تنمية بشرية

في الفاعلية الشخصية (القواعد العشر للحوار الفعال) د/محمد زويل

د.محمد زويل

   
 
الحوار لغة التواصل الأولي بين البشر فهو أسلوب بشري عميق عمق التاريخ والواقع اننا نعيش حالة حوار دائم شئنا ام ابينا .احيانا حوار داخلي بين النفس وبين العقل واحيانا كثيرة بيننا وبين الاخرين . والحوار معناه لغة من مادة حَوَرَ: الرجوع عن الشيء وإلى الشيء” أو” التحول من حال الي حال ” واصطلاحا أسلوب يجري بين طرفين من خلال أسئلة وأجوبة بأشكال متنوعة للوصول إلى حقيقة أو معلومة فى اتجاه الهدف من الحوار”. والبعض يطلق احيانا على الحوار مسميات مختلفة ” كالجدل أو المناظرة أوالمحاورة . ويكاد يمثل الحوار مادة التفاعل الاساسية فى كل من التفاوض –الاقناع – المناظرة – التواصل – الحصول على المعلومة.

والحوار لابد ان يكون له هدف نهائي يراد الوصول اليه فلا حوار بلا نتيجة مستهدفة والا كان بلا فائدة ومضيعة للاوقات ولكي يحقق الحوار هدفه لابد له من اصول وقواعد يبني عليها بدونها يفشل الحوار بل وقد يحقق مضار لم تكن لتنشا لولا غياب تلك الاصول والقواعد .وللحوار اهمية كبري فى حياة الفرد والمجتمع فهو يرتقي باسلوب الفرد والمؤسسة حيث يتمتع اداء الحوار بحريه التأثير والتأثر.ويتعلم الناس بالحوار ممارسة الديمقراطية والتركيز على المصلحة العامة وينمو بالحوار مناخ الشفافية والوضوح والحوار فى مجمله طريقة فعالة لتقويم الشخصية لتصبح اكثر فاعلية واتزانا مع الاخرين. ومن اشهر العمليات الحوارية :
المحادثة ( conversation ) وهي تعني المشاركة في المعلومات والافكار من اجل ايضاح وجهات النظر دون قصد تحقيق آثر ما في المستمع المناقشة ( Discussion )المشاركه في المعلومات والافكار من اجل انجاز عمل أو حل مشكله ما – المناظره ( Debate )المشاركة فـي المعلومــات والافكــار مــن اجل الحصول علـى موافقه او تحــالف جمهـور المستمعين مع المتحدث- الاقناع ( Persuasion)المشاركه في المعلومات والافكار والخبرات بغرض قبول المستمع لرآي المتحدث بكامل رضاه وأختياره التفاوض( Negotiatio) )المشاركه في المعلومات والافكار من اجل الوصل إلى حلول يقبلها جميع الاطراف – الحوار ( Dialogue ) المشاركه في المعلومات والافكار والخبرات من اجل التعليم الشخصي والجماعي.

متطلبات في المحاورين:

1- نية الوصول للحق .
2- الاتفاق على المرجعية .  عند بدء الحوار .( عقلية ’كونية ’شرعية ’ مدنية ’علمية…..)
3- البدء بنقاط الاتفاق .
4- البعد عن التعصب والغضب .
5- الانصاف والاعتراف بالخطأ .
6- احترام الآخر وتقديره .
7- الموضوعية.
8- استخدام الادلة وترتيب الافكار .
9- الصبر علي المخالف.
10- تجنب الجدل وسوء الظن

قواعد  الحوار :
1-التزام القول الحسن ، وتجنب منهج التحدي والإفحام. وتحضرنا هنا مقالة الامام الشافعي : ما ناظرت احدا الا وتمنيت ان يظهر الله الحق علي يديه “
2- الالتزام بوقت محدد في الكلام . ينبغي أن يستقر في ذهن المُحاور ألا يستأثر بالكلام ، ويستطيل في الحديث ، ويسترسل بما يخرج به عن حدود اللباقة والأدب والذوق الرفيع .
3- الإنصات  التام وتجنب المقاطعة . إن السماع الجيِّد يتيح القاعدة الأساسية لالتقاء الآراء ، وتحديد نقاط الخلاف وأسبابه . حسن الاستماع يقود إلى فتح القلوب ، واحترام الرجال وراحة النفوس ، تسلم فيه الأعصاب من التوتر والتشنج ، كما يُشْعِرُ بجدّية المُحاور ، وتقدير المُخالف .
                      اسمع مخاطبة الجليس ولا تكن * * * عجلاً بنطقك قبلما تتفهـم
                      لم تعط مع أذنيك نطقـاً واحـداً * * * إلا لتسمع ضعف ما تتكلم
4- تقدير المحاور واحترامه . و ضرورة التقدير والاحترام ، لا ينافي النصح ، وتصحيح الأخطاء بأساليبه الرفيعة وطرقه الوقورة . فالتقدير والاحترام غير المَلَقِ الرخيص ، والنفاق المرذول ، والمدح الكاذب ، والإقرار على الباطل.
5- استمرار الود والاحترم بعد الحوار.
واذا لم يزدنك حوارك خبرة أو يلفت نظرك إلى شاردة أو لم يذكرك بأمر نسيته .. أو يبصرك بشئ تظن انك بحاجة إليه .. او يديم لك ودا أو تصل به رحما .. او تنصر به حقا او تزهق به باطلا . فلا حاجة لك بهذا الحوار . فإن كنت في مجلس حوار فقبل أن تقوم منه تذكر ان تردد كفارته .. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
____________

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى