تنمية بشرية

من شب على شيء

 أدركت أنني سأقابل في المستقبل مواقف سلبية وتحديات وصعوبات كثيرة، وأن هذه الأشياء لن تنتهي أبدا؛ لأنها جزء من

هذه الحياة، فكان اختياري هو: أن أتعلم كيف أواجه هذه المواقف حين تحدث، وأن أتعامل مع الحياة كما هي فما الممتع في الحياة إذا لم تكن فيها تحديات؟ لو كان اليوم كالأمس، فأين روعة الحياة؟ لو لم تكن هناك صعوبات، فأين متعة النجاح والفوز؟
تعلمت أن أغير طريقة تفكيري؛ كي أستطيع التعامل مع الحياة.
فدعونا نتغير معا في (برمج عقلك).
— — — — — — — — — — — — — — — — —

أهلا بيكم في حلقة جديدة.

في الحلقة اللي فاتت اتكلمنا عن التغيير، واديتكم طريقة مبسطة ممكن من خلالها أننا نتغير، لكن، فوجئت بكم الرسائل، اللي بتقول أن الواحد مش ممكن يتغير أساسا، أو أن الظروف هي اللي بتقهرنا. اتكلمنا كتير في السلسلة دي عن هذه الموضوعات وقتلناها بحثا زي ما بيقولوا ورغم كده ده ما يمنعش أننا نتكلم فيها تاني وتالت ورابع ومليون.. طالما محتاجينها.

أعزائي القراء..

في رأيك، من شب على شيء.. شاب عليه فعلا؟

التغيير
السبب الوحيد اللي بيخلي التغيير مستحيل، هو اعتقادنا أنه مستحيل. لما آجي أشوط في الجون وأنا باقول لنفسي: “أنا مش هاعرف.. حارس المرمى قوي.. أنا مش محترف..الكورة هتقلش مني طبعا (حلوة هتقلش دي؟)….” قلة الثقة هتخلي الكورة تيجي بره فعلا. لو مش مؤمن أني ماقدرش أنجح، يبقى مش هاسعى أني أنجح؛ وبالتالي: مش هانجح أساسا، هو ده الموضوع ببساطة.

لكن قول لي:

هل من شب على شيء.. شاب عليه؟

الحياة اختيارات
لو عايز تتغير، ده اختيار. ولو مش عايز تتغير، ده اختيار برضه، أنت حر! فيه بعض الناس لما بتواجهها مشكلة، بتقف قدامها تشتكي وتتضايق وتتكسر، ده اختيار في الحياة. لو واحد اترفد من شغله، ممكن يقعد عمره الباقي يشتكي من المدير الظالم.. أو الحكومة.. أو الظروف..
ده اختيار في الحياة.. هو اختار يعيش كده “يلوم الظروف” طول الوقت. والعمر بيجري.. بيجري..

فيه ناس تانيه. لو واجهتهم مشكلة، هيدوروا على حل ليها، عن بديل
فيه ناس لما بتواجهها مشكلة، بتدور على الحل يا جماعة. فيه ناس بتقلب الصفحة وتشوف الصفحة اللي بعدها؛ لأن قصة حياتنا لسه ماخلصتش، بس المهم تقلب الصفحة، عشان العمر بيجري والقصة لسه طويلة، وده برضه اختيار. الفاشل يبحث عن الأعذار، والناجح يبحث عن الحلول والأفكار.

 

عايز حياتك تبقى ماشية إزاي؟؟
لو عايز حاجة، يبقى قوم وخدها. كده ببساطة، مستني إيه؟ تنابلة السلطان. لو عطشان وعايز كوباية ماء، هل هتقعد تقول: أنا قاعد مستريح، مش ممكن أغير وضع جلوسي وأقوم أجيبها؟ لأ، طبعا. لو عايز كوباية الماء، يبقى تقوم من مكانك وتمشي ناحيتها وتجيبها. ده الطبيعي، ماتتحججش بأي حاجة؟، لو قدامك عقبات كتير عشان توصل لهدفك، يبقى مستني إيه بقى؟ مش أنت عايزه يا عم أنت؟ يبقى فكر في طريقة أنك تجيبه واتعب وحاول وجرب.. لحد ما توصل له

احنا عايشين ليه أصلا؟ مش عشان نتخطى العقبات ونوصل لأهدافنا؟

كل ما كانت العقبات أكتر، كل ما كان النجاح أكبر. بقول إيه…

فكر في واحد ناجح جدا. حدد اسمه واكتبه لنفسك، ضحية الظروف أم نفسه؟ الفاشل هو اللي يدور على شماعة يعلق عليها فشله.  يعني يلعن الظروف التي خلته كده، والده لأنه كان مربيه غلط.. أي شماعة وخلاص. أي حاجة غير نفسه؛ لأنه مش عايز يتغير. لو لقيت نفسك بتفكر بأسلوب “ضحية الظروف” فاعرف أنك عامل زي: اللي اتقفل قدامه باب، فقعد يعيط قدامه. ومش شايف المليون باب المفتوحين وراه، اللي مستنيين يبقى إيجابي ويدور عليهم..

مش مهم مين اللي فقل الباب، مش مهم إزاي اتقفل أو ليه. المهم أنك تقوم تشوف باب تاني وماتضيّعش عمرك في الكلام من غير فعل.
الناجحين بقى، كلهم كده.

فيه واحد لو اترفد من شغله، هيعتبر ده خلاص من الوظيفة اللي ماكانتش مناسبة له.. وماكانش – طبعا – مستريح فيها، وهيبدأ يدور على وظيفة غيرها.. بدل ما يفكر – بطريقة فاشلة – في المدير الظالم مثلا، اللي لازم ينتقم منه؛ لأن هو السبب في تعاسته.

أفضل وسيلة للانتقام، هي أن تكون ناجحا

عايز تتطور؟

 
بطل العالم في كمال الأجسام هل وُلد بطلا؟  أم تمرن وتعب وأنهك نفسه في التمرين، حتى (يتغير) ويمتلئ جسده بالعضلات؟ بطل العالم في الجري للمسافات الطويلة، ألم يكن يتعثر وهو طفل صغير؟ لكنه تعلم مع كل سقطة.. تعلم من كل فشل..و(تغير). لم يبكِ على الأرض وتوقف عن المحاولة وعاش حياته على أساس أنه لن يتغير كلنا حاولنا وحاولنا حتى استطعنا المشي. يجب أن تتحمل ألم الحقنة؛ كي تشعر براحة الشفاء.
هذه هي الحياة.
عايز تنجح من غير تعب؟
عايز تنجح من غير ما تتغير؟
عايز توصل.. من غير ما تقوم وتمشي؟
من شب على شيء

من شب على شيء شاب عليه؟

 جملة قديمة ليست قرآنا كريما ولا حديثا شريفا.. جملة قالها الأقدمون ونرددها دون فهم. ألم تجد شخصا يتعلم القراءة على كبر؟ أو القيادة؟ أو لغة جديدة؟ أو يتعلم الكمبيوتر؟ كلها أشياء تحدث، كلنا نستطيع أن نطور من أنفسنا. ويجب أن نطور من أنفسنا بيني وبينكم.. هذه ليست رفاهية.

قبل أحد اللقاءات التلفزيونية، سألني شاب خلف الكواليس عن الطريقة التي يمكن من خلالها أن يحقق أهدافه.. قال أنه لا يخاطر ولا يخطط ولا يتخذ أي خطوة جديدة في حياته. كنت أسير في (كوريدور) طويل فطلبت منه أن يمشي معي. رحنا نمشي قليلا ثم طلبت منه أن يقف في مكانه. وقف الفتى في مكانه واستمررت أنا في المشي، وبعد أن ابتعدت قليلا، قلت له: “الدنيا كلها بتمشي حواليك.. لو وقفت في مكانك.. هتلاقي نفسك بتتأخر عن الدنيا كلها”

هذا صحيح..
الأسعار تزيد في الدنيا كلها، المنافسة تزيد في كل المجالات.
لو لم تطور نفسك ستتأخر عن الجميع.
لو ظللت في مكانك ستصبح في آخر الصف، لو لم تخرج من الصف أساسا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى