تنمية بشرية

ثقافة أختيار الهدف

 لا سبيل امام من يبغي النجاح سوى ترجمة طموحه ورغبته الشديدة في التميز إلى هدف واقعي يراه بكل وضوح ويسعى

جاهداً إلى تحقيق هذا الهدف ، ولكن قد يتوفر لدى الكثير مننا الرغبة في التميز والنجاح ولكن لا يعلم من اي مجال ينطلق لتحقيق هذا التميز ، ولهذا فهناك طرق علينا ان نتبعها ونسلكها لنكتشف ونحدد ما هو الدرب الذي سيسلكه كلاً منا لتحقيق ما يريد

وأول سؤال يجب ان يخطر ببال كلاً منا في بادئ الأمر هو ، هل حقاً انا اريد التميز هل حقاً انا اريد ان أحيا حياة غير تقليدية حياة مختلفة؟

من كانت إجابته بنعم فليكمل معنا ومن كانت إجابته بغير ذلك ، فليكمل معنا أيضاً لعله يجد في كلامنا ما يحفزه على تغير وجهة نظره في الحياة وليعلم ذلك الشخص أن إنسان بدون هدف كسفينة بدون دفة كلاهما سوف ينتهي به الأمر على الصخور

( توماس كارليل )

وقفنا على اننا حقاً نريد التميز ، إذا فليبحث كلاً منا عن المعنى الشخصي للتميز ، ذلك المعنى الذي سيميزك عن غيرك ، بمعنى انه قد يرى البعض لطالب الثانوية العامة ان التميز هو كليات الهندسة او طب او السياسة والأقتصاد ، ويعمل الطالب جاهداً على حصد أعلى الدرجات وينجح في ذلك ويلتحق بالكلية التي يشهد الجميع بأنها متميزة ولكنه يفاجأ بعد التحاقه بالكلية بإنه غير سعيد ، لأنه لا يجد نفسه في ذلك المجال

ولذلك فلتبحث انت عن المعنى الحقيقي للنجاح من خلال ذلك المجال الذي سيشبع طموحات ويرضي كل ذرة خلية من خلاليا جسدك ، فقد تكون طالب ثانوية عامة ومجتهد ومتفوق وحاصل على اعلى الدرجات ولكن طموحك فني وترى ان الرسم او الديكور هو حياتك ، فلتكمل في هذا المجال ولا تقلل منه او تسخر منه بالعكس فقد تكون انت من يحي القيمة الكبيرة لذلك المجال وتصنع وتحي به حضارة جديدة متميزة لأمتنا

من المعينات التي ستساعدك على الوقوف على المجال الذي ستختاره وستنطلق منه في حياتك العملية هو إعادة اكتشاف الذات والبحث واعلم اهم مواصفات الهدف وهي

أولاً : أعد أكتشاف نفسك بالتخلص من الطاقة السلبية ، وهي متمثلة في كل ما من شأنه ان يثبط من همتك ، مثل الواقع صعب … يعني انا اللي هغير الكون … المجتمع كله بطالة ودة واقع ولازم اعترف بيه … الحياة وسايط وانا معنديش واسطة يبقى مش هنجح … تخلى عن كل هذه المعاني وكل ما هو على شاكلتها واكتشف المعنى والمفتاح الحقيقي للنجاح وهو … (((أنا أريد))) إنها الأرادة التي لا يستطيع كائناً من كان أن يسلبك إيها والتي لا تحتاج لأن تمتلكها ان يكون معك واسطة من شخصية مرموقة او ان تكون ابن فولان الغني او ابن علان صاحب الوضع المرموق مجتمعياً

ثانياً: قرر إنك ستبحث عن مجال يشبع طموح وإرضاء كل خلية من خلايا جسدك ويحقق الاستقرار والسلام لروحك الربنانية التي بين ربوع جسدك ، حدد مدة عشر ايام تبحث فيها عن هذا المجال ،ويحبذ ان تفكر وانت تمشي فالمشي بيئة خصبة للأفكار الجديدة والقيّمة وأبحث عن شيء انت متميز فيه وتحبه ، وأحلم بشيء كبير وكن طموحاً فهناك مقولة تقول >> فمن يتهيب صعود الجبال * * * يعش أبد الدهر بين الحفر … خذ وقتك في التفكير ولا تنتقل إلى المرحلة التالية إلا بعد ان تكون قد حددت أهدافاً انت مقتنع بها بشكل كامل وتتخذها محوراً لحياتك او سفينة لك في بحر الدنيا كي تمر منه بسلام إن شاء الله

ثالثاُ: دعم حلمك وهدفك الذي اختارته بمعرفة كبيرة عنه ، أقرأ وابحث وكلم اصحابك عنه وادعوا الله ان يثبتك ويطور منك فيه ، كل هذا سيكون له دور كبير جدا في تثبيت الفكرة بداخلك فضلا عن توصيل الفكرة لعقلك الباطن الذي سيبدأ في العمل بشكل لا واعي في تهيئة حياتك من اجل تحقيق هذا الهدف لأنك بمنتهى البساطة تريده بصدق وإخلاص

رابعاً: أفعلها … أبدأ في تنفيذه وتعلم ان الحياة ليس لها مود دائم فجزء منها عدم توفيق من شأنه ان يطلعك على اخطائك ويدعم طريقك للوصول الى ما تريد وجزء منها نجاح فعلي في تحقيق ما تريد وأعلم أن الناس لا تصل إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس >> لا يطيل الوقوف في هذه المحطات وكن على يقين ان الاعمال العظيمة لا تتم بالقوة ولكن بالصبر

خامساً : تأكد أن بأخلاصك … وثقتك بالله وحسن ظنك به … ووضوح هدفك … وإرادتك ومثابرتك تجاه الصعوبات التي ستواجهها ، تأكد ان بكل هذه المعينات بإذن الله ستصير يوماً ما تريد وتيقّن خيراً بالله أن في يوماً ما ستلاحقق جميع امنياتك وستتصارع طموحاتك واحلامك وأهدافك تطلب كلاً منهم منك أن تحققها أولاً

وأعلم ان من حسن عبادة المرء حسن ظنه بالله

وقد قال الله تعال من خلال الحديث القدسي عن الرسول (ص) ” أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ

وأعلم يقيناً ان السعادة الحقيقة في المشوار الذي ستسلكه لإنجاز ما تريد فهي ليست في نهايته وإنما هي خلاله بالتجارب الناجحة والغير ناجحة خلال مشوارك فهناك مقولة تقول & إن السعادة تكمن في متعه الإنجاز ونشوه المجهود المبدع

( روزفلت )

أرجو ان يمثل هذا المقال إفادة لكم ولنعلم جميعاً أن الأستعداد الذاتي للتنفيذ يعول عليه كل شيء وما للمادة العلمية من دور سوى 20 او 30% والنسبة الباقية تعود على مدى أستعداد الفرد للتنفيذ

فقد يتقبل الكثيرون النصح ، لكن الحكماء فقط هم الذين يستفيدون منه

بابليليوس سيرس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى