تنمية بشرية

السفر عبر الزمن

السفر عبر الزمن فكرة من الطفولة

من قبل منتصف الليل وحتى الفجر، قبيل رمضان المبارك، وأنا أفكك البحث الحديث لستيفن هاوكين في موضوع السفر عبر الزمن. هذا الموضوع يثيرني من صغر ومنذ رأيت فلم 

Back to the Future

والذي خرج بعده عشرات الأفلام في ذات المفهوم

 

السفر للمستقبل لا للماضي

المهم، أن هاوكين، أنشتاين هذا الزمان، المعاق الذي لا يتحرك سوى عقله، وعقله يسوى مائة مليون متظاهر ومائتين مليون سياسي عربي ومليار من الشبيحة، هذا العالم الكبير كان في مدرسته القديمة لا يرى بهذه المسألة، ثم غير رأيه وبدأ يقول في الآونة الأخيرة أنه من الممكن علميا ونظريا ووفق الامكانات المتاحة والمتوقعة قريبا السفر لكن ليس للماضي بل فقط للمستقبل ، ويدلل على ذلك من خلال أن الزمن هو أصلا متزامن مع السرعة، كما في نظرية آنشتاين، والتي تقول أن الزمن يقل مع السرعة، أي كلما زادت السرعة قل الزمن، وهو موضوع أثبته د. أحمد زويل في بحثه، وعرض نظريته في “الكنيست الإسرائيلي”، ونال عليه جائزة نوبل

 

مثال ضربه هاوكين: لو صنعنا قطارا سريعاً (كما في قصة الفلم المذكور سابقاً) وسرعة هذا القطار سريعة جدا جدا، يعني يلف 7 لفات حول الأرض في الثانية! أي بسرعة الضوء، وتركناه يلف مدة أسبوع من تاريخ 1 يناير 2020 وفقاً لساعته الداخليه وزمنه، فإنه عندما يتوقف ويخرج ركابه فإنهم سيكونون في تاريخ 1 يناير 2120 ، أي بعد مائة سنة! أي في الغالب لن يجدوا أحداً ممن يعرفون. هذا لو فعلا أوجدنا هذه السرعة، أنت تتحدث عن سرعة تبلغ 186,000 ميل في الثانية! وأسرع شيئاً أوجدناه، حسب المعلن، هو أبولو 10، وكانت سرعته 25,000 ميل في الساعة! لو فعلاً أوجدنا هذه السرعة، فذلك يعني أن نصل آخر المجرة والذي يستغرق الوصول له ملايين السنين، سنبلغه في 80 عاماً فقط. أي أنه بالإمكان أن نصل مجرة أندروميدا في 80 عاماً فقط!! هذا مبهر، فهذه المجرة عالم آخر، ربما بقوانين مختلفة، ومخلوقات مختلفة

 

مجرة أندروميدا تبعد عنا 2,5 مليون سنة ضوئية، يعني ما نراه الآن في التيلسكوب قد مضى عليه مليونان ونصف مليون سنة! أي نحن ، نرى ماضي أندروميدا، وهم هناك يرون ماضي مجرتنا عندما كان الإنسان الأول يعيش على الأَرض، ويسمى

Australopithecus

إذ يتوقع أن يكون بدأ تواجده قبل 3,7 مليون سنة تقريبا

 

العلماء يقتربون من الفكرة أكثر

هاوكين يقول السفر للمستقبل يفعله كل منا كل يوم، فنحن نسافر للمستقبل بالسرعة العادية التي نعمل بها حالياً، ولو توقفت سرعتنا توقف السفر للمستقبل، أو التقدم

 

كارل ساجان، وهو من كبار المفكرين والفيزيائيين، وكنت قرأت له أول كتاب من عشرين سنة، “الشتاء النووي”، واستشهدت به في كتابي “على أبواب الملحمة” أيضا في مقابلة له قبل أيام يتحدث فيها عن السفر عبر الزمن، اعترف بأن هذه المسألة كانت محل استهزاء بين العلماء سابقاً لكنها الآن محل تفكير، ولما أصر عليه الصحفي بالإجابة بنعم أو لا عن امكانيتها، أجاب: نعم، ممكن، لكن ذلك صعب الآن

 

البرفسور رونالد ماليت، من جامعة كونيكتيكت، الولايات المتحدة، يزعم أنه أعد البورتفوليو، أي الآلة التجريبية الأولية، للسفر عبر الزمن، لكنه ينتظر فقط التمويل الحقيقي!

 

أنا شخصيا من خلال قراءة متقطعة على مدى عشرين سنة في هذا الموضوع أعتقد واستشف من خلال تغير آراء كبار العلماء في هذا المجال أننا نقترب من هذا الاكتشاف أكثر وأقرب مما توقعه العالم الكبير راي كورزويل كونه سيكون قرابة 2080 أو نهاية القرن، رغم أنه في تغريدة في تويتر قبل شهرين ذكر أنه بدأ يتفاءل أكثر من قربها أكثر. واعتقادي أن السفر عبر الزمن وارد من الجهتين، خلاف ما يقوله هاوكين، وأقصد للماضي والمستقبل، كوني أتبنى نظرية تساوي الأزمان في الحاضر  

 

السفر للمستقبل في القرآن

ورد السفر للمستقبل (عبر الزمان والمكان) في أكثر من موضع في القرآن الكريم، وأنا هنا ليس مقصدي اثبات صحة القرآن أو إظهار إعجازه، بل هذا أسلوب لا أحبه، وهو برأيي مما يقلل احترام الناس له، وهو ما يفعله المتواضعون طوال الوقت؛ فالقرآن لا يحتاج لإثباتات إلا عند عقول المسلمين المشوشة اليوم، وهذا الوصف يشكل الغالبية العظمى منهم! إن الهدف من طرحها هنا هي تلك الأسرار التي من الممكن أن نبني عليها، ومن أهم ما تم ذكره في موضوعنا هنا آيتان: الأولى (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾، [سورة السجدة الآية: 5]، سمعت د. محمد راتب النابلسي: “كان مقداره ألف سنة مما تعدون، “اليوم” عند الله كألف سنة مما تعدو، القرآن ليس ملك أحد، القرآن حمال أوجه، ولكن مما ورد في هذا الكتاب أن هذه الآية تشير إلى سرعة الضوء، كيف؟ يدور القمر حول الأرض كل شهر دورة، فلو قسنا بعده عن مركز الأرض ورسمنا هذه الدائرة التي هي مداره حول الأرض، هذه الدائرة التي يسلكها القمر حول الأرض لها طول، لو أخذنا طول محيط هذه الدائرة، وضربناه باثني عشر شهراً، هذه المسافة التي يقطعها القمر في العام، لو ضربنا هذه المسافة بألف عام، صار معنا رقم كبير، هذا الرقم يساوي يوماً في الأرض، أي يوم هذا؟ لو قسمنا هذا الرقم على يوم أي أربع وعشرين ساعة ضرب ستين كم دقيقة؟ ضرب ستين كم ثانية؟.إذا قسمنا المسافة التي يقطعها القمر حول الأرض في ألف عام، وقسمناها على عدد ثواني اليوم لظهرت معنا سرعة الضوء، وهي تقارب ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية الواحدة، وهذه أعلى سرعة موجودة بالكون، فالشيء إذا سار بسرعة الضوء أصبح ضوءاً وأصبحت كتلته صفراً، وحجمه لا نهائياً، وتوقف الزمن، فإذا سار الجسم أسرع من الضوء تراجع الزمن، فإذا قصر عن الضوء تراخى الزمن”. انتهى كلامه

 

هناك من يقبل هذا الكلام علمياً، وهناك من يرده وينفيه، أقصد من ناحية علمية في قضية أن هذا يساوي سرعة الضوء، وعلى أية حال، ففي الآية دلالة على السرعة وليس المقصود الزمن؛ فالمقصود العروج، والعروج هو السير بطريقة لولبية مدارية، والمقصود فيها السرعة مرة أخرى، ولا يعقل أن المقصود الزمن، لأنه لو كان كل أمر يأخذ ألف سنة حتى يعرج للسماء فهذه يعني أن هناك إشكالية تواصل، وهذا حتى أبطىء من انترنت زين والوطنية وفيفا في الكويت، وهو الأبطىء تقريبا حاليا!، بل المقصود أن الأمر ينتقل بين السماء والأرض بسرعة الضوء، التي يعتبرها آنشتاين والحشود التي بعده هي أسرع سرعة في الكون

 

لكن هناك ملاحظتان على كلام د. النابلسي، الأولى: أن سرعة الضوء هي أعلى سرعة في الكون، والثانية: علاقة الحجم بالسرعة. نبدأ بالثانية، لأن المعلومات “فريش”، جديدة! هيجز بوزون، أو جزيئ هيجز، هذا الاكتشاف الجديد جدا، يحكي أن هيجز (على اسم العالم الذي وضع النظرية) هي مسارات في الفضاء الذي حولنا في كل مكان، وهي التي تحدد كتلة الشيء، وهذا من ضمن عدة اكتشافات مرتبطة في ذلك. إن ذلك يعني أن الكتلة مسألة غير ثابتة، وأن مسارات هيجز هي التي تحددها؛ فالتغيير في هيجز يغير الكتلة، وقد يخفيها! هذا ينبأ بالانتقال عبر المكان قريبا جدا! هذا يعني أنك تكون هنا (في الكويت مثلاً) وبعد لحظة، ودون أي وزن أو نقل تكون في البرازيل، بل من الممكن أن تدير حوار شخصي في قارتين مختلفتين بوجودك الجسدي!

 

على كل: هل ممكن نؤجل هذه الفكرة قليلاً، كون الوطن العربي حالياً مشغول في توافه أمور، وأنا أكاد أجزم أن “الربيع العربي” بعدما ينتهي يكون لا حاجة أصلاً لأي تغيير ولا حكومات، ونكون فقط خسرنا ملايين البشر والأوقات والطاقات والجهود. ذرهم في الأقل أهمية

 

سرعة الضوء ليست الأسرع في الكون إلا في أذهان البطيئين

أما الملاحظة الأولي على الكلام: فليس لدينا علم حاليا بنفي أي سرعة فوق سرعة الضوء، وحدود فكر آنشتاين في هذه المسألة بسبب اعتقاده الديني، فهو في الأصل نشأ نشأة دينية، وفي العمق سلبية أن ينشأ الشخص نشأة دينية بحتة، لأنه يبني قناعات ضيقة ومحصورة، هذا طبعا بالنسبة للعلماء ليس بالضرورة عامة الناس؛ فالعالم يجب أن يكون منفتحا للآراء والأفكار والاحتمالات، لا تحده الأفكار والقناعات الاجتماعية والدينية المبرمجة في الغالب من قبل رجال الدين والسياسة. وآنشتاين يعتقد أن الكون ذكي، وله رسالة، وله عمق رباني، وهو بالمناسبة اعتقادي كوني كذلك أحمل في العمق فكر ديني وروحاني، لكن هذا لا يضر في جانبي، كوني لست باحثا في هذه العلوم ولا احتاج هذا المدى من الانفتاح والاتساع بالضرورة، لكن الباحث العالم في العمق يحتاج ذلك، ولذلك العلم كله اليوم علماني، لا دين له، سواء الهندسة أو الطب أو الإدارة أو علم النفس أو الاجتماج.. الخ. كل هذه العلوم مبنية على أسس علمانية لا دين فيها ألبته، وأعتقد أن هذا سبب تطور العلوم اليوم بهذه السرعة، كون الدين عائق، إلا إذا كان الدين هو الذي كان الأصل، كما كان مع الأنبياء، قبل تحريفه، وكل الأديان محرفة في المعنى والتطبيق، بما في ذلك الإسلامي، بل قد يكون أكثرهم تحريفاً، ولذا ترى نتائج التدين اليوم: حروب وصراعات ومقاطعات ودعوات لكراهية وتكفير ونقاشات هابطة جدا حول المعازف واللباس والجن والسحر والحكم على الناس..الخ مما أشرت له في عشرات الخواطر والمقالات. المسلمون الأوائل كانوا يحبون الحياة ويقدرون العلم والعلماء، كانوا دينيون وعلمانيون معاً، مسلمو اليوم مشغولون بقلة الأدب والاحترام والتكفير وسفاسف الأمور، ولهم مفاهيم مختلفة عن مفاهيم الأوائل، وإن كانوا جميعاً يزعمون أنهم على منهج الأوائل، وزعمهم هذا إيجو، وأنانية، وقلة احترام، لأنه يُكرّه الناس في المسلمين الأوائل، فكم من إنسان في العالم كره النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه أو الخلفاء بسبب تنظيم القاعدة أو “الجهاديين” أو أصحاب دعوات الكراهية والتفرقة والعنصرية. والمسلمون الأوائل كانوا يطورون البشرية كل يوم وعندهم اعتقاد أنهم متساوون مع بقية البشر، مسلمو اليوم يدمرون البشرية كل يوم ويعتقدون أنهم خير أمة أخرجت للناس. المهم، دعنا من هؤلاء، نرجع لآنشتاين، آنشتاين يعتبر الكون مرتبط بسرعة الضوء

e=mc2

الطاقة = الكتلة في سرعة الضوء

الطاقة = المادة

المادة أو الكتلة تحديدا هنا مرتبطة ارتباطا كليا بسرعة الضوء، لو طلعت عن سرعة الضوء تتغير الكتلة، وبالتالي تتغير الطاقة، وبالتالي يتغير كل شيء في الكون

آنشتاين يرى أنه لا يمكن أن تكون هناك سرعة أسرع من سرعة الضوء، لأن ذلك يخلط القوانين التي يبني عليها فكره ومعتقده

آنشتاين رجل عالم وعميق، تغيرت البشرية بوجوده، لكن كان محصورا بهذه الفكرة المعيقة، رغم حياديته الكبيرة، كما يحصل لكثير من علماء المسلمين اليوم، عندهم حيادية كبيرة، لكن مسجونون باعتقادات أسسها عالم من ألف سنة أو إمام من 700 سنة، ليس لديه الشجاعة للبحث فيما وراء معتقداتهم، لكن يثمرون بحجم اتساعهم المسموح

وآنشتاين حتى عندما دعاه الإسرائيليون لرئاسة إسرائيل – الدولة الحديثة لليهود وقتها – رفض واعتذر مع التأكيد على نصرة قضية شعبه كما كان يعتقد،

“لم تضع تربية أمه فيه في الصغر!”

 

والرد على هذا حتى من القرآن الكريم للذين يعتقدون بأن الآية الكريمة التي ذكرناها تحدثت عن يوم عند الله كسرعة الضوء وهو كألف سنة مما نعد قمريا، من القرآن الكريم أيضاً فالله سبحانه قال: (تَعْرُجُ المَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة (سورة المعارج 70: 4). فهل هي ألف أم خمسين ألف؟ وإذا كانت الألف سنة قمرية تساوي سرعة الضوء فما الذي تساويه خمسين ألف سنة إذاً؟ هل أسرع من سرعة الضوء؟ هناك تساؤلات كثيرة وموضوع بحث كبير، ومنها:

 

هل لو مشينا بسرعة الضوء لمدة يوم نصل للمكان الذي يُعرج إليه؟!! يعني بما أن سرعة الضوء = 300 ألف كيلومتر/ثانية، وهذا يعني أن الضوء يقطع 18 مليون كيلومتر في الدقيقة، وتسمى الدقيقة الضوئية، والمسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة 9,460,800,000,000 كيلومتر (9,46 تريليون كيلومتر)، هل يعني لو قطعنا 9,460,800,000,000 تقسيم 12 شهراً تقسيم 30يوماً والذي يساوي 26,280,000,000 كيلو متر نصل للمكان الذي تعرج إليه الأمور؟! أم أن التعبير في الآية الكريمة المقصود بها أن الأمور تعرج إليه بسرعة الضوء، أم المقصود أن الأمور تعرج إليه بأسرع سرعة موجودة في الكون؟!

 

المقصود السرعة وليس الزمن

وأنا شخصيا أميل للرأي الثاني من أن المقصود السرعة وليس الزمن، لأن الزمن أصلا وهم، لا قيمة حقيقية له، لكن السرعة عنصر من عناصر الحياة الرئيسة، هي جزء من الطاقة الحقيقية، والسرعة يمكن تحديدها لكن الزمن يختلف باختلاف المكان والزمان والظرف والطاقة. فالملائكة والروح، وربما المقصود بها الروح بشكل عام أو المقصود بها الروح القدس بشكل خاص، تسير بسرعة أعلى من سرعة الضوء، وهذا ما يجعلها تخترق الأزمنة ماضيها وحاضرها ومستقبلها، فلما عرجت روح النبي صلى الله عليه وسلم للسماء رأت المستقبل وعادت للحاضر

 

وحتى عندما يقال سنة ضوئية في الفيزياء فلا يراد بها الزمن، بل هذا مقياس مسافة، أي السرعة التي تقطعها في هذه المسافة، وأن كنا نسميها سنة، من الزمن، وحيث أن الكون واسع شاسع فسيح فإن مسافاته تقاس فيما يقطعه الضوء في سنة، ويبلغ نصف قطر الكون بحساب أينشتاين 35 بليون سنة ضوئية. وبذرة المادة الأصلية التي نشأ منها الكون المرئي في الفضاء تغطي مسافة 64 مليار تريليون كيلومتر، ويتوقع أن يكون عمر الكون بحدود 18 مليار سنة مما نعد

 

أصحاب الكهف في ثلاثة أضعاف سرعة الضوء

المسألة الثانية في القرآن التي أوحت لهذه الفكرة هي في قصة أصحاب الكهف: (ولبثوا في كهفهم ثلاثة مائة سنين وازدادوا تسعا) ومعروف أن المقصود 300 سنة شمسة كما يعد الغرب والسابقون والزيادة هي 9 سنوات قمرية في ال300 سنة شمسية بالضبط؛ لأن المائة سنة شمسية تساوي 103 قمرية

ببساطة اضرب 300 سنة في 11 يوما (كما تحسب رمضان كل سنة ناقص 11 يوما عن السنة السابقة)، والناتج هو 3,300 ثم قسمه على 365.25 (أيام السنة) تحصل على 9 سنوات وقليلا من الأيام، (وازدادوا تسعا) أي مما تعدون أنتم، العرب؛ فهي 300 سنة. وذكر القمرية هنا ملفت كون العلماء لا يعتدون في الحساب القمري، لكنها هنا لمقصد، والمقصد هو لو أنك حسبت ذلك قمريا فستجد سرعة الضوء هي المقصودة

 

وما يهمنا هنا أن هؤلاء الأشخاص دخلوا الكهف متخفين ولبثوا ساعات، يوماً أو أقل في توقيت داخل الكهف ثم خرجوا ليجدوا أنه مضى 300 سنة خارج الكهف. إن التوقيت المحلي في الكهف مختلف عن التوقيت خارج الكهف، هذا يشابه المثال الذي ذكرناه عن هاوكين في البداية، قطار يلف 7 لفات حول الأرض بسرعة الضوء، لو لف لمدة أسبوع يتوقيته المحلي عندما يتوقف سيجدون الوقت في الخارج قد مضى عليه 100 سنة وليس أسبوع. لو خذنا نفس المقياس العلمي ووضعناه مع أصحاب الكهف يكون ما لبثوه في الكهف لو كانت حركة الذرات فيه بسرعة الضوء ثلاثة أسابيع! لكن القرآن الكريم يقول “يوماً أو بعض يوم”! هذا يعني أن الكهف كان في ثلاثة أضعاف سرعة الضوء بالضبط أو أكثر.

ووفقاً لهذا الاستنتاج نعتقد أن الكون فيه أسرع من سرعة الضوء، وبهذه القناعة الجديدة نستطيع أن نخترق المجرات، وإلا فشبه مستحيل أن يحدث ذلك بسرعة الضوء فقط

 

بسرعة أصحاب الكهف نصل أندروميدا ب26 سنة فقط! يعني من الممكن أن ننقل نفس الجيل من مجرة لمجرة، على الأقل حالياً، ومع تقدم العمر في البشر، فقد يكون من السهل جداً أن يكون السفر في أقل من عُشر عمر الإنسان، أي يقضي ربع عمره في رحلة وربع عمره في أندروميدا ثم البقية في كوكب المريخ أو الإرض، وفقاً لما سيحدده الأمريكان لاحقاً لنا!

 

العالم والخيارات القادمة

نحن مقدمون على تغييرات ضخمة، والذي يحدد فيها القرار فقط أولئك الذين يملكون المعلومة والمعرفة

في العالم 1954م وضعت في أمريكا 3 احتمالات بديلة للأرض في حال تعرضها للدمار من قبل الطبيعة أو حروب نووية أو اصطدام كوني

الاحتمال الأول: التفجير النووي، والذي سيحدث فراغ في الأرض يسرب التلوث ويطرده من غطاء الإرض، هذا لو كان بالذات السبب التلوث والحرارة 

الاحتمال الثاني: السراديب الواقية من كل نووي وطبيعي والكفيلة بحفظ سلالة الإنسان، وتمتلك أمريكا حالياً قرابة 129 سرداب أرضي عبارة عن مدن مجزة للعيش جيلاً كاملاً، وصرفت عليها ال،لايات المتحدة الأكريكية أكثر من 2 تريليون دولار

الاحتمال الثالث: الكوكب البديل، وقد بدأوا من العام 1983، وما زالوا يجهزون المريخ، حتى قيل أنهم قسموا الأراضي فيه وحددوا من كل نسل وعلم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى