تنمية بشرية

فن تكوين العلاقات

فن تكوين العلاقات

إن عملية تكوين العلاقات ليست مسألة خارقة للطبيعة،
إذ يستطيع كل منا أن يجند الآخرين لمساعدته في الوصول إلى أهدافه الشخصية، أو لمساندة قضية فقط إذا كان مستعداً للعيش وفق المفاهيم البسيطة التالية التي يمكن لأي إنسان أن يكتسبها.

 

إن أول قاعدة لتكوين علاقة هي أن يؤمن كل إنسان منا بأنه يستحق الثقة والاحترام والصداقة من الآخرين، مهما كان رأيك تجاه ذاتك، وكيفما كان رأيك في نفسك، وبغض النظر عن شكوكك ومخاوفك، فأنت مؤهل لهذه الأشياء ويجب أن تنتظرها من الآخرين.

هل قابلت شخصاً ذات يوم وكرهته فوراً، وبغض النظر عن الجهد الجاد الذي بذلته، فقد كنت عاجزاً عن تغيير انطباعك السلبي عنه؟
ربما يكون هناك أسباب لتلك التفاعلات الفطرية السريعة، فقد ينتج هذا الانطباع السيئ عن مجموعة من التجارب الأليمة الحبيسة في أعماق الذاكرة، وربما يكون السبب هو أن هذا الشخص يذكرنا بلا وعي بشخص آخر عشنا معه تجربة سيئة، أو ربما يكون ببساطة بسبب الانطباع الأول الذي قام على تعليق غير لطيف منه.

على العكس،
فقد كان لمعظمنا أيضاً رد فعل معاكس تماماً، حيث انسجمنا مع أفراد من اللحظة الأولى التي تعرفنا فيها عليهم، فقد كانوا مرحين، وبارعين، وجذابين وأذكياء، أي أنهم يملكون كل السمات التي نحبها في الشخص الذي نتعامل معه، إن الأفراد قد يصبحون شركاء في العمل في بعض الأحيان، وقد يصبحون أعداء لدودين لبعضهم البعض.

غالباً ما يكون السبب وراء تفاعلنا مع أفراد معينين بقوة شديدة هو أننا نرى فيهم سمات نحبها أو نكرهها بشدة، أو أننا نجد فيهم السلوكيات التي نرغب فيها ونود أن نقوم بها، إننا لا نتعامل مع الآخرين بسبب ما هم عليه، ولكننا ننجذب إليهم؛ لأنهم يعكسون ما نحن عليه، أو ما نحب أن نكون عليه.
عندما تحس بهذه المشاعر القوية في المرة القادمة – إيجابية أو سلبية – التي تقابل فيها شخصاً لأول مرة، فكن حذراً فقد تؤدي هذه المشاعر إلى مشكلات خطيرة، أو توقعات غير واقعية،

اطرح على نفسك هذه الأسئلة:

ماذا يوجد في هذا الشخص مما أحبه حقاً؟ ما سلوكياته أو سمات شخصيته التي تجذبني إليه أو تبعدني عنه؟ إلى أي مدى يشبهني هذا الشخص؟ إلى أي مدى يختلف عني؟ هلا أنظر حقاً إلى صورة تعكس نفسي في هذا الشخص؟
تحكم في مشاعرك حتى تشعر بأنك جدير بصداقة ذك الفرد، بدلاً من أن ترغب في هذه الصداقة فقط لأنك معجب به، أو لأنك تشعر بالذنب لأنك تكره هذا الشخص، ولأنك غير متأكد من سبب هذا الكره.

 

أما المبدأ الثاني

لتكوين علاقات ناجحة،
فهو:
أننا لا بد أن نقبل أن معظم الناس خيرون بفطرتهم، ربما يكون كل منهم – بين الحين والآخر – وقحاً أو عنيداً أو طائشاً أو سريع الغضب، لكنه خيّر في جوهره، إنها مسألة لا يمكن إثباتها علمياً، ففي عالم التجارة – مثلاً – نجد أن رجل الأعمال الأناني والقاسي – لأنه طموح – يتقدم باستمرار على حساب الآخرين سعياً إلى تحقيق هدفه، وربما يصل إلى أعلى المناصب في الشركة، ولكن مدة ولايته لهذا المنصب قصيرة عادة، إن هؤلاء الذين لا يستطيعون أن يدفعوا الآخرين على العمل معهم لا يصبحون قادة أبداً قد ينجح التخويف في حفز الآخرين، ولكن أثره يزول سريعاً.

 

المبدأ الثالث في تكوين العلاقات،

هو:
أن معظم الناس يحبون مساعدة الآخرين، إنها حقيقة أخرى لا يمكن إثباتها علمياً، ولكن إذا كنت تشك في صحتها، فحاول أن تطلب من الآخرين العون أو النصيحة، يعارض معظم الناس التطوع في تقديم العون للآخرين؛ لأنهم لا يريدون أن يفرض عليهم، ولذا فبمجرد طلب المساعدة فإنهم يحطمون هذه الحدود.

 

كان هذا موضوعاً قرأته عن فن تكوين العلاقات ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى