اعداد محاسب

تعقيبًا لما أثير حول قانون مزاولة المهنة للمحاسبين والمراجعين….

بقلم : د. عرفان فوزي

مقومات وخصائص المهن الحرة

تابعت في الفترة الأخيرة باهتمام اعتراضات السادة الأفاضل المحاسبين القانونين على مشروع قانون مزاوله المهنة المقدم من الحكومة ، وقد كان من أهم مطالب السادة المحاسبين هو أن تختص النقابة وحدها بشئون ترقيات أعضائها وان تشرف على الاختبارات الخاصة بالقيد في سجل المحاسبين والمراجعين وعلى كافه شئون المهنه ،

وأرى ان هذا المطلب عادل ويتفق مع الدستور المصري ، الذي أناط بالنقابات تنظيم شئون المهنة واعترف بالشخصية الاعتبارية للنقابات وقد رأيت أن استعرض معكم مقومات العمل المهني ومن خلالها يتبين لنا عدالة مطلب السادة الأفاضل المحاسبين القانونين أسوة بنقابه المحامين ، وإن الباحث في طبيعة العمل المهني المتطور والأركان الأساسية التي يستند إليها يستطيع أن يستخلص المقومات الآتية :
أ- قدر كافٍ من التأهيل العلمي والعملي، لكل من يسمح له بمزاولة المهنة أو الانطواء تحت لوائها، مع قدر من الاستعداد الذهني والتحصيل العلمي والخبرة العملية، يتناسب مع خطورة وأهمية الخدمة التي سيؤيدها الممتهن للغير.
ب- شعور الممتهن بالمسئولية الاجتماعية، الملقاة على عاتقه وبقدرته على تحمل هذه المسئولية، وقد أدى ذلك إلى نشوء مجموعة من القواعد والتقاليد المهنية التي يحترمها أفراد المهنة عادةً ، والتي تضع احترام واجبات المهنة والرقي بها على درجة من الأهمية تتعادل مع الرغبة في الكسب، ولذلك ينفر أصحاب هذه المهنة عادة من اعتبارهم مجرد تجار، يسعون إلى الكسب المادي وإنما يدعون أنهم أيضاً يهدفون إلى الرقي بأداء الخدمة وتحقيق نوع من المصلحة العامة.
(جـ) اعتراف صريح من المجتمع بأهمية الخدمة التي يؤديها الممتهن، ويظهر ذلك من إقبال الأفراد على ما يقدمه الممتهن من خدمات.
(د) منظمات مهنية تشرف على تنظيم شئون العمل المهني داخلياً، وتسعى جاهداً على رفع المستوى المهني للخدمة التي يؤديها أعضاؤها للغير وتطويرها بما يفي باحتياجات المجتمع ،وتعمل جاهدة على حماية أعضائها والعمل على رفع مستواهم الأدبي والمادي، وتبرز هذه التنظيمات بصورة واضحة في المهن العتيقة، مثل نقابة الأطباء، ونقابة المهندسين، ونقابة المحامين، ونقابة التجاريين.
(هـ) مجموعة من القواعد والمبادئ والتقاليد تحكم السلوك المهني لأعضاء المهنة وتهدف إلى رفع مستوى المهنة والمحافظة على كرامة أعضائها .
(و) لا يحتاج مزاول النشاط المهني إلى رأس مال كبير ليستثمره ،حيث يعد رأس المال عنصراً ثانوياً في المهن الحرة ،إذ يعتمد صاحب المهنة على مجهوداته الشخصية، وكفاءته العلمية والعملية وملكاته الذهنية التي يكتسبها بمرور الزمن وبمزاولة المهنة ، وكل ما يحتاجه المهني ” كل منهم حسب طبيعة عمله” إلى مبلغ من المال، بفتح مكتبه وتأمينه مثل المحاسب والمحامي وفتح عيادته كالطبيب .
(ز) تقوم العلاقة بين صاحب المهنة والعملاء(2)على أساس الثقة المتبادلة، فنجد في بعض الأحيان أن صاحب المهنة قد يدفع مبالغ نيابة عن العملاء يستردها منهم فيما بعد ، كما قد نجد بعض العملاء يدفعون مبالغ مقدماً لصاحب المهنة ينفق منها على الخدمة التي سيقدمها لهم، ولا نجد مثل هذه الأمور في المبادلات التجارية.
ومن خلال استعراضنا لمقومات العمل المهني يتبين لنا أن أصحاب العمل المهني هم أصحاب رسالة، حيث أنهم هم المثقفون الذين ينهض بهم المجتمع ولذلك فإن المسئولية الملقاة على عاتق المهنيين هي مسئولية كبيرة، لذلك أرى انهم أقدر على تنظيم شئون مهنتهم وان تتاح للنقابات المهنية كافه القدرات المادية والقانونية للانطلاق إلي الأمام بالمهنة وخدمه أعضائها .
مع خالص تحياتي د. عرفان فوزي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى