تنمية بشرية

التسامح وصفاء القلوب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إن أردتم إخواني في الله السمو بنفسكم و الرقي بذاتكم فامسحوا ضغائنكم بالتسامح

    اخواتي مااجمل التسامح وصفاء القلوب ونقاءها
    عندما لا تحمل داخلها الا الخير والحب للجميع عندما تبتعد عما يدنسها
    من الامراض التي تفتك بها فتجعلها مريضه

    سقيمة تعيش حياتها في هم وغم تتأكل في داخلها حتى لا تقوى على العيش
    اخواتي ان لصفاء القلب لحلاوة لا يشعر بها الا من طهر قلبه
    مما يعكر صفوه وراحته من البغض والحقد والحسد والكراهية
    وغيرها من الامور التي تحطم فؤاد المرء وتقلق راحته ,,,

    اخواتي هل جربتم يوما ان تصفوا افئدتكم وتسامحوا من اخطأ في حقكم
    جربوا وستشعروا بطعم الراحة والسعاده
    هل تعلمون قصة ذلك الرجل الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم
    بأنه من أهل الجنة
    إليكم قصته :

    كان عليه الصلاة ولاسلام جالسا ذات يوم مع نفر من أصحابه،
    فقال لهم: (يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة)، فترقب الصحابة ظهور هذا الرجل،
    الذي حباه الله تعالى بأن جعله من أهل جنته ونعيمه،
    ونجاه من أن يكون من أهل النار والجحيم، فطلع رجل من الأنصار
    تقطر لحيته من الوضوء، وكان من بين الحاضرين
    عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، تطلعت نفسه
    لأن يعرف سر هذا الرجل، فتحيل عليه بحيلة حتى أذن له
    الرجل بأن يبيت عنده ثلاثة أيام، فاستغل عبد الله هذه المدة
    ليعرف ما يقوم به هذا الرجل من أعمال وقربات وطاعات،
    فلم يره كثير الصلاة بالليل، ولا كثير الصيام…،

    فسأله عن العمل الذي جعله من أهل الجنة؟ فقال الرجل:
    (ما هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا،
    ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه)،
    فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق أي لا نستطيع.
    أفرأيتم اخوتي كيف سمت بهذا الرجل صفاء قلبه وتسامحه حتى بشر بالجنة؟

    اخواتي علينا أن نبتعد عن الشحناء والضغينة وأن نصفي قلوبنا
    ونغفر لمن أخطأ في حقنا حتى نتأكد من سلامة صدورنا
    وأن الاعمال تعرض كل اثنين وخميس على الله تعالى
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين
    والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء.
    فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا" رواه مسلم.

    أن سلامة الصدور وراحة البال والنفس تتطلب منا تنقية القلوب من الأمراض
    التي لا تضر سوانا فالحقد والحسد والبغضاء والكراهية والغل جميعها
    تؤثر على من كانت في قلبه فيسكنه الهم والغم والكدر والتعب والقلق
    فهل نرضى لأنفسنا ذلك

    فصفاء القلب نعمة من الله إن لم نحسن التعامل معها ستكون نقمة علينا
    فماذا نطمح من هما هل النعمة ام النقمة ونحن بيدنا كل شئ ,,,

    اخواتي الاعزاء ماأكثر الكلمات حين ننطقها
    وقد نجد لها بابا في الشر وأبوابا عديدة في الخير
    فهل نحملها على أي منها ؟؟
    وماأكثر من يحمل لنا الاقاويل والتي لم نسمعها على لسان صاحبها
    وقد تحمل من الكلام مايسيئ إلينا فهل نصدق هذا او نتأكد من صاحب القول ؟؟
    إن راحة وصفاء قلوبنا تتطلب منا أن نبتعد عن أقوال السوء
    والظن السيئ بالاخرين

    وصفاء القلب والتسامح من صفات أهل الجنة فقد قال الله عز وجل
    في وصف أهل الجنة وماانعم عليهم به :
    ((ونزعنا مافي صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين))
    هذه احدى نعم الله على أهل الجنة
    فهل نبخل على أنفسنا هكذا ونحن في الدنيا ,,,

    اخوتي الاعزاء إنما هذه تذكرة وإن الذكرى تنفع المؤمنين
    اقول قولي هذا واسأل الله لي ولكم صفاء القلب وأن يغفر الله لنا الذنوب
    ويرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى