تنمية بشرية

علم النفس العكسي

 ربما كنت قد فعلت ذلك مرات لا تعد ولا تحصى، وقد لا تكون على علمٍ بأنك تفعله، إنه “علم النفس العكسي“. علم النفس العكسي هو مفهوم بسيط؛ تريد من شخص ما أن يفعل شيئاً، ولكنَّك موقنٌ من أنه لن يفعل ذلك الشيء حتى لو طلبته بأسلوب لطيف! لذلك أنت تحاول القيام بالاحتيال على ذلك الشخص ليفعل لك ما تريد؛ بأن تطلب منه أو تخبره بأن يفعل عكس ما تريد منه أن يفعل تماماً

#مثال: تحاولين جعل زوجك يقوم بطلاء غرفة النوم الخاصة بكم ولكن كل محاولاتك تبوءُ بالفشل، لذلك تقولين له: “لا يهم، سأفعل ذلك بنفسي، أنا أقوم بالطلاء أفضل منك على أية حال”. وأنتم –بالطبع– تعلمون ما التالي، سيقوم على الفور بإمساك فرشاة الطلاء بيده.

علم النفس العكسي يلبي الغرض منه –في أغلب الأحيان– وذلك لأنَّ البشر لديهم حاجة ماسة لـ”الاستقلال”،

في مجال العلاج النفسي، علم النفس العكسي يتم وصفه بمصطلح أكثر دقة وهو “التدخل المتناقض” (مصطلح “علم النفس العكسي” هو من ابتكار وسائل الإعلام، كما تقول ريمون). في التدخل المتناقض يطلب “المعالج النفسي” من “العميل” بأن يتشارك معه في النقاش حول سلوك ما يحاول ضبطه أو تغييره. فمثلاً إذا كان العميل يحاول أن يتوقف عن المماطلة، يطلب منه المعالج قضاء ساعة واحدة يومياً في المماطلة. والفكرة هي أن هذا سيساعد العميل في التركيز على ذلك السلوك وأسبابه الممكنة، فيرى أن هذا سلوك طوعي، ومن ثَمّ يمكن التحكم به.

ويعارض بعض علماء النفس استخدام علم النفس العكسي تحت أي ظرف من الظروف. حيث تقول الدكتور “ﭬيكي بانشيون” وهي عالمة نفسية في شؤون الطفل في موقعها على الانترنت: “أنه إذا قمت بمكافأة طفلك على فعل عكس ما تقوله له – كأن تطلب من طفلك عدم قص شعره الطويل – سيفعل عكس ذلك وبعدها تخبره كم يبدو منظره جميلاً، أنت بهذه الطريقة تعلمه بألا يستمع إليك وأيضاً تعلمه أنك لا تعني ما تطلبه منه دائماً”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى