تنمية بشرية

حياتنا كـ/رقعة الشطرنج/

السلام عليكم ​

 

رقعة الشطرنج​

 

الحياة مثل رقعة الشطرنج، كل طرف يحاول أن يربح قدر ما يستطيع، وهذه ليست أنانية مادمت تتحرك في ضوء قواعد اللعبة وقوانينها، والسعي نحو المصلحة الشخصية أمر لا غبار عليه مالم يتجاوز الحد المشروع، وفي ساحة اللعب هناك من يلعب لا لِيَربَح؛ ولكن لِيُربِح غيره على افتراض أن هذا الغير سوف يعاونه على الربح أيضًا، من أين جاء بهذا القانون الجديد للعلب؟! ​

 

هذا هو الغريب في الأمر، ففي كل الرياضات لا يوجد فريق يسعى ليُربح غيره ليَربح؛ ولكن كل يسعى للربح محترمًا شرف اللعبة وقواعدها، وكل يجب ـ أو هكذا يفترض أن يكون ـ يتمتع بروح رياضية تقبل النصر والهزيمة، وهذا ما ما يجب أن يسود حياتنا أيضًا.​

 

فالحياة بالفعل كالرياضة تمارسها بمفردك أحيانًا، وتمارسها في تشكيل كفريق أحيانًا أخرى، وفي الحالتين يجب أن تسعى لتربح، إن القوانين التي تحكم هذه اللعبة بعضها مستمد من الطبيعة الإنسانية، وبعضها من الدين، وبعضها من الأخلاق،​

وعلى كل عليك ألا تتجاوز أحدها، وإلا أصبحت لاعب غير شريف تستحق العقاب والجزاء على هذا التجاوز، أما في حال التزامك بقوانين اللعبة فلا غبار عليك واسع لتربح قدر ما تستطيع.​

في لعبة الشطرنج قد تقود خصمك لتحركات معينة تحقق صالحك أنت، وبالمثل هو يخطط لذلك ويسعى لتنفيذه، هذا ما يحدث في الوافع أيضًا،​

إن الآخرين من حولك يدفعوك لفعل أشياء معينة لتحقق مصالحهم، وانصياعك الدائم وتنفيذك لمخططاتهم بدون أن يكون لك أي صالح منها ليس احترافًا للعبة، وإنما هو استهلاك للوقت فقط ، وفي الواقع هو إنهاك لقدراتك النفسية، وتبديد لطاقاتك المعنوية ​

لا تستسلم مالم يكن هناك داعي أو فائدة مرجوة، لا تتعجل بالحكم فهذا لا يعني أن تكون أنانيًا، فحتى الرغبة في إسعاد الآخرين أحيانًا تكون هدف نسعى لتحقيقه، لكن المَعْنِيُّ بالأمر هو ألا تتحول إلى تابع على الدوام، وألا تصبح حجر على رقعة الشطرنج يتحرك كيفما يريد الآخرون، لقد خلقك الله وأودعك الإرادة، لهذا دلالة أيضًا، وأنت في الحياة مخير في الكثير من الأمور، لهذا يجب أن تعي هذه القدرة.​

 

في كثير من الأحيان يقع بعض الأشخاص ضحية لهذه التبعية، إنهم يعانون بالطبع، قد يحسب الآخرون أن محاولة هؤلاء لاستعادة الحرية شكل من أشكال التمرد، إلا أن هذه المحاولات طبيعية ومشروعة مادامت بالطرق السليمة، وأيضًا شعور الأخرين بهذه المحاولات طبيعي، إذ انها تهدد مصالحهم فهم حتمًا يقاومونها، ​

لذا إن كنت تعاني من مثل هذا النوع من التبعية فعليك بالإصرار على الخروج من هذا الموقف المتأزم، كن شجاعًا، لبقًا، مهذبًا، احترم قواعد اللعبة واسعى لكي تدير شؤونك بنفسك، وإن كنت الطرف الأقوى الذي يجذب إليه الآخرين فعليك أن تقبل محاولاتهم للتحرر، تمتع بروح رياضية وتقبل الخسارة المؤقته، هكذا الرياضة، لن يجاملك الخصم لتربح أنت، فاقبل بطبيعة اللعبة وقواعدها كذلك.​

 

والتوازن في ساحة اللعبة ضروري ، لأن كل لاعب فيها سيسعى ليجذب الآخرين إليه، لا تدر في فلك أحدهم بسهولة، كن أنت صانع قرار نفسك، وزد قوة جذبك لتتوازن معهم، فتحافظ على بقائك ولا تنجذب لفلك أحدهم وتدور فيه للأبد.​

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى