تنمية بشرية

شحن الهمة و ايجابية رجال الامة الطريق الى مجتمع قوى وناجح

    أهمية شحن الهمة :-

أن أهمية شحن الهمة لدى الشباب وتحديدا فى هذا العصر تكمن فى خلق جيل من الشباب قوى قادر على التغيير للأفضل مستقبلا وهذا الشحن ليس سهلا فى ظل التطور التكنولوجى الرهيب والذى يستخدم فى كثير من المجتمعات العربية بشكل سلبي وأصبح يمثل تهديدا كبيرا فى هدم وإفساد الشباب العربي مما يخلق جيل ضعيف لا يستطيع تحمل المسئولية وليست فقط التطور التكنولوجى هو السبب بل أيضا البعد عن الجانب الأخلاقي واتباع عادات وتقاليد غربية غريبة عن المجتمع الشرقى العربي تحديدا مثل التقليد الأعمى للغرب فى الملبس وظهور ازياء لا تناسب البيت العربي الاسلامى وخصوصا بالنسبة للنساء هذا على سبيل المثال ويوجد العديد من الظواهر السلبية ، أيضا البعد عن الجانب الدينى وهذا فى منتهى الخطورة لأنه وللأسف يهدم العقيدة الدافعة لأن يكون الإنسان إيجابي في حياته وحياة المجتمع الذى يعيش به ولنا فى رسول الله أسوة حسنة حيث قال صل الله عليه وسلم ” تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدى ابدا كتاب الله وسنتى ” صدق رسول الله صل الله عليه وسلم ولذلك نستفيد من هذا أن البعد عن الجانب الدينى يتبعه بالضرورة التشتت والضلال

ولذلك تكمن أهمية شحن الهمم للشباب فى إصلاح ما أفسده الاستخدام السلبي للتقدم التكنولوجى والبعد عن الجانب الأخلاقي والدينى

طرق شحن الهمة لدى الشباب :-

يوجد الكثير من الطرق التى تؤدى إلى ابتعاد الشباب عن السلبيات والتفكير فى إيجاد طرق وحلول إيجابية للتقدم والخروج من حالة الأنانية والتفكير بالنفس فقط إلى حمل هموم المجتمع والسعى بجد لرفع تلك الهموم وحل المشاكل التى يمر بها كل مجتمع ومن هذه الطرق

أولا : سيرة الرسول  والصحابة

لدينا من النماذج فى سيرة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم الكثير والكثير وأقصد من هذه النماذج شباب الأمة فى تلك العصور الذهبية فكان الشباب فى هذا الوقت يهتم بكل ما يهم المجتمع من قضايا ويحرص على تقاليد قبيلته وتعاليم دينه فكان العلم أولى اهتمامات الشباب وقتها وكثير منهم كان حافظا للقرآن الكريم منذ صغره وكذلك السنة وكان فى نضوجه يسافر بلاد وبلاد للتأكد من صحة إسناد حديث واحد وهذا كان بعد وفاة الرسول صل الله عليه وسلم ونجد بعضهم يهتم بالقوة والفروسية وهذه كانت من أعظم اهتمامات الشباب حيث كانت كل قبيلة تسيطر على الأخرى بفضل وفرة شبابها وقوتهم وتمتعهم بالصفات الحميدة من حسب ونسب وقوة وشهامه وشجاعة وكان الشباب يتبارى بالقوة والعلم والشعر والبلاغة وكانت قوة البلاغة لدى العرب كبيرة حتى نزلت معجزة الرسول فى القرآن الذى تحدى به فطاحل العرب فى الشعر والبلاغة وكان الرسول وقتها قد بلغ من العمر 40 عاما أما قبل ذلك فكان الرسول صل الله عليه وسلم شابا وكان يطلق عليه الصادق الأمين لشدة صدقه فى حديثه واحترامه الشديد لهذا الأمر وكذلك كان شديد الأمانة لا يغدر ولا يخون فكان مثال الشاب القوى الصادق الأمين العفيف فجمع كل صفات الحسن بالرغم من أنه ولد بمجتمع يغلب عليه الكفر ولكن بالرغم من هذا فكانت القوة والهمة عنده كبيرة فى أن يغير بعد ذلك وجه الأرض من الكفر والضلال إلى الهدى والإيمان بالله الواحد القهار ومن ثم إلى إنشاء الإمبراطورية الإسلامية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب وكان هذا أعظم مثال ؛

على بن ابى طالب رضى الله عنه :-

أمن على بن ابى طالب برسالة أشرف الخلق وهو في العاشرة من عمره لقد كان صبيا طفل يبلغ من العمر عشرة سنوات كيف يخالف أهله وعشيرته كيف يصور له عقله هذا الأمر وهل أدرك العاقبة على هذا التصرف أنها قوة الإيمان وعلو الهمة لذلك كان على من أبطال الإسلام وهو لم يبلغ حتى مرحلة الشباب و من فى شجاعة على وهو يبارز عمرو بن ود أكبر فرسان قريش ويقتله وهو لا يزال فى السابعة عشر من عمره وغيرها من المواقف لشاب وبطل من أبطال الإسلام

ابن عباس (حبر الأمة )

كان ابن عباس غلام صغير وكان رديف للنبي عليه أفضل الصلاة والسلام على حمار يقال له (عفير ) فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ” ياغلام انى اعلمك كلمات أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فأسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ”

وقد كانت تلك الوصية نقطة تحول فى حياة بن عباس لقد كان صبيا صغيرا ولكن أخذ الكلام محمل الجد ولم يستهن به بل كرس حياته من أجل العلم والتعليم والاجتهاد فى العلم وزهد الحياة وأصبح حبر الأمة وهكذا كانت كلمات النبي دافعا قويا لإشعال همة بن عباس مما جعله علما من أعلام الأمة الإسلامية

وهذه أمثلة بسيطة فمن يبحث فى بطولات المسلمين يجد الألاف من القصص والمواقف العظيمة أمثال زيد بن ثابت وعبد الرحمن بن عوف وزيد بن حارثه والكثير غيرهم .

ثانيا .تغير الفكر العربي

ينبغى على الحكومات العربية أن تنشر مفاهيم عملية ملموسة تجذب الشباب وهذا لا يأتى إلا بتغيير لطريقة التفكير من الدراسات النظرية إلى مجال التطبيق فكثير من المناهج التى تدرس فى الجامعات والمدارس إلا مجرد حبر على ورق لا يستفاد منها إلا بالقليل والواقع العملى شئ اخر وتحديد فى العلوم الحديثة كالبرمجة والهندسة الالكترونية فلا تدرس هذه المناهج إلا فى جامعات معينة ولا يعرف عنها شباب المجتماعات العربية اى شئ سوى استخدام التطبيق بعد الانتهاء من صنعه ونجد أن التجارة الإلكترونية فى العالم تتصدرها الهند فى إجمالى تصدير البرمجيات بالرغم من أنها لا تحتاج إلا لجهاز حاسب ومبرمج ذا علم بهذه العلوم ، وتقدر حجم تلك التجارة بالمليارات وبالنظر إلى حال الشباب العربي فى معظم البلدان فنجد أن جزء كبير منهم يعانى من البطالة وحتى من يعمل منهم فالغالبية العظمة تعمل فيما لا تحب ولا تجنى المال اللازم للعيش بصورة جيدة ولذلك فتوفير مناهج علمية تجمع بين النظرية والتطبيق لهو أمر حتمى ، ليس هذا فقط بل تخصيص كوادر بشرية لنشر الواعى الثقافي والأدبي للحافظ على تقاليد المجتمع وتقوية الوازع الدينى

ثالثا محاربة وسائل الهدم الغربية

الغرب ظل يعانى الفقر والجهل والمرض وتحديدا فى العصور الوسطى المظلمة ولم يستفيق إلا بوصول الإسلام إلى الأندلس والاحتكاك بالحضارة العربية الإسلامية وبدأت أوروبا تأخذ العلم من علماء المسلمين فى الاندلس وبدأت في تطوير نفسها والاستفادة من التعاليم الإسلامية ثم أصبحت أوروبا مصدرا للعلوم وتطورها وبدأت فى استعمار الدول بفضل تقدمها واستغلال ضعف الدول أو أضعاف القوى منها عن طريق نشر الجهل والفواحش بتلك المجتماعات فما هى وسائل أوروبا كانت وسائل أوروبا هى نشر الجهل بقتل العلماء فى ديار المسلمين كما حدث فى الحمآلات الصليبية أو قتل الشباب والأطفال من المجاهدين للقضاء على المقاومة وخلق جيل ضعيف لا يحمل اى من مبادئ الشجاعة والجهاد كما حدث فى الجزائر وليبيا أو نشر الفواحش مثل الخمور والمخدرات ومبادئ الحرية الشخصية للشباب وخصوصا لدى الفتيات للتحرر من القيود الإسلامية المحافظة على الاخلاق الحميدة والأنساب الأصيلة كما حدث في مصر لذلك اتبع الغرب سياسات جديدة وهى الغزو الفكرى باستخدام التلفاز قديما والآن بالإنترنت وما أخطره الآن من وسيلة قوية للتأثير على عقول الكثير من الشباب أو إتلاف أخلاقهم مع ضعف الوازع الدينى لديهم

ولذلك وجب على الدول الإسلامية فرض الرقابة القوية على التلفاز وما يقدمه للأسرة العربية والإسلامية كذلك فرض رقابة قوية على الانترنت ومنع المواقع التى تهدف إلى هدم أخلاق الشباب

رابعا تقوية الجانب الأخلاقي والدينى

أما عن الجوانب الأخلاقية والدينية فى المجتماعات العربية الإسلامية فيجب أن تسعى الحكومات إلى الاهتمام بالأسرة وتوفير مجال اجتماعى مناسب يهدف إلى التكافل والتعاون ومن ثم تقوية فكرة التعاون والتضامن والتكافل فيما بين أفراد المجتمع وبالتالى رفع سقف الأخلاق النبيلة وتقوية الروابط بين الأفراد وبالتالى القضاء على الأنانية والفردية وحب الذات وإحياء للتعاون والرقى .

أما بالنسبة للجانب الدينى فيجب أن يتم توجيه الشباب بأسلوب ذكى وفعال عن طريق تقوية المناهج الدينية فى المدارس والجامعات وعقد مؤتمرات شعبية دينية بحضور كبار الشخصيات الدينية فى كل مجتمع ودولة بشكل مكثف لتوعية الشباب بالخطر الغربي المتربص بهم ومن ثم حثهم على محاربته بالشكل الصحيح وبأدوات فعالة ومن أهم هذه الأدوات الشرح والتفسير الدقيق لتعاليم الدين الإسلامى وفهم معانى القرآن الكريم كما يجب ، القضاء على كل مظاهر التطرف كمحال بيع الخمور والمخدرات والملاهى المنتشرة للأسف بالدول العربية واخير تكريم المتفوقين فى العلوم بمختلف أنواعها بما يدفعهم للاستمرار فى تقدمهم وتحديدا العلوم الشرعية والتطبيقية تحفيز الشباب للابتكار وخلق فرص جيدة للتحدى والابتكار

أخيرا هذه كانت أمثلة بسيطة وتوجد العديد من الطرق لشحن همم الشباب والاستفادة من طاقتهم فهل يأتى اليوم ونرى فيه ذلك يحدث فى الدول العربية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى