تنمية بشرية

التهويــن فــن من فنــون التعايــش

التهوّيــن فــن من فنــون التعايــش مع الحيـاة …

فن من فنون التعايش في الحياة , الكل منا يغفل عنه ويستسلم لما يصيبه من سوء وكدر …
هو فن التهوّيـــن

لابد من اتقان هذا الفن و تعلمه .. وتعلم كيف ننسى ما مضى من الآلام , وأن لا نقبل أن نكون آلة حزن وتنديد !

ربما الاغلبية منا شديدي الحساسية , وربما تألمنا يومين لحادثة أحرجتنا أمام الناس , وكنا كذلك شديدي الحرج من كل صغيرة وكبيرة … الأمر الذي يوقعنا في كثير من المشاعر السلبية .. هنا لابد من التهوين … فالتهوين كفيل أن يقضي على مشاعرنا السلبية تجاه الماضي …

 

ليس هنا احد أحد إلا وله ذكريات حادة وحرجة ومؤلمة , لكنها هي التي تصنع الأبطال !
تذكر أن الذين ينعمون بالرخاء , ويتربون في القصور , ويأكلون ما يشتهون , ويلبسون ما يريدون , ويمرحون ويسرحون , هؤلاء لا معنى لحياتهم , ولذلك فإن القادة الذين نشئوا بين المحن ومن وسط الشعب هم الذين يقودون الأجيال , ويصنعون الرجال , ويحققون الآمال, ويفعلون المحال !

 

واهم وأروع مثلنا في الخلفاء الراشدين والأئمة المجددين , بل هذا السبب الذي جعل جيل الصحابة جيلاً فريداً ..

اليابان, ألمانيا وغيرها, دول خاضت المعارك العالمية وتحطمت ثم قادت , لأن قادتهم كانوا ممن ذاقوا المحن , وأرادوا صنع الحياة وتحقيق الانتصار …

تعلم أن تهوّن كي تعيش , ابدأ من الآن , أغلق باب التنديد والمسكنة , أنت تعيش اليوم وليس الأمس ,
وإن ما مر بك مر بكل إنسان لكن بألوان مختلفة !

لقد عاش نابليون في قمة الجاه والسلطة والشهرة , لكنه قال في سانت هيلينا : (لم أعرف ستة أيام سعيدة في حياتي),
بينما عبرت هيلين كيلر العمياء الصماء البكماء: (أجد الحياة جميلة جدا) ,

 

تعلم كيف تعيش سعيد بقلب ماضيك إلى تجارب صاغتك كما يصاغ الذهب واقلب حاضرك ميداناً للتحدي , واجعل مستقبلك أملاً براقاًً ونوراًً ساطعاًً ..

شد يهودي على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , وقال: (يا محمد ! اقض ديني , فإني أراكم مطل يا بني هاشم) ,
أولا: أساء إلى رجل محفوف بمحبيه وفاديه,
وثانيا: تعدت يده عليه ,
وثالثا: ناداه باسمه مجردا وليس بينهما سابق صحبة,
ورابعا: طعن فيه بل وفي جميع أهله,
فما زاد النبي (صلى الله عليه وسلم) على أن ابتسم وأمر بدينه ليدفع له , والقصة مشهورة حيث أسلم اليهودي بعدها , وقد أراد أن يختبر صفة الحلم المذكورة فيه في التوراة …

 

تذكر أن النقد يأتي على قدر المنتقد , وإنه اعتراف بقدرك ومكانتك , قول لنفسك : هذا لأهميتي !

الناس ليسوا جميعا على قدر واحد من التعليم والادراك والأدب والتحضر … ففيهم السيئ كذلك , ونحن نقبله في مجتمعنا , سلِ نفسك :
اين انت من اخلاق وحلم النبي (صلى الله عليه وسلم) ؟
تعال انظر نفسك وأنت تغضب إذا ذكرك أحد بسوء أو بغلطة , بل ربما كان هذا الشخص زوجك أو صديقك , أو ربما أباك أو أمك . نعم أنت لا تطيق ذلك !

 

تفكرت في السبب الذي يجعل القرآن الكريم يدون حادثة الشجار التي حصلت في بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بينه وبين زوجاته … فعلمت أن ذلك تربية لنا لك نعرف أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) … كان يتعرض أحيانا لمثل هذه المواقف ويصبر بل ويغفر فمن باب أولى أن نفعل نحن ذلك ..

تمر علينا عشرات بل مئات الحوادث والأمور كل يوم , فلو أننا اتخذنا موقفا من كل حادثة فقد تهلكنا هذه الحوادث وهذه الامور ويفتك بنا القلق , تتعب أعصابنا …

فان حدث وتعرضت لحادثة , خاصةً وان كانت لا تستحق كأن يغيظك أحد أو يشتمك , أو يتهمك أو ما شابه ذك , فلا تلقِ له بالا , ولا تعطي له اية اهتمام , ففي كثير من الأحيان قد تتعرض لشخص يريد اغاظتك لا تستجيب لمطلبه , تعلم كيف تتجاوز صغائر الأمور…
فأنــت أكبـــر مــــن ذلك !

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى