تعرف على نشأة المحاسبة وتطورها

نشأة المحاسبة وتطورها

نشأت الحاجة للمحاسبة عندما شعر الإنسان قديماً بحاجته لحفظ سجلات تبين مقدار ما يملكه من ثروة متمثلة في أغنام ومحصولات زراعية أو غير ذلك. وثبت تاريخياً أن قدماء المصريون والإغريق والرومان قد قاموا بالإحتفاظ بمثل هذه السجلات لتسجيل العمليات المالية الخاصة بنشاطاتهم اليومية، إلا أنه كان واضحاً إن النظام المحاسبي لتسجيل العمليات كما هو معروف الآن لم يظهر إلا في نهاية القرن الخامس عشر. ولم تخرج المحاسبة في ذلك الوقت عن كونها نظام حسابي يقوم على أسس الإضافة والخصم في تسجيل العمليات المالية أو نظام القيد المفرد الذي يهتم بتسجيل العمليات المالية من جانب واحد فقط. وقد أوضح المتخصصون في مجال المحاسبة أن السبب في عدم وجود نظام متطور قديماً يرجع إلى عدم توفر بعض العوامل أو المتطلبات الضرورية لوجود مثل هذا النظام، ومن أهم العوامل أو المتطلبات ما يلي:

· لغة مكتوبة.

· الحساب.

· وحدة نقدية متفق عليها.

· نشاط تجاري متطور.

· وجود شخص مخترع قادر على تطوير المحاسبة.

و بإزدهار الحياة الإقتصادية في القرن الخامس عشر وخاصة حول المدن الإيطالية توفر المناخ والمتطلبات الضرورية لتطور المحاسبة، فقد ظهر نظام القيد المزدوج سنة 1494 م. المشهور أن مخترع نظام القيد المزدوج هو عالم الرياضيات الإيطالي لوكا باسيولي، إلا أن باسيولي كان قد إعترف بصراحة ضمن مقدمة أطروحته بأن لا فضل له في إبتكار القيد المزدوج، بل كان جل ما قام به هو تفسير أساليب كانت معروفة من قبل، ومن ثم كتابتها في مؤلف مطبوع بعد أن كانت مبعثرة في شكل مخطوطات. وبمقتضى هذا النظام تثبت العمليات المالية ويبين أثرها على طرفي كل عملية. ومنذ ذلك التاريخ تطورت المحاسبة ولم يقتصر إستخدامها على المنشآت التجارية بل إمتد إلى جميع نواحي النشاطات لتشمل المشروعات الصناعية والزراعية والخدمات وأجهزة الدولة والحسابات القومية والجمعيات والنوادي والمنظمات النقابية والتعليمية وغيرها. وقد ظهرت عدة فروع متخصصة للمحاسبة لتلبية حاجة النشاطات المتعددة ومما ساعد على تطوير المحاسبة حديثاً التغيرات التي حدثت خلال الخمسمائة سنة السابقة ومنها:

· قيام الثورة الصناعية في أوروبا وظهور نظام الإنتاج الكبير.

· النمو المتزايد في حجم المشروعات وتعدد الإختراعات.

· زيادة تدخل الدول في مجال الضرائب وغيرها من الأمور الإقتصادية الأخرى.

· ظهور نظام المشروعات الكبيرة المتمثلة في الشركات المساهمة.

· ظهور الكثير من الأفراد والمنشآت والمنظمات المختلفة التي تحتاج إلى معلومات مالية.