اعداد محاسب

مقال: دور الزكاة في علاج مشكلة البطالة

    دور الزكاة في علاج
   

مشكلة البطالة
    إعداد
    دكتور حسين حسين شحاتة ـ الأستاذ بجامعة الأزهر

    البطالة مشكلة متعددة الأطراف لها آثار عقائدية وخلقية واجتماعية واقتصادية وسياسية ، وهى كالسرطان يهدد كيان المجتمع بأسره ، وتعانى منها كافة دول العالم سواء أكانت رأسمالية أو اشتراكية ، سواء متقدمة أو نامية ، ولقد وضع الإسلام مجموعة من الضوابط لتجنب ظهورها من الأصل
    من أهم هذه الضوابط ما يلى :
    أولاً : حث الإسلام على العمل واعتبره عباده وقيمة وشرف وثوابه مثل ثواب المجاهد فى سبيل الله ولقد أشار القرآن إلى ذلك فى مواطن كثيرة ، منها قول الله تبارك وتعالى :]وآخرون يضربون فى الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون فى سبيل الله [( المزمل : 20 ) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : } السأعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله { ( رواه الإمام أحمد ) .
    ويتمثل دور الزكاة فى الحث على العمل بأنها لا تعطى للقادر على العمل ولاتعطى للغنى ولقد رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم إعطاءها لأحد الأنصار حيث وَجَدَه قادراً على العمل وهيأ له فرص العمل .
    ثانياً : على ولى أمر المسلم مسؤولية توفير فرص العمل وإعداد وتدريب العاملين ، وأساس ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : } فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، والإمام راع وهو مسؤول عن رعيته { ، ولا يجوز أن تعطى الزكاة للقادر على العمل حتى لا تحوله إلى متسول .
    ثالثاً : استخدام جزء من حصيلة الزكاة لتوفير مستلزمات العمل من الآلات والمعدات والخامات للعمال حتى يتحولوا إلى طاقة إنتاجية ، كما أن إعطاء الزكاة للفقراء العاطلين يحولهم إلى طاقة إنتاجية ولقد وضع الفقهاء مجموعة من الضوابط الشرعية لاستخدام جزء من حصيلة الزكاة فى إقامة مشروعات استثمارية ليعمل فيها الفقراء العاطلين من أهمها أن تكون فى مجال الضروريات وتملك للفقراء ويعمل فيها الفقراء ولقد طبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك الصحابة من بعده أسلوب الزكاة فى توفير مستلزمات العمل للفقراء والمساكين ، وبذلك حدثت التنمية الاجتماعية المقترنة بالتنمية الاقتصادية .
    يتبن من الأدلة السابقة أن للزكاة دور هام فى علاج مشكلة البطالة من ناحية الحث على العمل من جانب ، ومن حيث أنها تعطى للفقراء لتحولهم إلى طاقة إنتاجية ، كما يمكن استخدام جزء من الحصيلة فى إنشاء مشروعات استثمارية ليعمل فيها الفقراء العاطلون ،و صدق الله العظيم القائل : ]فإمّا يأتينكم منى هدى ، فمن تبع هداى فلا يضل ولا يشقى ، ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا[ ( طه : 123 ) .
    والله يقول الحق وهو يهدى السبيل
    دكتور / حسين شحاتة ـ الأستاذ جامعة الأزهر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى