تنمية بشرية

التنمية البشرية دروس لابد من تعلمها

التنمية البشرية والدروس التي نتعلمها في حياتنا، في خلال السنين الأخيرة التي مرت، تعلمت الكثير من الدروس التي كان بعضها سببا في تغير مسار حياتي، وبعضها غير نظرتي للحياة. أحيانا لا نعرف أين نمضي، ونسير فقط لكي لا نتوقف، ولكن تحدث أشياء تجعلنا نجد طريقا جديدا للنجاح في حياتنا. لنتعلم أننا حتى وإن لم نكن نعرف الطريق، لابد ألا نتوقف عن المحاولة.

التنمية البشرية دروس لابد من تعلمها

الشك يجعل اليقين وهما

مهما تعلمت ومهما كنت قويا، لابد أن تتعلم بأنه لا يوجد يقين في الحياة، ولا يوجد حقنة أو مصل يخلصنا من الشك، الحياة هي تحدي، وجواب على عدة تساؤلات، لا أحد سيعرف أين نهاية الطريق، ولا النتيجة، بل نحن نتوقع نتيجة النجاح، ولكن، لا أحد يملك اليقين. ولا يمكن أن تظمن وصولك لهدفك، ولا حتى معرفة ما قد يحدث مستقبلا في حياتك. هو نفس مبدئ موضوع النجاح إختيار أو مصير، ولكن بطريقة أكثر تعقيدا.
قد تحدث معجزات، وأقصد بالمعجزة شيئا بسيطا كنت تستبعده من تفكيرك، وتظنه أمرا مستحيلا، ولكنه يتحقق. الحياة تعلمنا دوما أننا لا نملك اليقين، وأيضا لا يجب أن نسجن أنفسنا في دائرة الشك، المهم أن نضع أهدافنا أمام أعيننا، ونحاول الوصول إليها، من يستسلم يخسر النزال، ومن يستمر في المحاولة هو الرابح، وكثيرا ما تحصل أمور أحسن بكثير مما كنا نريد، وكما نقول، الخير يأتي تباعا والشر أيضا، والحياة هي خط يتصاعد مرة، وينزل مرة كما قلنا في موضوع لماذا لا تحقق النجاح ولابد أن تتقبل الأمر دون أن تستسلم.
 

الحياة أخد وعطاء

قبل أن تفكر في أخد الشيء، فكر في إعطائه، إن أردت السعادة، عليك أن تقدمها، أحيانا تجد البعض يسلبون أنفسهم الشيء، لينتظرو أخده من الآخرين، ولو كانو أعطو لنفسهم ما هم بحاجته، ماكانوا انتظروا كثيرا.
لن يعطيك أحد العلم، فهو لا يسقى في كوب ماء، وللأسف البعض يجلس منتظرا العلم يأتيه، والسعادة أيضا هي لا تمنح، بل إن قدمتها لنفسك والآخرين، ستجد من أسعدتهم يسعدوك.
إن كنت تريد أن يسمعك الناس، إسمعهم أولا، والحقيقة أنك تأخد ما تعطي، وهكذا هي الحياة، نعطي الشيء لنجده يلتف فيعود إلينا مجددا.
 

الإنضباط هو أساس النجاح

قال هيتلر في أحد خطبه ما معناه، أن مجموعة صغيرة منظمة، بإمكانها هزيمة أقوى الجيوش، وتلك حقيقة، إن كنت منضبطا ومنظما بشكل صحيح، ستجد الحياة أصبحت أسهل بكثير، لأنك لو فكرت قليلا ستجد أن الكثير من عثراتك، أو أسباب إنزعاجك الكثير، السبب الأساسي فيه هو عدم تنظيمك لحياتك، فتجد أنك تضيع الوقت في البحث عن شيء لو كنت وضعته في مكان خاص به، ما كنت أضعت وقتا تبحث عنه، وعندما لا تجده تغضب، وتبدأ في الشك في الناس……
مهما كنت ذكيا او متعلما، إن لم تكن منظما بشكل كاف، ستجد نفسك تخسر الكثير، والإنضابط ليس فقط في التنظيم الجيد وإدارة الوقت، بل الإنضباط هو في عمل ما يجب عمله، حتى وإن كنت لا تطيق هذا العمل، فلابد أن تقوم به.
الصلاة تعلم الإنضباط، هل هناك من يحب أن يستيقظ في الفجر، خصوصا في فصل الشتاء، والبرد الشديد الذي يجعل أغلب الناس خاملين، غير قادرين على النهوض؟
ولكن عند الصلاة أنت لا تستيقظ لمجرد الإستيقاض، ولكن لأنك تعرف جيدا أن السبب الذي يجعلك تستيقظ هو سبب سامي، ويستحق أن تقوم بأي شيء حتى ولو كان غير محبب لك.
 

تحكم في مخاوفك

قبل سنتين كنت مع أحد الأساتذة وقد كنت حكيت له بعض أهدافي ومخاوفي لأني كنت أسعى للنجاح في شيء لم يكن من تخصصي. ثم حكى لي قصته، ومنها نصحني ألا أخاف، وأن أحاول حتى وإن كان الأمر مستحيلا، بعد أن أبدا سيصبح ممكنا، وإن أحسنت صنعا، سأجد الحلم تحقق.
قال لي أنه كان فاشلا في العلوم الطبيعية، وكان يحس بنقص شديد في تلك المادة، ولكنه قرر أن يصبح معلما لتلك المادة، وتحدى نفسه والجميع، كانت أسرته تكاد تموت من شدة الصدمة، كيف لشخص فاشل في مادة ويريد أن يصبح مدرسا بها. ولكنه أصر وقرر أن يتحدى ضعفة وخوفه، وكانت نتيجة إصراره أنه أصبح فعلا معلما، ليتعلم درسا مهما في حياته، وهو أن العقل يوهمنا بالمستحيل، والحقيقة لو تحكمنا في مخاوفنا لما كان هناك مستحيل أمامنا.
 

إختر من حولك

غير من نفسك أولا، وبعد ذلك إختر من حولك، كن مدققا كثيرا في اختيار أصدقائك لأنك إن لم تفلح في الإختيار، ستخسر حياتك.
الحقيقة أن للمحيط الذي نعيشه تأثير كبير في حياتنا، وهذا قائم أيضا على الأصدقاء، فإن كنت تصادق المثقفين ستجد نفسك تستفيد من ثقافتهم وتحاول أن تصبح قريبا منهم، وإن صادقت الجاهلين، ستجد نفسك تتخلى يوما بعد يوم عن ثقافتك، لتصبح مثلهم.
من يؤثر عليك؟

 

من السهل أن تجد مليون صديق في سنة، ولكن من الصعب جدا أن تجد صديقا تدوم صداقته. تثق فيه، وتحترمه…. وقبل أن تبحث عن صديق مناسب، إسال نفسك هل أنت صديق مناسب؟ ثم تعلم كيف تحافظ على الصداقة لكي تدوم.
 

لا تحاول قراءة الإشارات

أكثر ما يستفزني هو أن أجد شخصا يدقق في حركاتي، ويدعي أنه يمكنه أن يحدد الإحساس من الحركات والإشارات. هذا هراء، حتى وإن كان بعضها صحيح، ولكن لكي تحدد معنى الإشارة أو التصرف الناتج من شخص ما، عليك أن تعاشره وتفهمه جيدا، فالصمت قد يقصد به البعض أنهم لا يريدونك معهم، وقد يكون معناه عند آخرين الحب الشديد للإستماع لكلامك.
وهكذا كل شيء، لا يمكن أن تجد شيئا محددا بين الجميع، فكل منا له معانيه التي تخصه، فلا تضيع وقتك في أخد حركات الناس على محمل الجد، إن لم تسمع الكلام من لسان الشخص فلا تبرر لنفسك أي عمل تظنه صحيحا أو تظنه ردة فعل على ما فهمته من حركاته.
 

كن هادءا

سأقول مثلا بسيطا يحدث لنا جميعا، عندما نكون منفعلين وغاضبين، نجد كل شيء يسير بالعكس.
أذكر عندما كان عندي إمتحان واستيقظت متأخرا قليلا، وقد انفعلت كثيرا لأنها كانت من المرات القليلة التي تحدث معي، ولم أتخيل أن كل شيء سيكون ضدي بتلك الطريقة، حيث نسيت غسل وجهي وتمشيط شعري وما تذكرت الأمر إلا بعد خروجي من المنزل مسرعا، ثم عدت لأقوم بغسل وجهي، ولكني وقتها بللت القميص كله بالماء، فذهبت لتغييره، وعندما انتهيت وخرجت، وجدت نفسي نسيت حقيبتي، فعدت لأخد الحقيبة، ثم خرجت مسرعا، واكتشفت في منتصف الطريق أني نسيت مفاتيحي، والكل سيسافر في ذلك اليوم وأنا لازال عندي امتحان في المساء، فعدت وطرقت الباب وأيقضت الجميع لآخد المفتاح، ومر ذاك الصباح سيئا للغاية. بسبب تسرعي وانفعالي الشديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى