تنمية بشرية

العصاب (Neurosis)

العصاب (Neurosis) هو نوع من انواع الخوف الذي يؤدي إلى اضطراب في الشخصية وفي الأتزان النفسي. وهو اضطراب عصبي وظيفي غير مصحوب بتغير بنيوي في الجهاز العصبي. ترافقه في كثير من الأحيان أعراض

هستيريا, وحصر نفسي, وهواجس مختلفة مريض العصاب لا يعاني من الهلوسة او من فقدان الصلة مع الواقع. سلوك الأشخاص الذين يعانون من العصاب هو سلوك عادي وطبيعي (سلوك مقبول ضمن المعايير الأجتماعية السائدة).والعصاب هو مرض كغيره من الامراض إذ لدى كثير من الناس انطباع( بأن الإرادة يمكنها التغلب على العصاب) وهذا خطأ بصورة مطلقة. وثمة اعتقاد (بأن المصاب بالعصاب شخص يفتقر للطاقة لأنه غير قادر ان يشفي نفسه بنفسه) وهذا خطأ لان العقل او الإرادة لا تستطيع شفاء شيء ما لاشعوري لا يبلغه هذا العقل او هذه الإرادة .
فالعصاب اضطراب من تضافر عدة عوامل علي رأسها صراعات لاشعورية تبدو في صورة أعراض جسمية ونفسية ومنها القلق والوساوس والأفكار المتسلطة والمخاوف الشاذة واضطرابات جسمية وحركية وحسية متعددة تعوق الفرد عن ممارسة حياته السوية في المجتمع الذي يعيش فيه وقد يدفع الفرد إلى القتل أو الانتحار.

لمحة تاريخية
لعل العصاب قديم قدم الجنس البشري نفسه. ونحن نقع على وصف له في كثير من المصنفات التراثية وبخاصة غير الطبية منها. أما الدراسة الطبية النظامية للاضطرابات العصابية فلم تستهل إلا في منتصف القرن التاسع عشر للميلاد. ويعتبر جان مارتن شاركو وسيغموند فرويد من أبرز الرواد في هذا المضمار.

الأعراض
يعاني الشخص الذي يعاني من عصاب غالباً من اكتئاب، خوف، غياب الشعور بالعواطف والأحاسيس، غياب الأتزان النفسي والعاطفي، القلق والوساوس والشكوك التي لا أساس لها؛ أو قد يظهر المرض النفسي في شكل حدوث شلل أو تيبس أو ارتعاش لعضو في الجسم بدون أن يكون لها سبب فزيولوجي أو قد تظهر أعراض داخلية كالشعور بألم في أحد اجزاء الجسم كالمعدة دون سبب فزيولوجي وتتنوع الأعراض الجسمية بشكل كبير حسب استجابات كل شخص.

الخصائص
يدرك المصاب أنه يعاني من وعكة نفسية ويحاول علاجها ومواجهتها. إضافة إلى أنه لا يفقد القدرة على الاتصال بالواقع خلافا للذهان. يعاني مريض العصاب من مشاكل في التكيف مع البيئة، إضافة إلى عدم قدرته على تغيير نمط بعض التصرفات القهرية، عدم القدرة في تطوير شخصية مركبة وعميقة (شخصية قوية ومتكيفة)، أو عدم القدرة على تطوير شخصية مرضية كل هذة المشاكل تؤدي في نهاية الأمر إلى شعورة بالمعاناة والضغط النفسي والخوف وبالتالي الاكتئاب. يعتقد أن غالبية البشر واجهوا العصاب بدرجات طفيفة خلال حياتهم؛ إلا أنها عند بعض الأشخاص تتطور وتشدد لتصبح مشكلة تعيق الأنسان وتجعله غير قادر على تنفيذ مهامة ووظائفه.
وفقاً للدكتور George Boeree يمكن أن تتضمّن آثار العصاب: القلق، الحزن، الاكتئاب، الغضب، التشوش الذهني، انخفاض التقييم الذاتي الخ. أعراض سلوكية مثل تجنب رهابي، يقظة، أعمال متهوّرة، خمول وغيرها. مشاكل معرفية مثل أفكار مزعجة، تكرار الأفكار والهوس، تخيلات معتادة، سلبية وسخرية الخ..يؤدي العصاب إلى التبعية، العدوانية، الكمالية، العزلة الاجتماعية والسلوك الغير مناسب بين الأفراد الخ..

لأسباب
1-جيناتي وراثي
2-تجارب مؤلمة وضغط مزمن
3-عدم توازان في المركبات الكيميائية والهرمونية في المخ وهي من أشهر انواع الخوف.
4-التنشئه الاجتماعيه فاختلاف الوالدين في أنماط رعايه الطفل ونقص ثقتهم في دورهم كآباء والجو الأسري غير المستقر ومشاعر القسوه والنبذ والكره والتدليل الزائد تعتبر محددات أساسيه في تكوين ردود الأفعال العصابيه.
5-العوامل المرسبه وهى الأسباب والعوامل التى تسبق ظهور المرض النفسي مباشره وتساعد في ظهوره وتعد الصدمات أو الأزمات التى يواجهها الفرد هى الأسباب المرسبه لحدوث المرض النفسي

العلاج
عن طريق اخصائي نفسي الذي يدير محادثات لمعرفة الأسباب الحقيقة للمعاناة ويحاول الأستخراج من المريض اسباب الخوف والضغط ومعا يحاولون تبديدها وفهمها بشكل مختلف واخراجها من ال لاوعي ويعملان أيضا على تقوية الشخصية وتطوير القدرة على التعبير العاطفي والأحساسي. معرفة اسباب الخوف مهم جدا لنجاح العلاج لذلك يتطلب من المتعالج ان يتشارك ويتفاعل مع الأخصائي بشكل كامل ويعلمة بأي شيء يخيفة ويضغطة.
معالجة بواسطة ادوية مضادة للأكتئاب والخوف على سبيل المثال SSRI وفي بعض الأحيان ادوية مضادة للشك والوسواس (عامل مضاد لدوبامين).
تعتبر أيضا التمارين الرياضية والأسترخائية مفيدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى