تنمية بشرية

استراتيجيات التدريس

 الكاتب: د.يحيى ابو حرب
استراتجيات-تدريس

استراتيجيات التدريس
في الاستراتيجيات في التدريس إجراءات يتبعها المعلم والمتعلم لأداء مهارات محددة، ويسمى التدريس استراتيجياً عندما يعرف الطلبة كيف حدث التعليم.
السنوات الأخيرة من القرن العشرين حصل انفجار معرفي بخصوص النتائج المذهلة الخاصة بتعلم وتعليم العمليات العقلية، إضافة إلى استخدام التقانة الناجح من قبل عدد من المعلمين؛ حيث ظهر بعض الطلبة الذين حققوا تعلماً أفضل من غيرهم، وتشير نتائج الدراسات التربوية أن الطلبة يتعلمون بطرق مختلفة، إذا قدم لهم ما ينمي تفكيرهم، ويمنع عنهم القلق، ويقلل من توترهم، ويزيد من نشاطهم خلال الدرس، حيث يسمح ذلك بالتحدث، وتبادل المعلومات بين نصفي الدماغ، ويحصل استقبال أفضل، واحتفاظ بالمعلومات الجديدة، من هنا تظهر الحاجة إلى أداة تعلم قوية ومؤثرة، وكذلك مسرحة الحدث التعليمي (Bonwell & Eison, 1991).
ينبغي تحميل الطلبة مسؤوليتهم في التعليم، كما يجب إعطاء أهمية للطرق التي تسهم في تنمية التعلم الذاتي، من هنا تظهر الحاجة إلى تشجيع الطلبة وحفزهم للوصول إلى الحقائق والمعلومات باستخدام استراتيجيات تدريس حديثة مثل: طرح الأسئلة السابرة، واستكشاف الحلول، وهذا يتطلب وظائف عالية للحاء الدماغ (وظائف لحائية) مع استخدام أمثل للتقانة المتقدمة، للحصول على مهارات تدريس تثير التفكير لدى الطلبة، علاوة على إثارة المرح في التدريس، ووجود أنشطة تسمح بالتحدي لفكر الطلبة، وتعمل على تنشيط المعلمين.
وتذكر (Linda) في كتابها “التعليم” أن التعليم يتم بوساطة جهتي الدماغ، وقد ميز “ميكارثي” بين بعض أنماط المتعلمين، حيث أشار إلى نمطين هما:
(1) النمط الأول: يوضح أن هناك متعلمين مبتكرين، يهتمون بالمعنى أولاً، ثم بالأسباب التي دفعتهم للتعليم، والأسباب التي تربط بين المعرفة الجديدة والتجربة الشخصية، وتوضح الحاجة اليومية للمعلومات.
(2) النمط الثاني: متعلمون تحليليون يهتمون باكتساب الحقائق أولاً، كي يعمقوا فهمهم للمفاهيم والعمليات، وهذا النمط يتعلم بالمحاضرات، ويستمتع بالبحث المستقل وتحليل البيانات.
وعلاوة على ما ذكره ميكارثي وزميله يصنف الخبراء الطلبة إلى:
* سمعيون: يعملون بشكل جيد في قاعة الدرس.
* لمسيون: وهم متعلمون نموذجيون.
* بصريون: وهم متعلمون تحليليون. (Linda, 1983).
وكي يتعلم الطلبة المرونة في التفكير ينبغي على المعلمين أن يعملوا على:
– استعراض مختلف استراتيجيات التدريس.
– مساعدة الطلبة على فهم ما يفضلون من استعمالات هذه الاستراتيجيات.
– مراعاة الاختلافات بين المتعلمين، وأن الاستراتيجيات ربما تتلاءم مع نوع من الطلبة دون آخر. كما أن الطلبة يجدون صعوبة في التعامل مع المفاهيم المجردة أحياناً، وهنا على المعلمين أن يعملوا بالمثل الصيني “أسمع وأنا أنسى، أرى وأنا أتذكر، ألمس وأنا أفهم”.
وهذا يؤكد أن الممارسة العملية تعمل على إيجاد ممرات عصبية قوية في الدماغ، ومجرد مشاركة الطلبة في اللمس فإن المعلومات تصل بأسرع ما يمكن لي الذاكرة طويلة المدى، لذا يمكن القول: إن الاستراتيجيات في التدريس التي نخاطب بها الأحاسيس أفضل من غيرها. (Linda, 1983)
عند قيام المعلمين باختيار استراتيجياتهم التدريسة وتخطيطها عليهم أن يجيبوا عن تساؤلات كثيرة منها:
* ما المفاهيم المهمة التي سأناقشها؟     * ما النظرية التي تستند إليها الاستراتيجية؟
* ما الأفكار الرئيسة؟     * ما أسلوب التدريس الذي يمكنا من الوصول إلى النظرية
* ما المفاهيم المعرفية التي هي محور الدرس؟     * ما المعلومات التي سأطرحها؟
* ما نوع الأمثلة التي سأقدمها؟     * ماذا سيتعلم الطلبة؟
* ما العمليات المطلوبة؟     * ما المهارات المستخدمة؟
* ما طرق البحث والحصول على المعرفة؟     * ما الأفكار الضرورية؟
* ما العمليات العليا مثل: إثارة التفكير، جمع البيانات، تحليل البيانات، الاستنتاج، التعميم؟     * ما ردود الفعل المتوقعة من الطلبة؟
* بماذا ترتبط المفاهيم؟     * كيف أعرف مدى اكتساب الطلبة للمعرفة؟
* ما العلاقات بين المفاهيم؟     * أي التقديرات أصيلة، وأيها بديلة؟
* ما خصائص وتعريفات المفاهيم وما مميزاتها؟     * ما معايير التقويم؟
* ما الخصائص التي تتشابه فيها، وتختلف معها؟     * كيف أستخدم الوقت بفاعلية؟
* ما النتائج المتوقعة وأسبابها وتأثيراتها؟     * ماذا سيفعل الطلبة؟
* ما شروط ظهور المفاهيم؟     * ما مصادر التعلم؟
* ما الفرضيات الخاصة بالمفاهيم؟ وحاجاتهم؟      * ما مدى ارتباط الدرس بمصالح الطلبة؟
* ما الأسئلة التي سأطرحها؟     * عن ماذا سأسأل الطلبة؟
* ما المفاهيم التي يعرفونها؟     
في ضوء الإجابة عن الأسئلة السابقة يصبح التعليم هادفاً أو لا، وعندما يمارس المعلم دوره كميسر لاكتساب المعرفة، يصبح الطالب جيداً، والتفاعل في غرفة الصف عالياً (Brown & Neil, 1986).
ونظرية لأهمية استراتيجية التدريس في مختلف المواد الدراسية، باعتبارها الوسيلة التربوية المثلى في تحقيق الأهداف، وتزويد الطلبة بالفرص المناسبة كي يكونوا مفكرين ناقدين نشيطين متحركين بفعالية في جمع المعلومات، قادرين على تغيير المعرفة القديمة بمعرفة متجددة ينبغي إلقاء الضوء على أهم استراتيجيات التدريس، التي تشجع الطلبة على التفكير المبدع، ونتناول هنا بالوصف المبسط توضيحاً لهذه الاستراتيجيات، وعرض كيفية توظيفها في غرفة الصف الذي نشرف على تعليمه.
(1) استراتيجية المحاضرة:
هي أقدم استراتيجية للتدريس عرفها الإنسان، وهي الأكثر شيوعاً واستخداماً في الكليات والجامعات في العالم، وتعتمد على الحديث الشفوي في الحلقة الدراسية، على الرغم من التطور التكنولوجي وأجهزة الإعلام الإليكترونية التي دخلت إلى المدارس والمعاهد والجامعات، حيث بدأت هذه المؤسسات تستجيب للضغوط التقنية والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية التي تنسجم مع حاجات الطلبة، وتعزو سبب تدني التحصيل إلى استخدام المعلمين أسلوب المحاضرة في التدريس. وقد أشارت الأبحاث إلى أن المحاضرة غير مؤثرة في تعليم الطلبة، وتقلل التفاعل، وبالذات عندما تقدم لهم دون مرافقة استراتيجيات أخرى تحسن من أسلوب المعلم في التدريس، وفي أواخر السبعينات من القرن العشرين انخفض استخدامها إلى 80% بين استراتيجيات التدريس الأخرى في المدارس الأمريكية، وانطلاقاً من الدور الكبير الذي تلعبه المحاضرة ينبغي إلقاء الضوء عليها نظراً لأهميتها، وتقديم المقترحات لتفعيل دورها في التدريس (Cashin, 1990).
قبل البدء بالحديث عن المحاضرة ينبغي استعراض جوانب القوة والضعف فيها، والجدول رقم (1) يوضح ذلك.
جدول رقم (1)
جوانب القوة والضعف في استراتيجية المحاضرة
م    جوانب القوة    م    جوانب الضعف
1    المحاضرة تصل إلى أقصى اهتمام في مادة البحث، والمحاضر يحمل معه حماسة شخصية مرتفعة، يمكنها بها أن يحفز الناس على التعليم     1    المحاضرة تضع الطلبة في وضع سلبي، ويستسلمون للمحاضر
2    المحاضرة تعطي مفاتيح المعرفة، وتساعد الطلبة على المحاكاة     2    تفتقر المحاضرة إلى الرد والحوار بين الطلبة والمعلم، والاتصال أحادي الاتجاه
3    المحاضرة تأتي بمادة غير متوافرة في الكتب عادة، أو غير منشورة، وهي ملك للمحاضر.     3    المحاضرة تتطلب متحدثاً فعالاً، يستطيع التلاعب بالصوت ويغير النغمة، والدربة والحدة، والطبقة، والسرعة، فالمحاضرون طليقون شفوياً، وهذه المهارة لم يتم تعلمها في المدارس، وهي تناسب برامج الدكتوراه، ومستوى عال من البشر
4    المحاضرة تنظم المعلومات بشكل خاص، وتقدم المعلومات بصورة أسرع إلى الجمهور، وهي مفيدة للطلبة الذين لا يحسنون القراءة.     4    عبء تنظيم المحاضرة يقع على عاتق المحاضر، مما يعرقل عمليات التحليل، والتأليف، والإنجا.
5    المحاضرة تعمل على إيصال مادة كبيرة من المعلومات     5    المحاضرات غالباً ما تقدم المفاهيم مجردة، وهي معقدة
6    المحاضرة تخاطب أعداد كبيرة من المستمعين في وقت واحد    6    المحاضرة تنظر إلى الطلبة على أنهم يتعلمون بنفس السرعة، ونفس المستوى من الفهم، ولا تراعي الفروق الفردية بين الطلبة
7    المحاضرة تخضع لرقابة المعلم، حيث يختار المادة التي تغطي الوقت، والإجابة عن الأسئلة.     7    المحاضرة لا تشد انتباه الطلبة الذي ربما لا يدوم أكثر من (25) دقيقة. ومعلوماتها عرضة للنسيان.
بناء على الأهمية التي لا زالت المحاضرة تتمتع بها ينبغي تسليط الضوء عليها والإجابة عن السؤال التالي: كيف يخطط المعلمون لمحاضرات فعالة؟
على المعلمين أن يتذكروا أن عقول الطلبة ليست ألواحاً فارغة، وعند إعدادهم لمحاضراتهم ينبغي أن يراعوا المعرفة الموجودة عند الطلبة، والمحاضر الجيد هو المحاضر الديناميكي الذي يميل إلى تنويع المعرفة ويتوسع في الثقافة، وكي يخطط المعلمون لمحاضراتهم عليهم الإجابة عن الأسئلة التالية:
* اختر الموضوع: هل الموضوع الذي سأتحدث عنه منهجي أم عام؟
* حدد الهدف: لماذا حددت هذا الهدف؟ ما الأسئلة المحتملة؟ هل هدفي أن يفهم الطلبة هذا المفهوم الصعب؟ ما الحقائق الرئيسة التي سيذكرها طلابي؟ هل أريد الترويج لفكرة معينة؟ أو سلوك معين؟ هل غرضي التسلية؟
* صنف طلبة الصف: هناك طلبة يحتاجون للمعرفة، وآخرون يحتاجون للتحليل، ومجموعة لتشعيب التفكير.
* عرف المناسبة من خلال المحاضرة مع دراسة تركيب الصف: هل المحاضرة تحتاج إلى تفاعل؟ هل المحاضرة في بداية العام الدراسي؟ أم في الأسبوع الأخير؟
* اجمع مادة المحاضرة، واحصل على كل شيء قبل البدء بالكتابة، فجميع المصادر تصبح في متناول اليد.
* هيئ المحاضرة واكتبها على دفتر محاضرات ملائم: ثم اتل المحاضرة على نفسك.
* زاول المحاضرة مع نفسك، ثم مع جمهور ساكن، وقم بالتسجيل والسماع مرة ثانية.
مقترحات لتفعيل المحاضرة:
مقدمة المحاضرة:
يفضل تخطيط مقدمة تشير إلى ما يحتاجه الطلبة في الصف، وما يتحداهم معرفياً، أو يثير مشكلة في عقولهم (عصف ذهني) أو يثير فضولهم، فالمقدمات القوية المثيرة تعمل على شد انتباه الطلبة وتجعلهم يضعون توقعات حول ما يفترض أن يتعلموه – وبهذا يأسر المعلم طلبته مقدماً لهم سؤالاً كبيراً هو: ما المسألة التي سنجيب عنها في نهاية الدرس؟
نماذج من المقدمات:
* موضوع المحاضرة: الدخل وعلاقته بالمهنة
مثال المقدمة: محاضرة اليوم حول نفقات الإعاشة؛ حيث أظهرت المناقشات الأخيرة وجود تضخم في موازنات بعض الأسر في عدد من الوظائف.
* موضوع المحاضرة: تاريخ الفن
مثال المقدمة: ربط بين الدرس السابق والدرس الحالي: حللنا تاريخ المسرح الحي، واليوم سنحلل نماذج من المسرحيات التي تحدثت عن الظلم.
(هناك عدة أساليب لبدء المحاضرة تتضمن حكاية شخصية، رواية قصة، نكتة مضحكة ذات علاقة، نظرة إلى الحاضر، تقديم عنوان مثير ……)
محتوى المحاضرة:
هناك عدد من المحاضرين يسمحون ببعض المرونة في المحتوى الذي تتضمنه المحاضرة، ويفسحون المجال للأسئلة وتعليقات الطلبة، وهذا ضروري جداً، وعلى المحاضر أن يحدد النقاط الرئيسة التي سيتحدث عنها في أثناء الحصة، فلا يقدم الفروقات الدقيقة ويسهب في تفصيلاتها وتدوينها بحيث يحجب الأفكار الرئيسة عن الطلبة، وعلى المعلم أن لا يحس أنه مضطر لتغطية جميع المادة بأدق التفاصيل، والمحاضرة الجيدة هي التي تركز على (4 – 5 نقاط رئيسة) وتكون واضحة للطلبة، ومحتوى المحاضرة ينبغي أن يكون منظماً ويقدم بعض الأمثلة:
* الاستشهاد بالأحداث وتوضيحها بالعودة إلى الأصول.
مثال: الحركات التحررية في فلسطين بدأت منذ القدم، وقد أثرت على السياسات الدولية.
قدم تسلسلاً زمنياً للأحداث الكبيرة.
* ترتيب موضوعات المحاضرة.
مثال: تقديم خلاصة بعد كل (10 دقائق) لشد انتباه الطلبة.
* إثارة المرح.
* تنظيم محتوى المحاضرة بكتابة النقاط الرئيسة على السبورة أو جهاز العرض الرأسي.
* استخدام مستوى مفردات ملائم عند التوضيح.
* هل المعلومات التي قدمتها تخدم الفكرة؟ هل هي مناسبة للسياق؟
ويذكر “ميكيش” (Mckaechie, 1986) أن الثغرات في محتوى المحاضرة تكمن في قدرة المحاضر على صياغة الأسئلة التي سيوجهها إلى الطلبة، فهناك أسئلة يستخدمها المحاضرون لا إجابة لها.
* إعادة صياغة النقاط الرئيسة.
* الطلب إلى أحد الطلبة أن يقدم تلخيصاً للأفكار الرئيسة.
* إعادة صياغة ما يتوقع تعلمه.
* حفز الطلبة للرد على زملائهم خلال دقيقة أو دقيقتين.
* المحافظة على سير المحاضرة بحيث لا يؤثر سلوك بعض الطلبة على سير المحاضرة، كربط الحقائب، وكثرة الحديث والحركة.
– التوقف عن الحديث لفترة – الابتسام.
– توجيه الكلام للجميع، مثلاً: بقي أربع دقائق وسأنتهي.
خلاصة:
أخي المعلم:
عليك أن تتذكر بعض الإجراءات في التدريس باستراتيجية المحاضرة:
* خصص وقتاً لقراءة المادة.
* اجعل المحاضرة ملائمة لطلابك.
* ركز على عدد محدد من النقاط.
* قدم محاضرتك.
* قدم مشاهدة لفيلم.
* أعد خلاصة تتألف من 5 – 9 نقاط.
* استخدم الأمثلة القريبة من الواقع.
* أظهر الاحترام لوجهات النظر الأخرى.
* استبعد تكرار النقاط غير المهمة.
* شجع المشاركة والمناقشة.
* ومحاكاة المعلومات والأحداث.
* راقب تعليقات طلابك بصورة غير مباشرة.
* تحمس للموضوع: ولا داعي لأن تكون شخصية هزلية، بل كن مرحاً
(Cachin, 1990)
(2) استراتيجية المناقشة المنظمة:
تشير الدراسات إلى أن النصيب الأوفر من وقت التدريس لا يزال حكراً على المعلم ويشكل ذلك ما نسبته 90% من زمن الدرس، وقد أظهرت هذه النتائج ممارسات وتحديات لطرق التفكير التقليدية، وتم انتقاد استراتيجيات التدريس في مؤسسات التعليم العالي، وظهرت الدعوة إلى استخدام استراتيجيات أكثر فعالية، تشغل الطلبة وتساعدهم على اكتساب مهارات أفضل من مهارات الكلام والكتابة، والتفكير بشكل مبدع، مما يحل معظم مشاكلهم في غرفة الدرس.
إن هذا الطرح أدى بالعلماء الإدراكيين إلى الدفاع عن المفاهيم الجديدة في التعليم التي تنادي بربط المعرفة الحالية مع المعارف السابقة، وأن المعرفة لم تصل سليمة إلى المتعلمين إلا من خلال نشاط المتعلمين الذي يربط المعارف الجديدة بالمعارف السابقة، وهم بذلك يواجهون المعلومات الجديدة مع القاعدة المعرفية لديهم، فيتأثر التعلم اللاحق. وأسلوب المناقشة من أهم الاستراتيجيات التي يقوم عليها هذا التوجه، واستراتيجية المناقشة جيدة في تحقيق تعليم فعال داخل غرفة الصف، وتساعد المعلمين على توجيه الردود عندما يطلب إليهم ذلك. وبهذا يمكن القول: إن المناقشات من أساليب الحصول على تعلم وتعليم فعالين، وهي تعمل على تحقيق الأهداف التالية:
* مساعدة الطلبة على تعلم الانضباط في التفكير والعرض.
* مساعدة الطلبة على تعلم تمييز وتقويم المنطق، وإقامة الدليل الذي يشكل قاعدتهم المعرفية.
* إعطاء الفرصة لصياغة الأمور الضرورية.
* مساعدة الطلبة على حل المشاكل الناجمة عن القراءة والمحاضرات، وتجارب الحياة.
* استثمار المصادر من مجموعة النقاش.
* مواجهة معتقدات الطلبة وأفكارهم.
* تطوير الحافز للتعليم.
* الحصول على الرد العاجل.
ويعتبر وضوح الأهداف شرطاً مهماً للمناقشة الجيدة، لأن ذلك يحدد نوع المناقشة، وهنا يسيطر المعلم على سير المناقشة، وتكون الأسئلة ذات ردود محددة، ويسمح المعلم للطلبة بصياغة الأسئلة، وتحديد أهداف المناقشة التي تتطلب إثارة التفكير المبدع، وتقبل وجهات النظر المتعارضة، وتتطلب المناقشة توجيه أسئلة ذات ردود قصيرة مثل: عرف صفة التأين؟ ما مراحل انقسام الخلية؟
وهناك الأسئلة المفتوحة، وينبغي الابتعاد عنها في داخل غرفة الصف مثل: ما الطرق التي نحل بوساطتها أزمة الطاقة؟
وفي المناقشات المواجهة يستخدم الطلبة والمعلم أسئلة متقاربة مع تقديم تلخيص للردود، ويربط “أندروز” أسئلة المناقشة بأهدافها من خلال تقرير أعده عن المناقشة يقول:
“لا شيء أكثر فائدة من المناقشة الجيدة، حيث تعمل على تحقيق الوئام الجيد بين المعلم وطلابه والتي لخصها بما يلي:
–    الرغبة في المشاركة بالتجارب الشخصية.
–    الرغبة في إدخال الخبرة.
–    الانفتاح على الأفكار الجديدة.
–    القدرة على أخذ المعلومات من الآخرين.
–    القدرة على الاستماع.
–    تحمل وجهات النظر المعارضة.
وثمة طرق غير شفهية تساعد المعلمين على إيجاد الوئام خلال المناقشة هي:
* ابدأ بالحماس، وعند سماع الردود، ابتسم وانتظر.
* ابق على اتصال عيني مع الطالب المتكلم.
* امشي نحو الشخص المتكلم، ويمكن اتخاذ خطوات أخرى في اتجاه آخر.
* تجول حول الغرفة باتجاهات مختلفة لأن الطلبة ينظرون إلى من تتحول إليهم.
* رتب بيئة التعلم على شكل يرى المناقشون بعضهم بعضاً.
* استند إلى حائط قريب من النقاش، أو أجلس على منضدة في منتصف الصف.
وهناك بعض الإشارات الشفوية يستخدمها المعلمون لإفساح المجال أمام بعض الممارسات من قبل الطلبة كي يحل جو من الوئام منها:
* هل لك أن تفكر في هذه الحالة؟
* ألا يحتمل أن ينطبق ذلك على ……….؟
* أنا لا أعرف. لكن هذا سؤال مهم …. هل بالإمكان أن يجيبنا أي طالب؟
* لست متأكداً، هل لك أن تقدم مثالاً؟
* دعنا نتذكر المشكلة الرئيسة.
* ما الخطوة الأولى؟ (Andrews, J., 1995)
الجلسة الافتتاحية للمناقشة:
يؤكد المعلمون أن المناقشة جزء مهم للطلاب في داخل غرفة الصف، وعلى المعلمين وضع المعايير اللازمة للمناقشة، وتطوير الأفكار ذات العلاقة بموضوع المناقشة، ووجهات النظر، ونماذج تجارب الطلبة، ووضع أسئلة حاسمة، وإثارة نقاط استفزازية.
وهناك عدة طرق لتحفيز المناقشة، فعلى سبيل المثال يبدأ المعلم درسه بمناقشة عامة لإنعاش ذاكرة الطلبة، ثم توجيه الطلاب كي يستدلوا على النقاط المهمة، وينبغي أن يشترك جميع الطلبة في المناقشة.
تقانة المناقشة:
يستخدم المعلمون بعض التقانات لقيادة المناقشة وتفعيلها كي تكون ديناميكية.
مثال:
ابدأ بداية قوية، اعرض فيلماً أو قم بتمثيل مشاهد …….. ثم اطرح سؤالاً ما ردود أفعالكم مقابل ذلك؟ هل هناك شيء أزعجكم في الفيلم؟ بعض المعلمين يستخدمون الأسئلة لبدء المناقشة، وينبغي أن لا يزيد انتظار الإجابة عن (10 ثوان)، وإذا لم تحصل الإجابة يعاد السؤال أو يغير، وبعض المعلمين يقدم مثالاً إذا كانت المشكلة مجردة.
تذكر:
إن أفضل الطرق لإيجاد مناقشة حارة وقوية يتمثل في إثارة قضية جدلية، وثمة قواعد إجرائية للمناقشة منها:
(1) المشاركة. (2) السرية. (3) الاستماع الجيد. (4) عدم الحركة.
(Meyers & Jones, 2002)
(3) استراتيجية حل المشكلات:
إن حل المشكلة يحتاج إلى تفكير متشعب، وتفكير مركز مع تلاعب بالمعلومات، لإيجاد حلول مبدعة وقد حددت ست خطوات لحل المشكلة وهي:
1- الارتباك في تحديد المشكلة، كيف نكتشف الحالة؟ وتسمى فوضى تحديد المشكلة وتمر بالخطوات التالية:
تركيز الأسئلة:
–    إثارة انتباه الطلبة حول تحديد المشكلة.
–    ما مدى التحدي الذي تحدثه المشكلة؟
توضيح الأسئلة:
–    أعطني مثالاً على المشكلة؟
–    ما المعلومات الأكثر أهمية في المشكلة؟
2- جمع البيانات: ما الحقائق الموجودة حول المشكلة؟ مقالة، مادة مكتوبة. ما المعلومات التي يجب أن تعرفها؟ والمعلومات التي تعرفها مسبقاً؟ وتمر بالخطوات التالية:
تركيز الأسئلة:
–    ما الأشياء التي نعرفها حول المشكلة من خلال قراءاتنا أو تجاربنا أو مناقشاتنا؟
–    ما الأشياء التي نود معرفتها حول المشكلة؟
–    كيف تكتشف الأشياء المجهولة؟
–    كيف نتعلم أكثر حول المشكلة؟
توضيح الأسئلة:
–    ما الذي أعنيه بمشكلة كذا …. ؟
–    كيف يمكن أن أكتب ذلك؟
3- إيجاد المشكلة: ويتطلب تحليل وتقويم البيانات التي تم جمعها، وإثارة العديد من الأسئلة، والمشاكل المحتملة، واقتراح الحلول على أن تكون المشكلة قابلة للحل، وتمر بالخطوات التالية:
تركيز الأسئلة:
–    ما أجزاء المشكلة المطروحة أمامنا؟
–    ما المعلومات التي تميز مشكلتنا عن غيرها؟
ذكر المشكلة:
–    كيف نذكر مشكلتنا بشكل واضح؟
–    كيف نعيد صياغة المشكلة؟
اختيار المشكلة:
–    ما أفضل بيان للمشكلة؟
–    أي الأشياء التالية لها علاقة بالمشكلة؟
زيادة التفكير: (العصف الذهني):
– لماذا نعتقد أن هذا أفضل توضيح للمشكلة؟
– ما المعلومات التي تزيد المشكلة توضيحاً؟
4- إيجاد الفكرة: ما الأفكار المحتملة لوضعها كحلول؟ وتمر بالخطوات التالية:
تركيز الأسئلة:
– ما الطرق التي نحل بوساطتها المشكلة؟
تحديد الأسئلة:
– ما الحلول المقترحة؟
– هل يمكن دمج بعض الحلول؟
– ما الحلول التي يمكن استبدالها؟
5- إيجاد الحل: ويكون وفق معايير، وإيجاد بدائل مناسبة، وتحليل الأفكار بعناية، وبشكل منظم، وتمر بالخطوات التالية:
تركيز الأسئلة:
– ما الطرق اللازمة للحكم على الحل؟
– كيف نقيم الحلول؟
اختيار المعايير:
– ما المعايير الأفضل للحكم على الأفكار؟
تقييم الحلول:
– تدرج الحل بوضع معايير: ممتاز، جيد جداً، جيد، مقبول، غير مناسب.
6- الحصول على الموافقة والقبول، وهي مهارة عالية؛ حيث يقاوم معظم الطلبة الحلول النهائية، وتمر بالخطوات التالية:
تركيز الأسئلة:
– من يقبل هذا الحل؟ ولماذا؟
– من يرفض هذا الحل؟ ولماذا؟
– ما مصادر التخوف من هذا الحل؟
تخطيط السؤال:
– ما الخطوات التي يجب مراعاتها عند تطبيق الحل؟
– كيف نقدم الحل لكي يكون سهلاً؟ (Bonwell, Eison, 1991)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى