مال واقتصاد

خبير اقتصادي: تحرير سعر الصرف رفع أداء البورصة لمعدلات غير مسبوقة

أكد الخبير الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للأوراق المالية محمد رضا، أن الأداء الإيجابي الذي حققته البورصة المصرية على مدار الأيام الماضية، كان نتيجة طبيعية لقرارات التعويم الجزئي لأسعار الصرف وتحرير سعره في البنوك.

وأشار رضا إلى أنه بالرغم من أن قرارات التعويم صاحبها رفع أسعار الفائدة بمقدار 300 نقطة أساس وهو ما يعني التأثير السلبي المتعارف عليه على أداء البورصة؛ كان التعويم الجزئي لأسعار صرف الجنيه أمام الدولار بالبنوك دافعًا أداء البورصة المصرية للارتفاع بقوة 1700 نقطة في أيام محدودة من مستويات 8525 لمؤشر EGX30 إلي 10226.

وقال إن المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية وصل لمستوى قياسي وتاريخي بكسر مستويات الـ10 آلاف نقطة لأول مرة منذ شهر يونيو عام 2008، بأحجام تداول قوية ومرتفعة تخطت المليار جنيه مصري في بعض الجلسات وهي مؤشر قوي قوة أداء البورصة المصرية من حيث ارتفاع أسعار الأسهم وارتفاع أحجام التداول.

وأرجع المحلل المالي هذا الأداء القوي للبورصة المصرية إلي مشتريات الأجانب القوية التي بدأت قوتها منذ جلسة يوم الأحد الماضي، لافتا إلى أن السبب الرئيسي وراء دخول الأجانب للبورصة المصرية الآن وبهذه القوة كان بسبب التعويم الجزئي لسعر صرف الجنيه أمام الدولار، وأصبح سعر الدولار في ارتفاع متتالي بالبنوك وهو ما شجع المستثمرين الأجانب على الدخول بقوة في البورصة المصرية وشراء الأسهم المصرية لتحقيق أرباح مزدوجة من ارتفاع أسعار الأسهم وارتفاع أسعار الدولار.

وأضاف أنه ستكون هناك علاقة طردية بين ارتفاع الدولار بالبنوك وارتفاع مؤشرات البورصة المصرية، وسنجد أنه كلما أرتفع الدولار بالبنوك سترتفع البورصة أسعار وأحجام تداول.. لافتا إلى أن مجموعة القرارات الإصلاحية الأخيرة التي اتخذتها الحكومة المصرية بجانب قرار التعويم الجزئي بالبنوك، بمد تأجيل ضريبة الأرباح الرأسمالية على البورصة لمدة 3 سنوات، أعادت الثقة نسبيًا في البورصة المصرية وكانت هذه القرارات المحفز الرئيسي لعودة السيولة للسوق والارتفاع بقوة.

وتابع الخبير الاقتصادي بأن قرار رفع أسعار الفائدة 300 نقطة أساس قد بدأ يحد من الأداء والاتجاه السعودي للبورصة، ولكن دخول المستثمرين الأجانب بقوة منذ الأحد الماضي والذين تفوقوا في الشراء على المتعاملين المصريين والعرب وذلك تزامنًا مع التعويم الجزئي للجنية أمام الدولار في البنوك أدى إلي مواصلة البورصة صعودها بقوة متخطية حاجز الـ10 آلاف نقطة، وحتى الآن قادت الأسهم القيادية ارتفاع البورصة والتي لها الوزن الأكبر في المؤشر.

وقال: كما هو متعارف مع وصول هذه الأسهم لمستهدفاتها ستنتقل السيولة للأسهم الأصغر في المؤشر الثلاثيني ثم أسهم المؤشر السبعيني، ستستمر الموجة الصاعدة للبورصة خلال الأسبوع القادم ويدعم موجة الصعود استمرار مشتريات الأجانب مع التوقعات باستمرار ارتفاع الدولار أمام الجنيه في البنوك وكذلك التوقعات بموافقة صندوق النقد الدولي على قرض مصر بقيمة 12 مليار دولار ووصول الشريحة الأولى من القرض الثلاثاء من الأسبوع القادم بقيمة 2.75 مليار دولار أمريكي وتزامنًا مع التوقعات بعودة العلاقات المصرية الأمريكية بعد فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية.

وأكد أنه اذا استطاعت البنوك توفير الدولار للمستثمرين الأجانب ومنحتهم حرية الدخول والخروج بسهولة في البورصة المصرية وتحويل الدولار الأمريكي إلي خارج مصر ستعود البورصة المصرية إلي سابق عهدها في ظل أن أسعار الأسهم حاليًا في أقل مستوياتها وانخفاض قيمة الجنيه المتتالية ستصبح البورصة المصرية جذابة أمام المستثمرين الأجانب لتحقيق أرباح مزدوجة من قيمة الأسهم وفروق العملة، مما سيزيد من أحجام السيولة في سوق المال المصري ويدفعها للعودة إلي تصنيفها كإحدى أهم الأسواق الناشئة الجاذبة للاستثمارات الأجنبية في الشرق الأوسط بعد تراجع دامي منذ سنوات.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى