقيق الاهداف الموضوعة مسبقا , وذلك قد يعود الى ان عدد ساعات تخطيط المراجعة له تاثير على كفاءة عمليات المراجعة .
والعوامل البيئية يمكن ان تشمل الوضع الاقتصادي ومعدلات الفائدة والمنافسة والاعتبارت التنظيمية والسياسية , حيث تؤثر العوامل البيئية على الخطر الموروث ( الاحتمال القبلي ان القوائم المالية تحتوي على اخطاء جوهرية ) والذي اثبته ن قبل احد الكتاب انه يرتبط بالزيادة في ساعات المراجعة للمراجعين والمراجعين الاوائل عند اداء الاختبارات الاساسية .
والعوامل المرتبطة بالمراجعين كافراد يمكن ان تحتوي على اختلافات بين كل من المراجعين الذين يقومون بتنفيذ مهام المراجعة من جهة والمديرين والشركاء المسئولين عن المراجعة من جهة اخرى , ويمكن ان تشمل هذه العوامل كلا من الخبر والمعرفة , ومستوى المهارة , ومستوى الضغوط التي يواجهها المراجعون , وميول المراجع تجاه المخاطرة والتفكير الاخلاقي , فالعوامل المرتبطة بالمراجعين كافراد يمكن ان تؤثر على كفائتهم واتجاهاتهم نحو الهمية تحقيق موازنة الوقت , وتلك العوامل تتعلق بالمشرفين ( المديرين والشركاء ) وبالمراجعين , ويتوقع ان يختلف المشرفون داخل كل مكتب مراجعة من خلال كيفية استخامهم للموازنة في تحقيق التوازن بين الكفاءة والفعالية .
فقد استخدمت دراسات انتاج المراجعة العديد من المؤشرات المستخدمة في قياس جهد المراجع , اعتمد الباحث على ساعات المراجعة وخطر الاكتشاف في قياس مستوى جهد المراجع .
