تنمية بشرية

تخلصي من التوتر وتمتعي بالاسترخاء ..بعلاج التنفس

أطفالك يطلبون أحدث iPad، مديرك أرادك أن تسلمي العمل أمس، وشريكك يريد أن يعرف ماذا ستعدين للعشاء. تربطنا جميعنا علاقة بتلك الأوقات التي نشعر فيها بالإرهاق بكل ما ترميه الحياه على أكتافنا. نعيش في مجتمع حيث يتم

تشجيعنا على الرغبة في الأشياء والحصول عليها كلها. وكنتيجة لمحاولتنا تكييف كل الأمور مع بعضها يعلق جسدنا في حالة من التوتر والقلق دون أن نعي ذلك هل تذكرين متى كنت تتمتعين بكامل طاقتك!! لكنك لا تعلمين كيف تستعيدين ذلك وتوقفين آلام الرأس والأرق ووجع الظهر.

قد تذهبين إلى منتجع أو للركض أو حتى تسافرين في عطلة باهظة إلى جزر المالديف. ولكن هنا سوف نكتشف علاجًا آمنًا وسليمًا على طريقة اليوغا يمكنك ممارسته يوميًا ومجانًا من المعروف أن اليوغا تعتبر نوعًا من العلاج المكمل والبديل للعقل والجسم يساعد الأشخاص على الاسترخاء والتحكم بالتوتر والقلق. وكانت قد نشرت مجلة Journal of Alternative and Complementary Medicine دراسة أظهرت زيادة بنسبة 27% في “الغابا” (مادة كيميائية في الدماغ تملك تأثيرًا مهدئًا ومضادًا للقلق) بعد جلسات اليوغا. سوف نكتشف جانبًا أكثر تحديدًا من اليوغا، “التنفس ويعرف بـ براناياما”

قد يبدو غريبًا التفكير بشيء نقوم به دائمًا وبأن جسمنا يعرف ماذا يفعل لنبقى على قيد الحياة. نعم تنفسنا الأوتوماتيكي يسمح لنا بالعيش ولكن ماذا بشأن التنفس للازدهار؟ اليوم تظهر العلوم الغربية مجددًا ما الذي تعرفه العادات الصحية الشرقية منذ قرون: عندما نتنفس بشكل جيد نؤمن الظروف الافضل لصحتنا وسلامتنا

في أوقات التوتر (عندما يحتاج جسمنا للتنفس أكثر شيء)، نقوم بالتنفس بسرعة ونتنفس من صدرنا بدلًا من بطننا. فكري بكيفية تنفسك إذا خفتي، أول ما تقومين به هو شهيق سريع إلى أعلى الرئتين. من الناحية الجسدية فإن التنفس المعتاد السريع من الصدر اشبه بالإجفال ألف مرة في اليوم. هذا يؤدي إلى تراكم الأكسجين في مجرى الدم وانخفاض مقابل في نسبة ثاني أكسيد الكربون مما يؤدي إلى زعزعة مستوى درجة الحموضة المثالية في الدم. هذا الحالة المعروفة بقلاء الجهاز التنفسي قد تسبب وخز في العضلات، وغثيان، والدوار والقلق ولذلك يعطى الأشخاص كيسًا ورقيًا خلال نوبات الهلع لإعادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجسم. من الواضح أن نوبات الهلع هي النوع الأقصى لهذا التنفس السطحي ولكن عندما يكون الأشخاص في حالة توتر دائم رأيت مباشرة كيف يكون التنفس السطحي والسريع ليس فقط نتيجة بل أيضًا مسبًا للتوتر

عندما نتنفس معظمنا نمد جزءًا محدودًا من جذعنا الأمامي حول الأضلاع السفلى وأعلى البطن. غالبًا ما يكون تنفسنا محدودًا وسطحيًا، بينما يجب أن يكون عميقًا وكاملًا، لذا كل دورة تنفسية تمد وتشد طول الجذع بكامله وعرضه وعمقه. قد تأخذين لحظة الآن لمحاولة الاتصال مع تنفسك. حاولي الجلوس ومراقبة تنفسك. اشهفي، ازفري… على الأرجح أنك ستلاحظين أن مراقبة التنفس سوف تبدأ فورًا بتغييره. أولًا إنه يبطىء وتصبح حركته عادية ومنظمة ويصبح التنفس هادئًا وبالتالي تزيد المساحة التي يحتلها في الجسم. حاولي الشعور بجسمك يتمدد مع كل شهيق ويرتخي مع كل زفير. إذا استطعت أغمضي عينيك.احرصي على أنك لا تحاولين التحكم بتنفسك ولكن الشعور كما أنك مشاهد من الخارج يراقبه وهو يتحرك نحو داخل جسمك ونحو خارجه

هناك الكثير من التقنيات التي تساعد على زيادة تناغم الجهاز العصبي السمبتاوي، إذا تم تطبيقها بطريقة صحيحة ومنتظمة، وهذا ما يزيد الاسترخاء ويخفف ردة الفعل الحساسة للجهاز العصبي. وتمامًا مثل أي علاج يجب مراقبة علاج التنفس بذكاء ليكون فعالًا، فكل حالة تستجيب أفضل لنوع تنفسها الخاص بها. مثلًا: لتهدئة القلق عليك بإطالة الزفير عن قصد، ولتخفيف التعب والإرهاق عليك بإطالة الشهيق مهما قررت التعمق في اكتشاف تنفسك حاوي القيام به يوميًا حتى ولو لدقيقتين، أغمضي عينيك وخذي استراحة تنفس واع. قد تكتشفين أن التنفس الواعي لا يخفف التوتر والقلق فحسب بل أيضًا يحفز طاقتك لدرجة تتخلين فيها عن الكافيين الذي تشربينه بعد الظهر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى